"الشال": ارتفاع الفجوة بين سعر الفائدة لصالح الدولار مقابل الدينار يهدد اقتصادنا
اعتبر مركز الشال الاقتصادي ان دول الخليج مضطرة إلى مجاراة الدولار في رفع أسعار الفائدة على عملاتها، لارتباطها به بشكل كامل أو طاغٍ بالدولار، موضحا أن وجود فجوة في تلك الدول لمصلحة فائدة الدولار قد يؤدي إلى نزوح عملاتها إليه، مؤكداً أن تكاليف هذا النزوح إن حدث ستكون جسيمة.
واكد الشال أن الفائدة على عملات معظم دول الإقليم حافظت على تفوّق سعر الفائدة لديها مقارنة بالدولار، وكان الهامش كبيراً لـ 4 منها، وضئيلاً على الدرهم الإماراتي، باستثناء الكويت.
واوضح الشال أن البنوك المركزية الأكثر ترحيباً بقرار تثبيت الفيدرالى سعر الفائد كان بنك الكويت المركزي، موضحا ان الفجوة باتت واسعة لمصلحة الدولار، محذراً من أن تلك الفجوة ضارة وتهدد الاستقرار المالي بشقّه الجزئي الخاص بالقطاع المالي، وبشقه الواسع الخاص بالاقتصاد الكلي.
ورأى الشال أن "المركزي" الكويتي كان يوازن بين مخاطر زيادة سعر الخصم على الدينار واحتمال تداعياته وبين دوافع سياسية في بلد فيه مزايدات شعبوية مهلكة، مثل الدعوة إلى إسقاط القروض أو فوائدها، في وقت بلغت تلك القروض الاستهلاكية والعقارية نحو 18 مليار دينار، كما في نهاية أبريل 2023.
وأوضح "الشال" أن مبررات قراره ليست قاطعة، فبينما حققت سياسته النقدية الانكماشية هبوطاً كبيراً في معدلات التضخم، وباتت المخاطر التي قد تدعم قرار العودة إلى التشدد إلى جانب مؤشرات الاقتصاد، جيوسياسية، فالأوضاع تؤكد ازدياد حدة الحرب في أوكرانيا، ما ينذر بتوسعها وبالعودة إلى وقف تصدير الحبوب وربما ارتفاع أسعار النفط، وتلك إن تحققت قد تعود بمعدلات التضخم إلى الارتفاع.
وأضاف: قرار وقف زيادة أسعار الفائدة يعتبر خبرا ساراً لاقتصادات دول إقليم الخليج، فالتشدد في السياسات النقدية لا حاجة اقتصادية له لديها، فدور القطاع العام في خلق اقتصاداتها هو الطاغي، وإن بتفاوت، ولا يتأثر نشاطها كثيراً بارتفاع تكاليف التمويل، ولا قلق حقيقيا لديها حول التضخم، ولكنّها مضطرة إلى مجاراة الدولار في رفع أسعار الفائدة على عملاتها، لأنها إما مرتبطة بشكل كامل بسعر صرف الدولار، أو بشكل طاغٍ، ووجود فجوة لمصلحة فائدة الدولار قد تؤدي إلى نزوح عملاتها اليه، وتكاليف النزوح جسيمة إن حدث.