السوداني: العراق تجاوز أزمته وأصبح مفتاحاً لحل قضايا المنطقة

بغداد، عواصم - وكالات: أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمس، أن العراق تجاوز أزمته السياسية وأصبح مفتاحا لحل أزمات المنطقة ويركز الآن على التحديات الاقتصادية والبيئية، مشيرا إلى أن حكومته وضعت أولويات لمواجهة تلك التحديات، فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعم المجتمع الدولي للعراق.
وشدد السوداني خلال استقباله غوتيريش الذي زار بغداد للمرة الأولى منذ ست سنوات، على أن انتصار بلاده على عصابات "داعش" الإرهابية جاء نتيجة لتلاحم العراقيين وإيمانهم بالتعايش السلمي، ليصبح العراق اليوم مفتاحا لحل الكثير من أزمات المنطقة والقيام بدور إيجابي في تسوية الأزمات الإقليمية.
وبحسب بيان صادر عن مكتب السوداني، فقد بحث الجانبان العلاقات الثنائية بين العراق والمنظمة الدولية، واستعرضا آفاق التعاون في ملفات النازحين والدور الدولي المطلوب، ومواجهة تحديات المناخ والحاجة للمساعدة الدولية، وكذلك جهود العراق في تعزيز التنمية ودوره في خفض التوترات بالمنطقة وضمان استقرارها.
وقدم الكاظمي شكره لبعثة الأمم المتحدة "يونامي" وثمن جهودها في مساعدة العراق بمراحل مختلفة، كما استعرض الجانبان خطط الحكومة لتطوير قطاع الشباب واستثمار قدراتهم وإمكاناتهم وسعيها لتنويع الاقتصاد، فضلاً عن انتهاجها مبدأ الشراكات الاقتصادية المتعددة في علاقاتها الخارجية.
من جانبه، وصف غوتيريش زيارته للعراق بالمميزة، وأكد دعم المجتمع الدولي لبغداد، مشيداً بأولويات الحكومة وتركيزها على مكافحة الفساد، وثمّن قرارها الشجاع والإيجابي لإعادة النازحين لمناطقهم، مؤكدا استعداد الأمم المتحدة لدعم حكومة السوداني، معرباً عن تفاؤله بما تقوم به من جهود في جميع المجالات.
وشدد الأمين العام على أن العراقيين سيتمكّنون من تجاوز الصعوبات والتحدّيات التي يواجهونها بفضل حوار مفتوح وشامل، معربا عن دعمه للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لإعادة مواطنيها الذين غادروا البلاد، قائلا إنه سيكون للعراق مستقبل سلام وازدهار مع مؤسسات ديمقراطية متينة. بدوره، أعرب الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد عن امله بتعزيز التعاون مع الامم المتحدة، من اجل وضع حد لمعاناة الاف الاسر النازحة لاسيما في محافظة نينوى، قائلا خلال استقباله غوتيريش إن الاف الأسر النازحة من مدينة سنجار تعيش اوضاعا مأساوية ومعقدة، مضيفا أن العراق من أكثر البلدان تأثرا بالتغيرات المناخية وأنه يعاني الجفاف والتصحر ما انعكس سلبا على نمط الحياة، مطالبا بحصة مائية عادلة لبلاده.
بدوره، قال وزير الخارجية فؤاد حسين إن العلاقات بين العراق والأمم المتحدة قوية وتفاعلية ونشكر دوما دور الأمين العام للأمم المتحدة في دعم المسيرة الديمقراطية بالعراق.
وأضاف "نتطلع إلى إجراء لقاءات ومباحثات مكثفة مع الأمين العام حول تطورات الوضع السياسي بالعراق والمنطقة والعالم، مشيرا إلى أن هناك تحديات وطنية وإقليمية وعالمية تحتاج إلى تبادل وجهات النظر بشأنها مع المنظمة الدولية".
في غضون ذلك، تظاهر آلاف العراقيين رفضا لمساعي قوى سياسية إعادة العمل بقانون الانتخابات السابق، الذي يصفه المعارضون بـ"السيئ الصيت"، مشيرين إلى أنه يعزز حظوظ الكتل الكبيرة ويضعف المستقلين.
وتركزت التظاهرات في منطقة العلاوي وسط بغداد، في حين انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور تُظهر مسلحين متمركزين في المطعم التركي قرب ساحة التحرير، وهو بناية كانت مركزا لتظاهرات تشرين التي تنسب إليها الإطاحة قبل ثلاثة أعوام بقانون "سانت ليغو" الذي تزمع القوى السياسية النافذة التصويت في مجلس النواب لإعادة تفعيله، وقالت وكالة "ناس نيوز" المحلية إن المسلحين ينتمون لـ"سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، لتفعيل ملفات التفاوض مع تركيا وإيران وسورية حيال حصص العراق المائية من نهري دجلة والفرات، وقال المتحدث خالد شمال إن ملف التفاوض على المياه سيادي ومرتبط بالسلطة العليا للدولة، لافتاً إلى أنه من الخطأ التصور أن وزارة الموارد المائية الجهة الأساسية المعنية بإدارة الملف، فيما تدير وزارة المالية الجانب الفني منه.