الشارخ لـ"السياسة": نتشدد في قبول الديبلوماسيين لمصلحة الكويت

الامتحانات بإشراف مراقبين من خارج الوزارة... والمتقدمون يجب أن يمتلكوا الثقافة

6 أغسطس آخر موعد لقبول الطلبات والمستوفون للشروط سيخضعون لاختبار تحريري

الأخلاق والثقافة والنشاط...
خلاصة تجربة الأمير الديبلوماسية وعماد برنامجنا


كتب ـ وليد المطيري:

أعلن مدير المعهد الديبلوماسي السفيرعبد العزيز الشارخ أن المتقدمين لوظيفة ملحق "ديبلوماسي - قنصلي" المستوفين لشروط القبول بالمعهد سوف يخضعون لاختبار تحريري في 23 سبتمبر المقبل بمقر المعهد، مشيراً إلى أن آخر موعد لتقديم الطلبات 6 أغسطس الجاري، وذلك في معهد سعود الناصر الديبلوماسي بشارع الخليج العربي بمنطقة شرق، وعلى المتقدمين اصطحاب أصول المستندات المطلوبة معهم وصور عنها.
جدير بالذكر أن وزارة الخارجية أعلنت عن حاجتها لشغل الوظائف لدرجة ملحق (ديبلوماسي-قنصلي) من الجنسين من حملة الشهادة الجامعية ودرجتي الماجستير والدكتوراه استناداً على المادة(18) من قانون السلكين في تخصصات "العلوم السياسية والعلاقات الدولية – اقتصاد – قانون- تاريخ- جغرافيا- اعلام –لغات" وفقاً للشروط العامة، وشروط أخرى واجب توافرها تتعلق بالعمر والمؤهلات ونحو ذلك.
وقال مدير المعهد الديبلوماسي عبدالعزيز الشارخ في حوار مع "السياسة": إن اجراءات القبول تتمثل في وجوب خضوع جميع المتقدمين للاختبارات الشفوية والتحريرية في القضايا الدولية والعربية المعاصرة وقضايا الكويت ومنطقة الخليج ودول الجوار غير العربية والقضايا الاقتصادية المعاصرة وقانون دولي واللغة الانكليزية، وتكون نسبة النجاح في الاختبار التحريري بتقدير جيد جداً 80 في المئة فما فوق يخصع بعدها الناجحون للاختبارات الشفوية "المقابلات الشخصية" التي يتوجب اجتيازها كذلك بتقدير جيد جداً ويرتب الناجحون حسب درجة الاسبقية في نتائج تلك الاختبارات وتكون أولوية التعيين للحاصلين على أعلى الدرجات.
وأضاف الشارخ أن من يتم اختياره سيلحق بدورة تدريبية في معهد سعود ناصر الصباح الديبلوماسي لمدة 12 شهراً تكون نسبة النجاح فيها 80 في المئة فما فوق ويمنح المتدرب مكافأة شهرية خلال مدة الدورة بمقدار900 دينار ويرشح من يجتاز الدورة بنجاح للعمل في وظيفة ملحق ديبلوماسي أو قنصلي ويصدر قرار وزاري بالتعيين بعد موافقة مجلس السلكين ويعتبر مثبتاً في وظيفة ملحق ديبلوماسي أوقنصلي من تاريخ صدور القرار.
وردا على سؤال حول أسباب التشدد في قبول الخريجيين للالتحاق بالعمل في السلك الديبلوماسي حتى مع حاملي الماجستير والدكتوراه لم ينف الشارخ تشدد المعهد، بل أكد أن اتهامنا بالتشدد في القبول نابع من إيماننا المطلق بأن الديبلوماسية الخارجية للكويت هي خط الدفاع الأول، لذلك نحن نتمسك تماما بمعاييرنا التي وضعناها ضمانا لحسن الاختيار، وهي "مسطرة" واحدة تطبق على الجميع، ولذلك عندما تعلن أسماء من لم يحالفهم النجاح والتوفيق في القبول يتضح الى أي مدى قمنا بالتدقيق وتطبيق المعايير.
وأضاف السفير، وضعنا برنامجاً تدريبياً من 18 مهارة يجب على كل متقدم أن يجتاز هذه المهارات، بعد الانخراط في البرنامج لمدة عام كامل، ولابد أن يحصل خريجو البرنامج التدريبي على معدل 80 في المئة فما فوق في كل الاختبارات وهي عبارة عن أربعة اختبارات نضمن بها أن الخريج أصبح له شخصيته الديبلوماسية القابلة للتطور والبناء عليها بما سيواجهه من تجارب ومواقف وخبرات.
واستطرد الشارخ أن مصير البلد سيكون في يد هؤلاء الخريجين،لذلك لابد من حُسن الاختيار، مشيرًا إلى أن الاختبار العلمي يكشف عن كثير من الإمكانيات الثقافية والمعرفية للمتقدم، كما أن الحصول على المؤهلات العليا أو الماجستير والدكتوراة ليس معيارًا لضمان القبول في الالتحاق بالعمل الديبلوماسي، ولكن هناك معايير أشمل وأوسع من ذلك، كما أن الامتحانات تتم بشفافية وصرامة وحزم، وتجري تحت إشراف مراقبين من خارج وزارة الخارجية، وبالنسبة للضوابط فإننا نعطي المتقدمين أرقامًا سرية تتغير مع كل لجنة، كما يمنع دخول الأقلام من الخارج إلى لجنة الامتحانات، وكذلك الهواتف المحمولة والساعات الالكترونية منعا للغش.
وأوضح نقطة أخرى في غاية الأهمية، هي أن المعهد يوضح للمتقدمين أننا سوف نختبرهم في مدى إلمامهم بسياسة الكويت الخارجية، ومدى معرفتهم بالقضايا السياسية والازمات التي تمر بها المنطقة والعالم، ونناقشهم في القضاياالثقافية والاقتصادية والتاريخ والجغرافيا والإعلام، وهذا يعني أنهم منذ البداية على علم بالإطار العام الذي سيتم امتحانهم فيه.
وشدد على أنه من الضروري أن يمتلك المتقدم الكثير من الثقافة العامة وأن يكون متابعًا جيدًا لسياسة الكويت الخارجية وقضايا الكويت والخليج، ولاسيما الدول المجاورة غير العربية، وأيضا يجب أن يكون لديه معلومات عن اقتصاد الكويت، كذلك لابد أن يجيد المتقدم للالتحاق بالمعهد لغة ثانية غير اللغة العربية، وإن كان لايتقن اللغة العربية بشكل جيد يقوم المعهد الدبلوماسي بعقد دورة تعليمية لتقويتهم في اللغة العربية، ولاسيما للمتقدمين من خريجي المدارس الأجنبية.
وقال الشارخ إن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لخص تجربته الديبلوماسية العريقة عندما قال "إنها تتمحور حول ثلاثة أمور أولها الأخلاق، وثانيها الثقافة،وثالثها النشاط، بمعنى أن العناصر الثلاثة هذه تتفاعل لتنتج ديبلوماسيا متميزًا، وقد لخص سموه بهذه العناصر البرنامج التدريبي الذي يعطى في المعهد".