السبت 28 سبتمبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
السوريون قادرون على اختبار رئيسهم
play icon
كل الآراء

السوريون قادرون على اختبار رئيسهم

Time
الأربعاء 30 أغسطس 2023
View
88
حسن علي كرم

يقول رئيس حزب الدعوة العراقي، رئيس وزراء سابقا، نوري المالكي: "إن الاميركان طلبوا مني في عام 2011 اغلاق الحدود مع سورية، لكنني رفضت".
اضاف: "ان الاميركان سيسقطون الرئيس الاسد"(انتهى الاقتباس).
هناك من يرى التظاهرات في بعض محافظات سورية البعيدة عن العاصمة دمشق انها الطلقة الاخيرة لحكم آل الاسد، وان رحيل بشار قد حدد اوانه، ما يعني ان كل ما يتداول من اخبار عن النظام السوري هو مجرد احتمالات، قد تكون واردة او غير ذلك.
تدخل الاميركان في سقوط او بقاء بشار لا يحتاج الى تحليل وضرب الاخماس بالاسداد، فالاميركيون موجودون، وقواتهم تؤدي الدور المرسوم لها، لا سيما ان سورية واقعا مفككة وهناك انفصال ما بين مركز الحكم وبعض المحافظات، التي لا تزال مواقفها ازاء نظام الاسد ملتبسة.
هناك اطراف تؤيد النظام وهناك اخرون مواقفهم مخالفة (بالمناسبة التقيت باعداد من اهالي درعا مركز المعارضة "الاخوانية" للنظام، لكنهم لم يكونوا ضد او مع رحيل الاسد) وهذا يهدد انقسام السوريين بين مواقف متعددة، مثل كل المواقف العربية في كل الديار العربية المسلوبة الارادة، والتي تتلقى اوامر من الخارج.
لعل التظاهرات الاخيرة مؤشر على من مع النظام ومن تحركه اصابع خارجية، فالامن السوري لا يسيطر على كل التراب السوري، بدليل ان الاسرائيليين يضربون مواقع سراتيجية في داخل العاصمة دمشق، اوفي المدن الاخرى، الا ان قلما سمعنا صد الجيش السوري للاعتداءات العدوانية للاسرائيليين، فهل هذا من ضعف او احتمال صبر، ام ضربة تمر ولا هجوم كاسح؟
هناك مقولة "دوام الحال من المحال"، والرئيس الاسد يعلم جيداً بعد سنوات الحرب، واستباحة الوطن السوري من الجيوش التي جاءت بعنوان الدفاع وحماية المواطنين العزل، فانقلبت من عنوان السلام الى عدوان شرس ضد النظام، فانقسام ادوار الجيوش المحتلة ما بين حماية للنظام ورحيله، يبقى الرهان في هذه الحالة للسوريين الذين يبدو انهم بين حان ومانّ بين الولاء للوطن والولاء للجيوش الغازية!
لا حل في سورية في الوضع الذي تعيشه حاليا الا انسحاب جميع القوات الاجنبية، وان يقرر السوريون شكل النظام الذي يختارونه، واعتقد ان ملايين من السوريين الذين فروا من سورية الى بلدان امنة، هم اليوم اقدر على تحديد مستقبل وطنهم، ان ببشار او بغيره.
سورية اليوم لم تعد تحكم بعثياً، ولا هناك العقلية او الفكر او الفلسفة البعثية تقودها، هناك من يريد تفكيك الوطن السوري واضعافه، لا سيما العدو المتربص على حدوده(اسرائيل)، وهناك من يريد تصفية حسابات قديمة مستغل غياب النظام في بعض المحافظات الحدودية، وهناك من يريد في سورية حكومة موالية تتلقى اوامرها من خارج دمشق.
ان الاميركان اذا كانوا يخططون لاسقاط بشار الاسد والاتيان بنظام دمية تخلصهم من "حزب الله" في لبنان، وقطع الجسور بين دمشق و طهران، فان كل ذلك لا يحتاج الى مزيد من اسالة دماء وتكبيد السوريين العزل الجوع، والخوف، وغياب الامن، ان الحل بالرجوع الى الشعب وجعله قرار بقاء النظام.
ان النموذج العراقي الشيء المؤكد بعد التجربة الفاشلة انه لا يصلح لسورية.

صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]

آخر الأخبار