السبت 21 يونيو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

السيستاني يحذر من التدخل الخارجي وكرماني يخوّن الشيعة المحتجين

Time
السبت 02 نوفمبر 2019
View
5
السياسة
بغداد، طهران، عواصم - وكالات: جدد المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، تأكيده على إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين، داعياً إلى احترام إرادة المتظاهرين ومطالبهم.
وشدد ممثل السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها في كربلاء، أول من أمس، على أن الإصلاح في العراق يعود لما يختاره الشعب العراقي وليس لجهة معينة، قائلاً، إنه "ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين أو يفرض رأيه عليهم".
ودعا إلى عدم "إسالة الدماء، وعدم السماح بانزلاق البلد إلى مهاوي الاقتتال الداخلي والفوضى والخراب، وهو ممكن إذا تعاون الجميع على حل الأزمة الراهنة بنوايا صادقة ونفوس عامرة بحب العراق والحرص على مستقبله".
وقال: إن "المرجعية الدينية تجدد التأكيد على موقفها المعروف من إدانة التعرض للمتظاهرين السلميين وكل أنواع العنف غير المبرر، وضرورة محاسبة القائمين بذلك، وتشدد على الجهات المعنية بعدم الزج بالقوات القتالية بأي من عناوينها في التعامل مع الاعتصامات والتظاهرات السلمية خشية الانجرار إلى مزيد من العنف".
ويأتي موقف السيستاني في رد غير مباشر على المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، الذي وصف التظاهرات في العراق ولبنان بـ"الشغب والفوضى".
من جانبه، وفي تخوين للمتظاهرين، اتهم خطيب جمعة طهران محمد علي موحدي كرماني، خلال خطبة صلاة الجمعة، المتظاهرين العراقيين بأنهم "شيعة الإنكليز".
وقال إن "شيعة بريطانيا متوغلون في صفوف الشعب العراقي"، مضيفا أن "بعض الجماعات المنحرفة التي نصفها بشيعة الإنجليز، تسللت إلى صفوف الشعب العراقي، وعلى الشعب العراقي أن يكون حذراً".
ميدانيا، احتشد عشرات الآلاف من العراقيين في وسط بغداد، أمس، في أكبر تظاهرات احتجاج ضد الحكومة منذ سقوط صدام حسين، مطالبين باجتثاث النخبة السياسية، فيما أغلق متظاهرون الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر في البصرة، في حين دعت وزارة الخارجية جميع الأطراف إلى عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية.
وتواصلت الاحتجاجات في بغداد وعدد من المدن العراقية الأخرى، لليوم التاسع على التوالي وسط دعوات لإقالة الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في المحافظات.
وأقام المتظاهرون المتاريس على الجسر الشهير الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء، بارتفاع بنحو أربعة أمتار لتجنب قنابل الغاز المسيل للدموع الذي أوقع عدداً كبيرا من القتلى والجرحى خلال الأيام الماضية. وفي البصرة، أقدم محتجون أمس، على إغلاق الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر ومنع حركة الشاحنات منه وإليه.
وقال شهود عيان إن الالاف من المحتجين قطعوا الطرق المؤدية إلى الميناء من دون أن تفلح محاولات قوات مكافحة الشغب في تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.
وأوضحوا أن المحتجين أرغموا عدداً من صهاريج الوقود المتجهة إلى الميناء على مغادرة الموقع والعودة من حيث أتت. وهاجمت قوة من مكافحة الشغب خيم الاعتصام أمام بوابة ميناء أم قصر، ما أسفر عن إصابة 120 متظاهراً.
وقال شهود عيان إن "عشرات من المعتصمين أصيبوا بحالات اختناق، نتيجة إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم" وانتشرت مقاطع فيديو على موقع "تويتر"، تظهر مشاهد من الصدامات ولإسعاف المصابين.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة عبدالكريم خلف، أن هناك من يريد صداماً بين القوات الأمنية والمتظاهرين.
وقال إن "القوات الأمنية حريصة على أرواح المتظاهرين، وواجبها توفير الحماية لهم، لكن هناك من يريد أن يخلق فتنة وإثارة للفوضى"، مؤكداً أن "القوات الأمنية لم تطلق الرصاص الحي، وحتى الغاز المسيل للدموع لم تطلقه أمس على ساحة التحرير".
في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن المجلس في حالة انعقاد دائم لتنفيذ الإصلاحات وتلبية مطالب المتظاهرين. وقال "سنعمل على تعديلات دستورية بمشاركة ​ممثلين​ عن المتظاهرين"، مضيفاً "نعمل بشكل متواصل لمناقشة مطالب المحتجين من دون تدخل إقليمي أو دولي".
من جانبهما، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي، ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات، وعدم الإخلال بالأمن، وعمل مؤسسات الدولة.
وطالب الجانبان، القوى السياسية بدعم الحكومة، وضرورة تحلي الجميع بالوعي لتفويت الفرصة على "أعداء الوطن".
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حض في بيان، الحكومة العراقية بالاستماع إلى المطالب المشروعة لمن يحتجون على الفساد ونقص الوظائف ويدعون إلى تحسين الخدمات الحكومية.
وقال إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الوضع في العراق، مضيفاً إن التحقيق الذي أجراه العراق في أعمال العنف في أوائل أكتوبر الماضي، "يفتقر إلى المصداقية الكافية" وأن الشعب العراقي يستحق أن تتحقق"المساءلة والعدالة الحقيقية".
وكانت منظمة العفو الدولية ذكرت في تقرير، أن العديد من المتظاهرين العراقيين يقتلون يومياً بقنابل مسيلة للدموع يبلغ وزنها عشرة أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تستخدم عادة واخترقت جماجمهم.
وأشارت إلى أن "هذه القنابل المصنوعة في بلغاريا وصربيا هي من نوع غير مسبوق"، وتهدف إلى قتل وليس إلى تفريق المتظاهرين.
وأشارت إلى أن مقاطع فيديو صورها ناشطون تظهر رجالاً ممددين أرضاً وقد اخترقت قنابل جماجمهم، في وقت كان دخان ينبعث من أنوفهم وعيونهم ورؤوسهم، كما تظهر صور أشعة طبية قالت إنها تأكدت منها قنابل اخترقت بالكامل جماجم المتظاهرين القتلى.
وأوضحت ان عبوات الغاز المسيل للدموع التي عادة ما تستخدمها الشرطة بأنحاء العالم تزن ما بين 25 و50 غراماً، لكن تلك التي استُخدمت في بغداد تزن من 220 إلى 250 غراماً وتكون قوتها أكبر بعشر مرات.
آخر الأخبار