السيسي والملك عبدالله يمهدان للمصالحة الفلسطينية وعودة واشنطن إلى ملف المفاوضات

عمان، القاهرة، عواصم - وكالات: ثمّن الرئيس عبدالفتاح السيسي التنسيق القائم بين مصر والأردن حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربي المشترك، بما يسهم في التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه الأمة العربية خلال المرحلة الراهنة.
وقال المتحدث الرئاسي المصري بسام راضي إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه الرئيس السيسي أمس بقصر بسمان بالعاصمة الأردنية "عمان"، حيث عقدا جلسة محادثات ثنائية منفردة أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، أكد على ما تتسم به العلاقات المصرية- الأردنية من تميز وخصوصية، مشيداً بدور الرئيس السيسي في تعزيز العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، وهو الدور القيادى الذي يعد نموذجاً يحتذى في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي.
كما أعرب العاهل الأردني عن تقديره لدعم مصر للأردن في مختلف القضايا، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وتابع أن الرئيس السيسي أعرب من جانبه عن تقديره لما يجمع الشعبين المصري والأردني من روابط أخوة ومودة وتاريخ مشترك ومصير واحد، ومعرباً عن تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع الأردن في جميع المجالات.
وأوضح أن المحادثات تطرقت إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن التعاون الأمنى وتبادل المعلومات، بالإضافة إلى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن تعزيز مساعيهما لحشد جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة وتقويض خطر الإرهاب والتطرف.
كما شهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول الجهود المصرية- الأردنية لتعزيز آلية التعاون الثلاثي مع العراق، حيث اتفق الجانبان على تكثيف التنسيق المشترك نحو تنفيذ المشروعات والخطط التنموية بين الدول الثلاث.
وفيما يتعلق بمستجدات جهود إعادة تنشيط عملية السلام والمسار التفاوضي للقضية الفلسطينية؛ أكد الرئيس السيسي استمرار مصر في مساعيها الدؤوبة تجاه القضية لكونها من ثوابت السياسة المصرية، مشددا على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، بينما أعرب الملك عبدالله عن التقدير لجهود مصر الحثيثة في دعم القضية الفلسطينية، وتثبيت الهدوء في قطاع غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع، وكذلك لإتمام عملية المصالحة وتحقيق التوافق السياسي بين القوى والفصائل الفلسطينية.
من جانبهم، اعتبر محللون أن زيارة السيسي للأردن في هذا الوقت تأتي في إطار تمهيد المصالحة الداخلية بين الفلسطينيين، خاصة بعد إعلان إجراء الانتخابات في الداخل الفلسطيني، وموافقة حركة "حماس" على المشاركة للمرة الأولى.
وعلى الصعيد الدولي، تمهد الزيارة لإعادة واشنطن على خط المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين بعد رحيل إدارة ترامب التي رفضتها السلطة الفلسطينية، واعتبرتها وسيطا غير نزيه، بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.