منوعات
الشايجي تستدعي الذكريات في "طريقي إلى الأمم المتحدة"
السبت 18 سبتمبر 2021
5
السياسة
كتب ـ جمال بخيت:تستعيد الخبيرة في الأمم المتحدة نعيمة عبدالرحمن الشايجي ذكريات الطفولة والدراسة وبدايات عملها في قضايا البيئة والعمل الخيري وانتهاء بعملها في الأمم المتحدة في كتابها "في طريقي الى الأمم المتحدة... وقفات في مرفأ ذكرياتي" الذي أصدرته مؤخرا دار السلاسل للنشر والتوزيع في الكويت".يقع الكتاب في 334 صفحة من القطع المتوسط عبر تسعة فصول تستعرض الشايجي محطات من سيرتها الذاتية الحافلة. وتقول في افتتاحية الكتاب "بعد إلحاح الكثير ممن يعرفونني جيدا على أهمية تدوين ما مررت به من احداث ومواقف في مسيرتي الوظيفية، اقتنعت وقررت البدء في تسجيل وتفريغ شريط الذكريات واعداده للنشر واخراجه في صورة كتاب.استغرقت هذه المهمة مدة طويلة حيث بدأت بتسجيل وسرد ما جادت به ذاكرتي من معلومات على فترات متقطعة حالت ظروف استثنائية عائلية وصحية دون الاستمرار في استكمال التدوين والمراجعة.وبعد ذكر الكثير من التفاصيل ارتأيت إلغاء بعض المواقف المؤلمة التي سببت لي حزنا عميقا لا ينسى وهي محرجة لمن تسبب في حدوثها، ففضلت عدم التطرق إليها بالتفصيل وعدم ذكر اسماء اصحاب العلاقة من المسؤولين والمتسببين في هذه المواقف، واما لأن البعض منهم قد وافته المنية ـ رحمة الله عليهم ـ أو منعاً لاحراج البعض من الذين مازالوا على قيد الحياة.وترى المؤلفة ان مهمة اعداد هذا الكتاب ليست بالسهولة التي يتوقعها المرء، فهناك الكثير من الامور المتداخلة والمتباينة، وأخذا بالاعتبار اهمية تبسيط وتسهيل مهمة من سيطلع على محتويات هذا الكتاب، فقد حاولت قدر الامكان اعطاء عناوين بعضها رئيسية وبعضها فرعية كما هو مبين في الفهرس، على امل ان تكون هذه العناوين تشد القارئ حسب المواضيع، فلا عجب ان يكون هناك تداخل وتباعد في بعض الاحداث أو المواقف، فمن الصعوبة ان يكون السرد مبنياً على تسلسل تاريخي فقط، ومن يطلع على سيرتي الذاتية المختصرة "المذكورة في الفصل التاسع من الكتاب"، قد يتفهم المواضيع المتعددة والمتداخلة والاهتمامات المتشعبة لما مررت به طيلة حياتي.وتضيف "بشهادة الكثير ممن يعرفونني جيداً أنني تفانيت في أداء مسؤولياتي حتى إنني نسيت نفسي وفقدت الكثير من الامتيازات والعلاوات وأصبحت خير من يضرب فيه المثل بانكار الذات، لكن يكفيني شرفا - بالرغم انه لم يتم تعييني - انني كنت أول كويتية ترشح لمنصب وكيل وزارة مساعد، وأول كويتية رشحت للتعيين لعضوية المجلس البلدي "وسيتم التطرق لذلك بالتفصيل في محتوى الكتاب"، وكنت أول امرأة كويتية بل خليجية يتم تعيينها انذاك في منصب ديبلوماسي في الامم المتحدة لمدة سبع سنوات. وتتابع "يمكن اعتبار جزء كبير من هذا الكتاب بمثابة توثيق مفيد لتطور بعض المؤسسات التي عملت فيها ان كانت حكومية رسمية محلية، دولة او حتى منظمات المجتمع المدني. ومع أن اغلب المحتويات تتناول أموراً جدية وتخصصية ومهم تدوينها من وجهة نظري، الا انني حرصت ايضا على تضمينه مواقف انسانية وطريفة وغريبة احيانا.وتضيف: افكر بمسيرة حياتي الانسانية والعلمية طيلة السنوات الماضية، وبما مارسته من اعمال وما توليته من مسؤوليات، وعندما افكر بما حفلت به الايام من احداث وما شاهدته من اماكن ووجوه في القارات المختلفة، لا اجد صورة اقرب الى الواقع من صورة تلك الانسانة التي تعكف على تأليف سيمفونية ذات مقاطع مختلفة ومتباينة في آن واحد، سيمفونية تعزفها آلات عدة، ويجب ان تتسق في الاداء في نهاية الامر، فلا تشذ نغمة او تخرج آلة عن الايقاع العام.لا أعني بذلك انني كنت وحيدة في صياغة هذه المسيرة و في مباشرة هذه المهمة او تلك، بل أعني أنها كانت تستغرقني تماما، بحيث بدت لي كل المجاميع البشرية التي عملت معها او عملت معي بأنها جزء مني أو انا جزء منها، لانجاز مهمة كبيرة هي تطوير امكانياتي حرصا مني على التمكن من انجاز كل ما اسند الي من مهام ومسؤوليات على الصعيدين المحلي والدولي في مجالات البحوث والادارة والتنمية والتخطيط والعلاقات الدولية بما فيها من صداقات وعلاقات شخصية، سواء تعلق الامر بالتخطيط، بالبيئة والزراعة او بقضايا المرأة.وحين سألت ذات يوم، "هل تعتبرين نفسك محظوظة؟" قلت: "ربما لعب الحظ دوراً بسيطاً في مسيرتي، ولكن، وبلا مبالغة، لو لم اكن انسانة جادة، اطور امكاناتي دائماً، لما تمكنت من الوصول الى ما وصلت اليه، انا وهبت عمري للعمل اكثر من اللازم، ولذلك اعتبر نفسي محظوظة نوعاً ما، انا انسانة مجتهدة، مناضلة، واتمتع، ولله الحمد، بخبرة ودراية كافية ولم أتأثر سلبا بما واجهته من عراقيل وصعاب وظلم في فترات مختلفة في حياتي الوظيفية ولم افقد الامل من مواصلة التحدي وتحقيق الانجازات. وتذكر المؤلفة أنها "خرجت من الدائرة المحلية التي تعتبر ضيقة الى الدائرة الاوسع افقاً عملاً وعطاء اي الى دائرة العمل الدولي، وهناك حفرت التجربة في نفسي بعمق على المستوى الثقافي والفكري، وكل ما يكتسب في مثل هذه الدائرة يزيد الانسان نضجاً في التعامل مع عقليات وجنسيات مختلفة، لذا تتوسع مدارك الانسان، بمعرفته آراء عدة ووجهات نظر، ويضيف اليه هذا التنوع بقدر ما تضيف اليه، يصقل شخصيتك، يعلمك ان تتعامل بعقلية منفتحة وبحيادية واضحة لا بالعاطفة فقط ومن دون انحياز". وتختتم متساءلة: "هل في ذلك متعة؟ في الاجتهاد والجد ومواجهة الصعاب والتحديات؟ نعم.. هنالك، متعة المعرفة واكتساب الاصدقاء في كل بقعة من بقاع العالم أزورها، صحيح ان الانسان يواجه قيماً مختلفة واختلافاً بينه وبين الاخرين، الا اننا نكتشف اننا حظينا بصداقات حميمة، صداقات فكر ومواقف، لا تكتسب بقراءة كتاب بل من خلال العمل والعطاء.