السودان يلغي جوازات سفر حميدتي وحمدوك وقيادات في "الحرية والتغيير"

تضارب بشأن السيطرة على معسكر المدرعات… وبريطانيا: جنرالا الصراع ارتكبا جرائم حرب

الخرطوم، عواصم - وكالات: في قرار مفاجئ، وجهت وزارة الخارجية السودانية أمس، بإلغاء جوازات السفر الديبلوماسية لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" وشقيقه عبدالرحيم دقلو وبعض أفراد أسرته ومدير مكتبه، فضلا عن عدد من القيادات السودانية أبرزهم رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، في حين تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على معسكر سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوبي الخرطوم. وشمل قرار الخارجية السودانية إلغاء الجوازات الديبلوماسية لعدد من قادة الحرية والتغيير، أبرزهم مريم الصادق وخالد عمر يوسف ومحمد الفكي سليمان، إضافة إلى رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك والسفير السابق نور الدين ساتي، مطالبة البعثات الديبلوماسية في الخارج بمخاطبة السلطات المختصة لإلغاء الجوازات وعدم التعامل معها. وأتى القرار فيما تستمر المعارك الطاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع، لاسيما في محيط مركز سلاح المدرعات جنوب الخرطوم لليوم الرابع على التوالي.
ميدانيا، تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على مقر سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني جنوبي الخرطوم، الذي شهد اشتباكات عنيفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية. وقال الجيش السوداني في بيان له إن سلاح المدرعات تمكن مجددا،من دحر محاولة هجوم فاشلة من قبل مليشيات المتمرد محمد حمدان دقلو حميدتي، التي لاذت بالفرار بعد تلقيها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مؤكدا أن قواته تبسط حاليا كامل سيطرتها على سلاح المدرعات وهي في كامل الجاهزية للتصدي لأي محاولات جديدة.
وأظهرت صور حصلت بثتها الصفحة الرسمية للجيش السوداني، اللواء أيوب عبد القادر متحدثا من داخل غرفة العمليات عن سيطرتهم على الأوضاع بمقر سلاح المدرعات، في وقت نشر فيه جنود يتبعون لسلاح المدرعات صورا لهم وهم يحتفلون بالسيطرة على المقر، الذي شهد محيطه معارك ضارية بين الجيش والدعم السريع.
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع إنها حققت انتصارا جديدا على ما وصفتها بقوات الانقلابيين في معسكر المدرعات، وإنها تمكنت من السيطرة على مجمل المعسكر عدا جيوب صغيرة جاري التعامل معها.وأشارت في بيان لها عبر حسابها على منصة "إكس إلى أن قواتها تمكنت من الاستيلاء على 101 دبابة و90 مدرعة و21 عربة قتالية، وكميات من الأسلحة والذخائر، لافتة إلى أن عمليات الحصر والتمشيط مازالت جارية بعد احتماء قوات الجيش بالمنازل والبنايات المجاورة لمقر قيادة المدرعات.
وأضافت أن من وصفتهم بالفلول، تكبدوا خسائر باهظة في الأرواح بمقتل المئات من عناصرهم، في ما يسمى بكتيبة البراء الكيزانية بينهم 18 من كبار الضباط، ووقوع العشرات منهم في الأسر، ما اصابهم بحالة من الذعر والهلع مما اضطرهم إلى إطلاق الشائعات والأكاذيب وترويج مقاطع الفيديو والصور القديمة للحفاظ على الروح المعنوية المنهارة والتغطية على الهزيمة النكراء التي لحقت بهم.
وتجددت الاشتباكات، أمس، لليوم الرابع على التوالي حول محيط سلاح المدرعات التابع للجيش بوتيرة أقل حدة من الأيام السابقة، وسُمع دوي قصف مدفعي متبادل بين الطرفين فيما تصاعدت أعمدة دخان خفيفة من الأحياء المتاخمة للمنطقة العسكرية، يرافق تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع في أجزاء من أجواء العاصمة السودانية.
أما شمالي الخرطوم، فقد أفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات بين الدعم السريع والجيش في الناحية الشمالية الشرقية، بالقرب من منطقة السامراب أقصى شمالي مدينة الخرطوم بحري.
أما غربي السودان فقد أسفرت المعارك بين الجيش والدعم السريع عن 60 قتيلا وأكثر من 200 جريح، إلى جانب فرار 50 ألف من المدنيين جراء اشتداد وتيرة الاقتتال بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. على صعيد آخر،أعلنت بريطانيا،، استعدادها لفرض مزيد من العقوبات في مواجهة طرفي القتال في السودان، وأهابت بالشركاء الدوليين الانضمام إليها باتخاذ إجراءات لوقف حصول الطرفين المتحاربين على التمويل والأسلحة.وأعرب وزير شؤون أفريقيا، أندرو ميتشيل، في بيان، عن قلق بالغ إزاء ازدياد الأدلة على ارتكاب فظائع جسيمة ضد المدنيين في السودان، مشيراً إلى أن الجيش والدعم السريع جرّا السودان لحرب لا مبرر لها على الإطلاق وسيحاسبان على ذلك. وقال الوزير البريطاني إن استمرار العنف على نطاق واسع في أنحاء البلاد ووقوع عدد كبير من القتلى المدنيين أمر مروع، وخاصة الاستهداف المتعمد والتهجير الجماعي لقبائل المساليت في دارفور، كلها أمور بغيضة وتثير الصدمة. وأضاف أن تعمد شن هجمات ضد السكان المدنيين يعد جريمة حرب.