"السياسة" تودّع "الحكيم"... عِشرَة عُمر

ما أصعبَ أن يُصبحَ مَنْ عَلَّمَكَ صناعة الخبر خبراً تكتُبُهُ!

إنه الموت، يُفجعنا بخطف من نحب، ويذكِّر الغافلين مِنَّا، بأننا ودائع لله جلَّ وعلا، يَستردُّها وقتما يشاء، وكيفما يشاء... فللهِ الأمرُ مِن قبلُ ومن بعد.
فبعد مسيرة صحافية، تجاوزت أربعة عقود، حافلة بالمحطات وزاخرة بالعطاءات؛ ها هو أحدُ أساتذة صناعة الخبر؛ معلِّمُ الصحافة المحترف، شوكت الحكيم، يصيرُ خبراً... خبرَ موتٍ، نكتبه بدموعنا، نحن تلاميذه المفجوعين بفقده، بعد عِشرَةَ عمرٍ امتدت لـ27 عاماً، أمضيناها وإياه في أسرة جريدة "السياسة"، كان خلالها الأخ العطوف والصديق الصدوق والمعلم المعطاء.
فقدت الأسرة الاعلامية في الكويت عموما وأسرة "السياسة" خصوصا الزميل شوكت الحكيم الذي غيبه الموت بعد مسيرة إعلامية بارزة.
بدأ الراحل مسيرته الإعلامية بالكتابة بالكثير من الصحف اللبنانية والعربية والخليجية، ثم حط رحاله في "السياسة" التي قضى فيها أطول فترة من عمره.
رحيل مدير التحرير الزميل الأستاذ شوكت الحكيم، عن عمر يناهز الـ77 عاماً، جاء بعد رحلة مع المرض، تاركاً خلفه إرثاً إعلاميا امتد لأكثر من نصف قرن.
الفقيد من مواليد جبل لبنان، حصل على ليسانس في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية كلية الآداب- بيروت 1969، وتولى منصب مدير تحرير "السياسة" منذ العام 1994 حتى وفاته.
قطع الفقيد رحلة طويلة في بلاط صاحبة الجلالة، من بيروت إلى لندن إلى باريس إلى دبي ثم الكويت، بدأها محرراً ثقافياً في ملحق الأحد الأسبوعي الصادر عن صحيفة النهار من 1968 وحتى 1969، ثم مسؤول الصفحة الثقافية في صحيفة صدى لبنان (1970 حتى 1972).
وتولى الحكيم الكثير من المناصب؛ إذ شغل رئيس قسم الثقافة والمنوعات، ثم سكرتير التحرير في مجلة الديار (سياسية أسبوعية) في بيروت من 1973 وحتى 1976، لينتقل بعدها إلى مدير تحرير مجلة الحسناء (نسائية عائلية أسبوعية في بيروت من 1976 وحتى 1981)، بعدها مدير تحرير مجلة كل العرب (سياسية أسبوعية) منذ صدورها في باريس 1982 وحتى ٠1986
وعمل الفقيد مستشاراً صحافياً في صحيفة البيان الإماراتية، ومؤسس مجلة الرياضة والشباب، ومدير تحريرها من 1986 وحتى 1989 في دبي.
وشغل نائب مدير التحرير في صحيفة صوت الكويت منذ صدورها في لندن في نوفمبر 1990 وحتى وقفها عن الصدور في ديسمبر 1992.
كما شغل مدير القسم الاقتصادي في صحيفة الحياة في لندن يناير 1992- حتى يناير 1994.
وبهذه المناسبة الحزينة، تتقدم "السياسة" إلى أسرة الراحل بأحر التعازي والمواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.