الخميس 03 أكتوبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الشارع الكويتي ذكي ومجلس الأمة منه

Time
الأربعاء 21 يونيو 2023
View
12
السياسة
سامي العنزي

الذكاء معلوم، و"التذاكي"ادعاء الذكاء على الناس بشكل او اخر دون تقدير المقابل.
والتذاكي على الاطلاق حقيقة هو قعر الغباء، وهو قريب من قول الله تعالى ووصفه: "إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل"، وكما قال احد الحكماء: "اغبى الناس من لا يحترم ذكاء الناس وان فاض علمه وذكاؤه".
هذه النوعية الابعد عن الذكاء، وهي دائما تبحث عن النتوء في المقابل، وتجعل منطلق وتفكير المقابل من هذا النتوء او الخطأ الطبيعي الانساني، وانه هو الاصل، علما ان الخطأ احيانا يأتي بسبب موقف عابر لا يمثل فكر وتفكير المقال، وتربيته ومنهجه الحياتي فكرا وعملا وثقافة.
والتذاكي ما هو الا وليد الكبر والغرور، وازدراء المقابل، سواء بالشكل او الفكر والثقافة، فلذلك المتذاكي ابعد ما يكون عن الذكاء؛ لانه يدعي الاكثر علما وتجربة في الموضوع المعني او المطروح، والمقابل الاقرب الى الخطأ او الجهل او السذاجة، وعدم المعرفة فلذلك، يرى نفسه الارقى اي، "انا خير منه"!
المتذاكي دائما يبحث عن كل ما يناقض المقابل لفقدانه الخلق الانساني، الذي يشمل ما يُتفق عليه وما يُختلف عليه، جملة وتفصيلا او خلافا جزئيا، فهو لا يجيد الاختيار المؤدي لحسن التعايش! فدائما يبدأ بما هو مختلف فيه وعليه، واحيانا يبدأ من ثوابت المقابل نقاشا، علما ان من الذكاء ان نتفق نقاشا على ما هو قليل الخلاف عليه، او نبدأ في ما هو متفق عليه، حتى تكون هناك ارضية للجميع بكل احترام وتقدير متبادل، بين الجميع، الا ان المتذاكي يندفع اندفاع الاطفال مدعيا القوة والذكاء! وهو المنفرْ للمقابل والمقزز طرحا مدعيا العلم والذكاء والبطولة، وما جاء الا بالتنافر.
التذاكي عكس المتغابي، او الذكي الذي ينصت باهتمام ليُشعر المقابل انه يجهل هذا الامر، او ذاك الا انه يعلم، لكنه يتجاهل ليسمع وجهة نظر المقابل بدقة، وكما قيل في الحكم: "لايسود في قومه المتذاكي لكن يسودهم المتغابي".
نعم المتغابي اذا صح التعبير يتغابى ليفهم المقابل بدقة اكثر، ويُعطي الفرص الاكبر للمقابل تعبيرا وبيانا في ما يريد، ومن ثم لا شك ولا ريب اتخاذ القرار الافضل.
اختم، هناك كارثة تمارسها بعض المؤسسات الاعلامية العربية والرسمية بالتذاكي على الشارع عموما، وهذه لها نتائج جدا خطيرة واقلها خطرا، ان مع مرور الزمن تفقد الناس الثقة في هذه المؤسسة والنظام الذي يديرها.
مع ذلك ما زال ادعياء الفطنة والذكاء المتذاكون يحومون حول حمى الكفر والزندقة بدعمهم بشكل او اخر لتسييح الاديان وهو مطلب صهيون، فلذلك ارى، ان الالتفات لهذا الامر من قبل المجلس والشارع الكويتي من اهم الامور للحفاظ على الاجيال القادمة، والحرص على نشأتها وصناعة المصدات لهذا الامر استباقا.

إعلامي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار