الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الشايجي: الكتابات التاريخية سلطوية ولا تفسح المجال للخيال
play icon
حمود الشايجي خلال محاضرة "تكوين"
الثقافية

الشايجي: الكتابات التاريخية سلطوية ولا تفسح المجال للخيال

Time
الأحد 10 سبتمبر 2023
View
52
السياسة

خلال محاضرة ألقاها في "تكوين" قبيل إصدار روايته "فتنة الغفران"

قبيل صدور آخر روايته، ألقى الروائي الكويتي حمود الشايجي في مكتبة تكوين محاضرة، بعنوان "لماذا تكتب الرواية التاريخية؟.
وارتكزت المحاضرة حول الاسباب التي دفعت الشايجي لكتابة روايته الأخيرة المزمع صدورها خلال الفترة القليلة المقبلة وتحمل عنوان "فتنة الغفران" عن دار العين المصري، وتحكي عن ابي العلاء المعري. وفي الاستهلال اعتبر الشايجي أننا "أمة محكوم عليها بالتاريخ، فنحن لا نزال نحب ونكره لأسباب تاريخية، لا نزال نحزن ونفرح لأسباب تاريخية"، فبنظره "نحن لا نزال نكيد لبعضنا البعض لأسباب تاريخية". كما اعتبر ان التاريخ لدينا مقدس، والاقتراب منه خطير وخطير جدا، وقد يدفع ببعضنا لمواجهة الموت في حال اخطأ بالتاريخ، او قال فيه عكس السائد والمتعارف عن هذا المقدس.
وتابع: "نهمل الحاضر وحكمنا على كل شيء اساسه الأصول والسلفية، وصار لابد أن نُقيم من سلف عسى أن نرى ما يفعله بحاضرنا ومستقبلنا إن كان حقًا أم باطلًا، أو لا حق و لا باطل".
واعتبر الشايجي ان السؤال الاساسي والمهم هو: " كيف يمكننا ان نقيّم التاريخ؟. فالكتابات التاريخية لا تعطيك حرية هذا التقييم "أحيانًا"، فهي كتابات "سلطوية" لا تفسح المجال للخيال ولا حتى التحليل العقلاني.
واكد الشايجي ضرورة التمرد على التاريخ وتفكيكه بالخيال، واعادة تركيبه الى عناصره الاولية، واخذ كل عنصر على حدة للتحليل والتقييم.
واعتبر ان المؤرخ وكاتب الرواية التاريخية يشتركان في قراءة، وكشف بعض الأحداث، لكن هناك اختلاف كبير من المنطلقات التي ينطلق منها الاثنين، والسؤال المهم كيف علينا أن نفرق بين منطلقات الروائي والمؤرخ للحدث التاريخي نفسه، فالمؤرخ دائمًا ينطلق من سؤال: "ماذا؟" أما الروائي فينطلق من سؤال: "كيف؟"، وبين السؤالين فارق كبير في وجهة النظر لنفس الحدث أو الشخصية التاريخية.
واوضح ان رحلة الرواية- تاريخية أو معاصرة- تبدأ من نقطة انطلاق في الاغلب تلبي حاجة في داخل الروائي، فهو لا يعمل على نص لمدة طويلة ويستهلك سنوات من البحث والكتابة في عمل إلا ليلبي حاجة تشغله أو تمسه. واشار الى ان الروائي يحلّل التاريخ إلى عناصره الأولية، أي يعيد تفكيك السردية التاريخية، ويبدأ يختبر كل عنصر على حدة، ويبدأ يخلق مساره الخاص، من خلال تتبع الشروط التاريخية، فيستطيع الروائي ومن ثم القارئ ان يرى الشخصية المختارة أو الحدث التاريخي بعين مختلفة غير المذكورة في كتب التاريخ. وأضاف: "بعد هذه الخطوة يبدأ الروائي البحث عن التفاصيل الصغيرة في العصر الذي أراد الكتابة عنه، يبحث في الروائح والطعام، الحياة اليومية للإنسان الطبيعي في ذلك العصر، الملابس، وغيرها من التفاصيل التي تمكن الروائي من أن يستخدمها لخلق عالمه الروائي".
وقال الشايجي انه في حال التركيز على موضوع الشخصية التاريخية، وكيف تصنع، فإن أساساتها لا تختلف عن الشخصية المذكورة في الكتب التاريخية إلا أنها أكثر إنسانية، فهذه الشخصية تتحرك في مساحات في الأغلب تغفلها عمدًا كتب التاريخ، فيتم وصف مشاعر الشخصية، طريقة حركتها، اسلوبها في الحديث، بماذا تتعطر، ماذا تأكل، وكل تفصيل يذكر يجب أن يكون له مدلول درامي في تحريك الحدث الروائي.
واختتم الشايجي محاضرته قائلا: "كان يقال إن أجمل الشعر أكذبه، فإن أجمل الروايات التاريخية تلك التي تكذب عليك وتصدقها".

آخر الأخبار