"السيف": نجاح مذهل لعملية "العصب الخامس" باستخدام جهاز "الملاحة"

في إنجاز جديد يضاف إلى الإنجازات العديدة لمستشفى السيف ولطواقمها الطبية المتمرِّسة، والتي تحمل خبرة طويلة من العمل الطبي؛ أجرى استشاري جراحة المخ والاعصاب والعمود الفقري د. عبدالرحمن الكندري عملية جراحية معقدة، لمريض يعاني من آلام مبرحة في العصب الخامس لمنطقة الوجه، بحضور رئيس قسم التخدير في المستشفى د. أحمد عارف، وحققت "نجاحاً مذهلاً".
وأوضح د. الكندري في بيان صحافي أن المريض كان يعاني أوجاعاً في منتصف الوجه تشبه لسعة الكهرباء، ولثوان معدودة، مبيناً أن الأوجاع كانت تعاوده في كل مرة يتعرض فيها للهواء البارد، وبخاصة هواء التكييف، وعند تناوله الطعام، مما جعل تلك الاوجاع تتكرر خلال النهار والليل بطريقة لا تطاق. وأكَّد د. الكندري أنَّ النتيجة كانت مذهلة، حيثُ شفيَ المريض شفاءً تاماً بعد العملية، ولم يشعر بأي ألم، مستدركاً بالقول: "إن النتائج كانت مذهلة وناجحة بنسبة 95%، لأنَّه في الطب لا نستطيع أن نعطي نسبة 100%".
ولفت إلى أنَّه وفي أحيان كثيرة قد يحدث خطأ في عملية التشخيص الاولى للمرض، وغالباً ما يتم استئصال عصب الضرس من غير فائدة للمريض كون التشخيص الاولي لم يكن بمحله.
وذكر أن التشخيص يكون صحيحاً بنسبة 100% عند إجراء صورة الرنين المغناطيسي، كذلك بعض الفحوصات الاخرى، وعندها يتم تشخيص حالة العصب الخامس بشكل مناسب.
ولفت إلى أنَّ الطبيب قد يلجأ أولاً الى علاجات، هي عبارة عن مسكنات الألم، ومن ثمَّ تتم مراقبة النتائج وردة الفعل، وقد يشفى المريض، لكنَّه في بعض الحالات خاصة المتوسطة منها، قد يوصي الطبيب بعمل إبرة في الوجه، وهي آمنة تماماً، ولا تسبب أي أضرار جانبية، ومن علاجات الحالات المتوسطة أيضاً عملية كي العصب الخامس، و"كلها أثبتت فعاليتها في المراحل الأولى والمتوسطة، وقد تفي بالغرض ويتماثل المريض للشفاء بإذن الله".
وقال: في بعض الحالات المتقدمة التي لم تعد العلاجات بالأدوية والإبر والكي تؤتي ثمارها؛ نلجأ الى إجراء العملية الجراحية لفصل الشريان عن العصب الخامس، وتتم الجراحة من الجهة الخلفية كالحالة التي أجريناها بنجاح في مستشفى السيف عن طريق جهاز "الملاحة".
وذكر إن العملية الجراحية التي قام بها استخدم فيها أحدث أنواع الاجهزة الدقيقة جداً، وهو عبارة عن جهاز آلي يقوم بعمل فتحة صغيرة "جداً جداً" في الجمجمة، بهدف توفير حماية كبيرة للشريان من التلف أثناء عملية الفصل، كما أنه ولضمان النجاح التام للعملية "نحتاج إلى تخطيط عصب لحماية المخ من اي ضرر".
من جانبه أكد رئيس الهيئة الطبية في مستشفى السيف د. محمود دشتي ان نجاح عملية "العصب الخامس"، لا يكون فقط خلال العملية الجراحية فحسب، بل أيضاً خلال مرحلة التحضير ما قبل العملية وغرفة العملية وما بعد العملية، اضافة إلى طاقم التمريض وجهودهم في أداء الدور الطبي المساند والمهم جدا لعمل الأطباء، تأكيداً على أهمية الرسالة العلاجية الكاملة، وللتأكيد على سلامة وصحة المريض.
وأضاف دشتي أن الفضل لهذا الإنجاز يعود إلى الإجراءات الصارمة والكوادر المتمكّنة التي يتمتع بها المستشفى، إذ أن فريق الجراحين وأطباء التخدير ومساعدي الجراحة مؤهلون بأعلى المستويات من الكفاءة في هذا النوع من الجراحات، مبينا أن المستشفى يحرص على أن تكون التقنيات المستخدمة داخل غرف العمليات من أفضل ما هو متاح في هذا القطاع، الأمر الذي يساعد في المقام الأول على تحقيق أعلى معايير الأمان والسلامة للمريض ويوفر بيئة مناسبة للجرّاح ليعمل من خلالها بكل ثقة وأمان.