السوداني: سنكشف المتورطين في "سرقة القرن" أياً كانت مناصبهم وأسماؤهم

بغداد، عواصم - وكالات: جدد رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني التأكيد على محاسبة المتورطين في ملف "سرقة القرن" المليارية التي تفجرت في أكتوبر الماضي، بعد الكشف عن قيام عدد من المسؤوليين بنهب المليارات من العائدات الضريبية، مشددا على أن الحكومة ستكشف المتورطين أياً كانت مناصبهم وأسماؤهم. وقال السوداني في كلمة متلفزة إن سرقة القرن واحدة من الملفات الصارخة لاستباحة المال العام، بالتواطؤ مع مؤسسات حزبية ورسمية تمثلت في سرقة 3.7 تريليون دينار، مضيفا ان الملف يخضع بشكل يومي للتدقيق ونثق بإجراءات القضاء، مشيرا للبدء بالمديرين العامين ومن ثم الوكلاء والمستشارين بما يخص الإصلاح الإداري. من جانبه، أعلن مجلس الوزراء العراقي إجراءات حكومية للتدقيق في شبهات الفساد وسوء الإدارة في استثمار التخصيصات المالية لتقديم الخدمات للمواطنين، بينها إنهاء تكليف مدير صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية. في غضون ذلك، أمهلت "تنسيقية المقاومة" التي تضم فصائل إيران المسلحة، حكومة رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني فرصة أخيرة، لإخراج القوات الأميركية من العراق، مهددة بإعادة العمليات العسكرية ضد الوجود الأميركي. وقال ائتلاف "تنسيقية المقاومة العراقية" الذي يضم فصائل مسلحة عدة، وتشكل في يناير 2020 عقب اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في بغداد، أنه "في ظل التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الأخيرة التي عصفت بالبلاد، تؤكد الهيئة التنسيقية أن دورها كان وما زال ينصبّ في تغليب مصالح الشعب والتمكين من خدمته، وإدراكاً منها لخطورة المرحلة وضرورة تجاوزها، كان من ضمن إجراءاتها إيقاف العمليات العسكرية ضد الوجود العسكري الأميركي داخل العراق".
وأضافت ان "ذلك يجب ألا يفهم منه القبول باستمرار الوجود غير الشرعي وغير القانوني والمنتهك للدستور العراقي، وأننا لسنا غافلين عن تعنت الأميركان بطغيانهم والتدخل السافر في شؤون البلد وهتك سيادته، كما أن استمرار وجود القواعد العسكرية والقوات القتالية والطيران العسكري بما فيه المسيّر التجسسي، يحتم القيام بواجبنا الشرعي والوطني بالرد المناسب، إذا ما استمرت هذه الانتهاكات". وتابع ان "الهيئة التنسيقية للمقاومة وبناءً على الجهود التي تروم الحكومة القيام بها، فإنها تمنح فرصة أخيرة للحد من الانتهاكات، وليعلم الجميع أن لصبرنا حدوداً، ولكل فعل رد فعل، وقد أعذر من أنذر".
ولم تعلّق الحكومة على البيان، لكن مسؤولاً في بغداد قال إنه جزء من سلسلة ضغوط على السوداني، مضيفا أن الخلافات ليست جديدة داخل هيئة الحشد الشعبي وداخل الإطار التنسيقي، معتبرا البيان انعكاساً للخلافات، مقللاً من شأن التهديدات وأنها لا تتعدى نطاق موقع "تويتر" الذي نشرت الفصائل البيان عليه.
اقتصاديا، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية إجراء محادثات مع قطر بشأن ملف الطاقة، تتعلق بتوريد ‏الغاز وتأهيل الحقول وتبادل الخبرات.، وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى إنّ مسألة الاتفاق على تصدير الغاز القطري للعراق تم إحالتها بحسب قرار من مجلس الوزراء إلى وزارة النفط، الجهة القطاعية المعنية بتوريد الغاز وبحث هذه الموضوعات.
وأشار إلى أنّ قطر عضو بهيئة الربط الخليجي واتفاقها مع العراق بشأن ملف الغاز يتضمن تأهيل الحقول وعقد شراكات لتبادل الخبرات، والاستعانة كذلك بالخبرة القطرية في هذا الملف بموجب إعلان النوايا الموقع بين البلدين.