السيف لـ"السياسة": أجواء "كورونا" ضاعفت الاضطراب النفسي لدى الأطفال المصابين بالقلق والاكتئاب

كتبت ـ مروة البحراوي:


حذرت الاخصائية النفسية للأطفال بمركز المنار في منطقة الصباح الطبية التخصصية سارة السيف من تجاهل علامات الاكتئاب والقلق لدى الأطفال في ظل الظروف الطارئة التي تمر بها البلاد بعد تفشي جائحة كورونا كوفيد ـ19، لاسيما الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية سابقة، ممن يتضاعف مستوى القلق والاكتئاب لديهم بالمقارنة مع الأطفال الطبيعيين.
وقالت السيف في تصريح إلى "السياسة": إن المتوسط العالمي للإصابة باضطرابات القلق لدى الأطفال في الفئة العمرية من 3 إلى 17 عاماً 7 في المئة، والاكتئاب 3 في المئة، ونوهت إلى أن الاصابات في الكويت ضمن المعدلات العالمية.
وعن سبل الوقاية من الاضطرابات النفسية أثناء جائحة كورونا، لفتت السيف إلى تدشين مركز الكويت للصحة النفسية حملة توعوية منذ بداية الأزمة في مارس الماضي تحت عنوان " كيفية التعامل مع الأطفال عند جائحة كورونا"، وهي عبارة عن فيديوهات توعوية بالرسوم المتحركة لتعريف الطفل بالمرض وكيفية الوقاية منه وكيفية الاستفادة من الوقت بممارسة الهويات وتبادل المعلومات مع الآباء والكثير من المعلومات والنصائح المقدمة في قالب بسيط يناسب عقلية الأطفال وفقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية.
كما نصحت السيف الآباء بضرورة تجنب الأطفال الاستماع إلى الأخبار المتكررة لتطورات الوضع الصحي لفيروس كورونا، وتحديد وقت مستقطع يومياً للتحدث مع الأطفال( فوق سن الست سنوات) ومناقشتهم في طبيعة المرض وأثاره وغيرها من المعلومات البسيطة التي يجب ايصالها للطفل بطريقة علمية سليمة، بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لاحتوائها على الكثير من الشائعات والأخبار المغلوطة التي تشعر الأطفال بالخوف وعدم الأمان. وشددت السيف على ضرورة احتواء الطفل عاطفياً لما له من أهمية بالغة في تقليل معدلات الخوف والقلق، فضلا عن مشاركته في ممارسة هواياته المحببة، وتشجيعه على ابتكار هوايات جديدة وقضاء وقت ممتع مع أصدقائه في المدرسة من خلال الانترنت يعوضه عن انقطاع الدراسة.
كما أكدت على ضرورة أن ينال الطفل القسط الكافي من النوم في ساعات الليل، وتنظيم مواعيد نومه، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة ممارسة الرياضة المنزلية لأنها ترفع من مستوى السعادة من خلال افراز هرمونات تساعد على تحسين الحالة المزاجية.
وفيما يتعلق بعلامات الاضطرابات النفسية لدى الأطفال، قالت السيف: في حال استمرار ظهور العديد من المشاكل مثل النوم (قلة أو زيادة ساعات النوم، الكوابيس)، والشهية (الافراط أو قلة الأكل)، الامتناع عن ممارسة الهويات المحببة، البكاء دون سبب، كثرة نوبات الغضب والعصبية من دون سبب أيضا، الإفراط في الحركة، التبول الليلي اللاإرادي وغيرها من العلامات التي يجب على الأم الانتباه إليها.
وأوضحت أن الأم يمكنها تحديد نوع الاضطراب النفسي الذي يعاني منه الطفل من خلال الأعراض التي تظهر عليه، حيث يظهر اضطراب القلق في صورة أعراض جسدية، واضطراب الاكتئاب في صورة أعراض فكرية.
وقالت: إن القلق يتسبب في الإصابة بدقات القلب غير المنتظمة، إفراط في الحركة، عدم النوم، الحساسية المفرطة، التوقف عن ممارسة الهويات والتيقظ لأي خبر سيئ، أما علامات الاكتئاب فتتجلى في نوبات البكاء، الأفكار السلبية، اعتلال المزاج، النظرة السلبية للأمور بما فيها الأمور التي كان يحبها في السابق وغيرها من الأفكار التشاؤمية التي تظهر لدى الأطفال فوق سن الـ 6 سنوات.
وعن استئناف عمل العيادات الخارجية بمركز المنار أحد المراكز التابعة لمركز الكويت للصحة النفسية، قالت السيف: إنه بالرغم من استئناف عمل هذه العيادات إلا أن الاقبال عليها لا يزال ضعيفا للغاية خوفا من التقاط عدوى كورونا، لافتة إلى أن معدل حالات المراجعة للعيادة الواحدة في السابق كانت تصل إلى 7 حالات يوميا وفي ظل الحظر الكلي والجزئي تم تصفير الحالات نظرا لتفعيل خدمة الاستشارات أونلاين بالواتساب، وبعد استئناف العيادات الخارجية 31 مايو الماضي تراوح عدد المراجعين ما بين حالة الى حالتين يومياً.