الخميس 29 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الشاعرة العُمانية هاشمية الموسوي تناجي روح السلطان قابوس في "عطر المشاعر"

Time
السبت 13 مارس 2021
View
5
السياسة
كتب ـ جمال بخيت:


تأخذ الشاعرة العُمانية هاشمية الموسوي قارئ ديوانها "عطر المشاعر" الذي صدر في الفترة الأخيرة، إلى وجهات تتنوع بحسب الحالة الشعورية التي تسعى إلى تجسيدها في كل لحظة بعينها.
وتتعدد نوافذ الرؤى والشعور لتلامس حالات وجدانية خاصّة بالشاعرة، أو تستحضر أئمة الهدى من رموز تراثيين ما زالوا حاضرين في الوجدان المعاصر، أو تخاطب الوطن ورجاله الذين ارتقوا به ومعه إلى آفاق الحضارة والمنعة.
وقدمت الشاعرة لديوانها الصادر عن دار"الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في أربع وتسعين صفحة من القطع المتوسط، قائلة: "نسبحُ في هذا الوجود الدامي بغربتنا وننزحُ إلى أودية الفوضى، تحملنُا لقاءات الأماني، ونحلمُ بفصل ربيعي من أيامنا العالقة قرب دهاليزِ الحنين وبوابةِ الصبر، لعلّ هذه الحروف وحبرها تداوي جروح الياسمين".
وجعلت إهداءه إلى"التائهين في عشوائية المشاعر، والنازحين من معترك الحياة"، لافتة إلى أن قلمها "الثائر المتمرّد... المحلّق طويلاً بين أروقة الجمال يهديكم كلماتي النابضة بعبق الورد ورياحين المحبة".
وتميزت لغة الموسوي بالسلاسة والصدق فجاءت واضحة سهلة على القارئ، كما أنها نوعت في أوزان قصائدها، وانتقلت بين القالب التراثي لعمود الشعر العربي، وشعر التفعيلة، فتنوعت الموسيقى لتعبر عن كل حالة بحسب ما يناسبها من تدفق وإيقاع، كما يظهر مثلًا في أبياتها التي تخاطب فيه روح السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله:
تقول:
"غنتْ لطلعتك البهيًّة سيدي كلُّ العيونِ ومهجةُ الشعراء
لك في القلوب مواطنٌ نشدو بها ونخالها في صحوة العلماء
يا أيها الملك المعظم كم لنا في بحر جودك عزة الشرفاء
قابوس يا لحن الخلود وصفوه يا شمعة الأوطان والنجباء".
وتنادي في إحدى القصائد نداء مليئا بالوجع على فراقه، فتقول:
ويعود نزف الجرح يعبث بالحنين وباللقاءْ
وتعود كلُ الذكرياتْ
رحلتْ فباتَ القلبُ يبكيها تراتيلاً
فيا وجع النداءْ
فتناثرتْ قصصُ الأماني والمساءْ
رحلوا بعيدًا خلّفوا تلك الديار الخاويةْ
نعشٌ وأكفانٌ وفوضى عالم
إنّا جهلنا في مساعيه
فلا فرحٌ ولا ذكرى
ولاغيمٌ على باب السماءْ.
وتقول الموسوي في قصيدة جعلت خطابها فيها موجهًا لمدن الهوى التي تعبر عن أئمة الهدى وحضورهم الذي لا ينقطع: "ولأَنَّني أُهدي قصاصاتي التي جاءتْ على كدرِ الحياة وحيثُما نعقَ الغرابُ بلهفةٍ وَضَّاءةٍ فتناثرتْ كتُبُ الزمانِ وخَيَّما ذاكَ الحنينُ وكلُّ فجرٍ تائهٍ إنْ مَدَّ أفواهَ اللقاء وَسَلَّما هُوَ في مدار الكونِ يجثو هائماً ويدور في وجع المساء مُتمتما وتعبركذلك عن حالات من الزهوالوطني والعنفوان الذي يجسد صدق انتمائها.
الموسوي باحثة تربوية في وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان، حاصلة على بكالوريوس تربية في اللغة العربية من جامعة السلطان قابوس ودكتوراه في التربية الاجتماعية في ضوء القرآن الكريم من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن 2020. ولها إصدارات أدبية عدة.
آخر الأخبار