الدولية
السيسي يدعو لتوحيد الجبهة الفلسطينية وإنجاز المصالحة بأقرب وقت
الاثنين 31 مايو 2021
5
السياسة
رام الله،عواصم - وكالات: ألقت القاهرة بثقلها من أجل إحداث اختراق عميق على صعيد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مع التركيز على ثلاثة ملفات رئيسية، شملت تثبيت الهدنة، وإعادة إعمار غزة، وتبادل الأسرى. وفي الاطار، وصل الوفد الأمني المصري، الذي ضم 25 شخصية، برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عباس كامل، إلى فندق "المشتل" للقاء مع حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة، حيث تجمع عشرات الفلسطينيين وأفراد الجالية المصرية في القطاع، أمام حاجز بيت حانون، للترحيب بوصول عباس كامل.وفي الأثناء، شهدت غزة صورا ضخمة رفعت للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ميادين رئيسية وأعلاما مصرية في الشوارع.وتزامنا مع الزيارة، "التاريخية، والمهمة"، كما وصفتها مصادر عدة، أكد الرئيس السيسي على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتوحيد الجبهة الفلسطينية "تحت مظلة منظمة التحرير"، مشددا على تمسك مصر بإنجاز المصالحة الفلسطينية في أقرب وقت، مشيرا إلى أن القاهرة تدعم الشعب الفلسطيني وقادته بشكل كامل.وعقد رئيس المخابرات العامة عباس كامل، لقاء في غزة، مع رئيس حركة "حماس"، يحيى السنوار، وعدد من قادة الحركة، وخلال الزيارة، تفقد كامل المواقع المقترحة للبدء في إعادة إعمار قطاع غزة.ويأتي تفقد كامل للمواقع المتقرحة في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص 500 مليون دولار دعما لإعادة الإعمار في غزة، على أن تضطلع الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ عملية إعادة الاعمار.ووصلت 52 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية هدية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وشعب مصر لسكان غزة. وفي مؤتمر صحافي عقب اللقاء، قال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الـحية إنه تمت مناقشة عدة ملفات مع مدير المخابرات المصرية منها وقف عدوان إسرائيل على غزة والقدس وحي الشيخ جراح وكل الأراضي الفلسطينية.وأضاف، أن المناقشات تطرقت إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، والإعمار وضرورة الإسراع فيه، مؤكدا على أهمية الدور المصري والعلاقات الثنائية مع مصر في دعم الشعب الفلسطيني. وأكد الحية، عدم قبول الحركة ربط ملف تبادل الأسرى بملف إعادة إعمار غزة، مشيرا إلى أن الاحتلال غير جاد وليس لديه قرار للمضي قدما في ملف تبادل الأسرى.من جانبه، ذكر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، حسين الشيخ أن المسؤول المصري كامل بحث ما تتعرض له مدينة القدس ومقدساتها وكذلك ملف إعادة إعمار غزة، والحوار الفلسطيني الوطني.وكشفت مصادر مقربة من حماس، أن المباحثات مع كامل تركزت على 3 ملفات رئيسية مرتبطة بقطاع غزة، وقضايا أخرى على صلة بالشأن الفلسطيني العام.وأوضحت المصادر أن الملفات الثلاثة تتعلق بسعي القاهرة إلى تطوير اتفاق وقف إطلاق النار إلى "تهدئة طويلة الأمد" تضمن الأمن والاستقرار، وتفسح المجال نحو إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة.والملف الثاني يتعلق بإعادة الإعمار والدور المرتقب لمصر على هذا الصعيد، في ظل قيود إسرائيلية واشتراطات تربطه بالملف الثالث على جدول أعمال الزيارة والمتعلق بالأسرى الإسرائيليين لدى حماس.وبحسب المصادر، فإن مصر تتفهم موقف حماس من صفقة التبادل، وتسعى إلى رعاية صفقة مماثلة لتلك التي أنجزتها عام 2011 وأسفرت عن إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل تحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني.إلى ذلك، رفض القيادي في حماس إسماعيل رضوان الاشتراطات الإسرائيلية، وقال إن "ملف تبادل الأسرى ليس له علاقة بإعادة الإعمار".وشدد على أن حماس لن تفرج عن الإسرائيليين لديها من دون أن تقدم إسرائيل "الثمن الذي تطلبه المقاومة".وأكد رضوان أن "المقاومة لا تحتاج إلى أموال إعادة الإعمار من أجل تطوير قدراتها وإمكاناتها".وتطرح حماس تشكيل مجلس وطني مستقل عن السلطة الفلسطينية يتولى الإشراف على ملف إعادة الإعمار، بغرض تجاوز ما شاب هذا الملف من شبهات فساد وما اعترضه من عقبات تسببت في بطء إعمار ما دمرته حرب 2014، وهو ما ترفضه السلطة وإسرائيل.إلى ذلك، ذكر تقرير إخباري أنه من المتوقع الإفراج عن القيادي في حركة فتح، مروان البرغوثي في أي صفقة لتبادل الإسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.ويقبع البرغوثي (61 عاما) في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، وحكمت عليه تل أبيب بالسجن مدى الحياة.وينظر إليه على أنه أحد المرشحين الأقوياء للمنافسة على منصب رئيس السلطة الفلسطينية بالنظر إلى الشعبية التي يتمتع بها.وفي حال وصول الطرفين إلى اتفاق ما بشأن تبادل الأسرى، فهذا قد يفتح الطريق أمام الإفراج عن البرغوثي.ومن شأن إخلاء سبيل البرغوثي أن يعزز موقع حركة فتح والسلطة الفلسطينية في مواجهة حركة حماس.وقال محللون إن صورة السلطة الفلسطينية بين الفلسطينيين اهتزت بشدة، عجزت عن مواكبة الأحداث، وهي بحاجة إلى منقذ في الوقت الحالي.من جهة أخرى، يبدأ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ووزير خارجيته رياض المالكي، أمس، جولة عربية تشمل الأردن والكويت وعُمان، كما أكد مصدر بالخارجية الفلسطينية أن اتصالات تجرى مع المسؤولين القطريين لتشمل الجولة الدوحة أيضا.