السوداني: العراق يسير نحو الهدوء ويستعيد مكانته... وجائحة الفساد معركتنا الكبرى

بغداد، عواصم - وكالات: أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن العراق استعاد مكانته الطبيعية حاضناً للحوارات، مشيراً إلى أن بلاده تسير نحو الهدوء السياسي بعيداً عن الصخب، وأنه حكومته عقدت العزم على استعادة مكانة العراق الطبيعية إقليمياً ودولياً.
وقال السوداني خلال افتتاح فعاليات مؤتمر حوار بغداد الخامس الذي ينظمه المعهد العراقي للحوار تحت شعار "العراق: عشرون عاماً ماذا بعد"، إن جائحة الفساد تمثل المعركة الكبرى، والتهاون معها يعني خسارة كل شيء ولن يتسامح مع أي محاولة لاستغلال المال العام، مضيفا أن حكومته رسمت برنامجا طموحا وشاملا للنهوض بالعراق والسير به نحو استثمار كل ثرواته وطاقاته؛ لتعويض ما فاته من سنوات.
كما قال إن التهجير على الهوية والطائفية حوّل البلد إلى سوق للإرهاب المروع، مشددا على أن القتل على الهوية كان ظاهرة غريبة على العراقيين، موضحا أن بعد عبور تلك المحنة كانت آثار التلكؤ واضحة وأخذت الشكوى من سوء الإدارة وهدر الأموال بالتنامى، حتى شهدنا الكثير من علامات السخط إزاء عدم قدرة مؤسسات الدولة على الإصلاح والقيام بواجباتها.
وأكد السوداني أن التحدى الأكبر هو استعادة ثقة المواطن التى تراجعت نتيجة ضعف الأداء وكثرة الوعود والأقوال وقلة الأفعال والإنجاز، مضيفا أن العراق قادر على أن يعود إلى الأماكن التى تليق به لأنه يمتلك ثروات متنوعة، هى مصدر قوته سواء بشرية أو طبيعية وحضارية وثقافية.
على صعيد آخر، أكد السوداني خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، موقف العراق الثابت الرافض لأن تكون الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على أيّ من دول الجوار، أو أن تكون أرضه مسرحاً لتواجد الجماعات المسلحة أو منطلقاً لاستهدافها، أو أيّ مساس بالسيادة العراقية.
في المقابل، جدد شمخاني شكره للدور العراقي على هذا المسار، كما نقل تحيّات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى السوداني، وتأكيده رغبة إيران في تطوير العلاقات الثنائية، لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
وذكر بيان أنه جرى توقيع محضر أمني مشترك بين البلدين، وقّعه عن الجانب العراقي مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعن الجانب الإيراني علي شمخاني، ويتضمن المحضر التنسيق في حماية الحدود المشتركة بين البلدين، وتوطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدّة.
وفي وقت سابق، اعتبر شمخاني خلال لقائه الأعرجي، أن التطبيق الصارم للاتفاقية الأمنية مع العراق، يحد بشكل كبير من التهديدات الإرهابية على الحدود، ويؤدي لمنع خلق حالة من انعدام الأمن على الحدود، مضيفا أنه سيتم توفير أسس التنمية الشاملة للعلاقات بين البلدين، في الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية أكثر من قبل، مؤكدا أن تطبيق الاتفاقية الأمنية ستكون ضامنة لاستقرار الأوضاع.
من جهته، قال الأعرجي إنه لا شك أن الاتفاق بين البلدين لإزالة التحديات الأمنية المفروضة على العلاقات الإيرانية العراقية يخدم مصالح البلدين الصديقين والشقيقين، وأكد أن بلاده لن تسمح لأي جماعة أو دولة باستخدام الأراضي العراقية لخلق حالة من انعدام الأمن في إيران.