السودانيون يطالبون برحيل النظام... والجيش يدعو لعدم مواجهتهم بالغاز

الخرطوم- وكالات: شهد السودان، أمس، واحدة من أضخم التظاهرات الاحتجاجية الرافضة لاستمرار الرئيس السوداني عمر البشير في الحكم، والداعية الى رحيل النظام، تزامناً مع الذكرى السنوية لانتفاضة عام 1985 التي أطاحت بنظام الرئيس جعفر النميري.
وعلى وقع هتافات "جيش واحد، شعب واحد"، خرج المحتجون في شوارع العاصمة استجابة لدعوة منظمي التظاهرات للتحرك نحو مقر الجيش، في مسيرات منفصلة انطلقت من خمس مناطق متفرقة في الخرطوم، ووصلت في توقيت متزامن إلى مقر القيادة العامة للجيش للمرة الأولى، في حين أغلق الجيش الشوارع الرئيسية المؤدية للقيادة العامة، مطالبا الشرطة بعدم إطلاق الغاز المسيل، وداعيا المحتجين للمغادرة من دون أي استخدام للعنف.
وسارع الجيش إلى اسعاف محتجين تعرضوا لاختناق من جراء إطلاق الغاز المسيل، بينما أغلق الأمن مداخل رئيسية في شوارع العاصمة وسمح بمرور قلة من العربات، كما تعامل الجيش بهدوء مع المحتجين الذين استقل بعضهم سيارات خاصة، ورفعوا علم السودان مرددين النشيد الوطني.
وهتف المحتجون، بسقوط النظام ورددوا شعارات تنادي بالحرية والسلام والعدالة.
وأطلقت الشرطة، الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين بشارع النيل بالعاصمة السودانية، كما اعتقلت قوات الشرطة عشرات من المحتجين في وسط العاصمة.
وأعلنت حركة "جيش تحرير السودان" المسلحة مقتل متظاهرة وإصابة العشرات بمعسكر "خمسة دقائق " بمدينة زالنجي بولاية وسط دارفور غرب البلاد، أثناء محاولة السلطات الحكومية تفريق تظاهرة.
من جانبه، جدد الرئيس السوداني عمر البشير، التأكيد أن الحوار هو الوسيلة الأسرع والأرخص والوحيدة للوصول إلى خيارات يرضى عنها أهل السودان، داعيا الشعب لاختيار قياداته عبر الانتخابات، لأنها الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة.
وأشار خلال كلمة ألقاها أمام اللجنة التنسيقية للحوار الوطني مساء أول من أمس، إلى أن البداية ستكون بقانون الانتخابات لأنه يعد معبراً عن إجماع أهل السودان، مؤكداً الاستعداد لفتح باب الحوار حول أيّ قضايا موضوعية يتم الاتفاق حولها.
وأوضح أن حالة الطوارئ فُرضت لأجل قضايا تواجه الاقتصاد كالتهريب والمضاربات التي أحدثت تشوهات في ممارسة العملية الاقتصادية، إلى جانب التواصل مع الخارج لتقديم دعم للاقتصاد، مشيرا إلى أن اللجنة ستعمل على وضع مسودة تقدم للهيئة التشريعية، حسب مخرجات الحوار لإجازة دستور دائم للبلاد.