الشر كل الشر في المقاطعة

سامي العنزي

يتحدث بعض الشباب عن مقاطعة الانتخابات، وعدم التفاعل والتصويت، ليدلل على غضبه وضجره بسبب ما يحدث، او ما حدث من امور مررنا بها في الكويت الحبيبة، وهي حالة استثنائية بالفعل، وغريبة ولم نمر بمثلها في تاريخ الكويت الديمقراطي، حيث تترى الاحداث حتى وصلنا الى ما نحن فيه، وقد اذهلت الاحداث الشباب، واظهرت فيهم الضجر من الحياة الديمقراطية والانتخابات والحرية!
نعم ايها الشاب الحبيب...ارجوك؛ ثم ارجوك، لا تكن سهل الصيد.
ارجوك لا تقاطع، فالمقاطعة هذه هي الطلب والهدف المرجو الذي يرنو اليه اهل الغش والزيف، ومن ثم تحميلك المسؤولية، وانك انت من اخترت حينها من هو دون المستوى، حكمة، وخلقا، ووطنية، ودينا، ومروء ورجولة. كل هذا ستكون انت المسؤول عنه، والاهم من هذا؛ انها حقيقة تتحملها يوم الوقف بين يدي الله تعالى، فاحذر ايها الشاب الذكي والفطن، لانك بانسحابك هذا أتحت لمن يخطط سلبا في البلاد وللبلاد والعباد، ان تكون انت من افرغت له الساحة؛ ومن ثم فاز هذا الجاهل الجاهلي، او ذاك المتغطرس العنصري، السارق للمال العام، بمقعد البرلمان. نعم ايها الشاب الغيور فبانسحابك تصنع كل السوء في البلاد والعباد، اسوأ مما تتصور، وبانسحابك هذا تكون انت من نفذ مخطط السوء، واهل السوء، ومقاصد السوء في العباد والبلاد. ولا تزعم انك مللت السياسة وكرهتها، كما يروج لها اهل الفوضى والمصالح الشخصية. واعلم انك في تفكيرك السلبي هذا؛ صنعت من نفسك فريسة سهلة المنال لمن يرى ان البلاد عبارة عن كعكة يقضم منها ما يريد. فبمقاطعتك هذه ساهمت مساهمة كبيرة في نصرة هؤلاء المطنطنين باسم الوطن، وهم لا يرون الوطن الا في مصالحهم الشخصية! اعلم ايها الشاب أن إعراضك عن التصويت هدف من اهدافهم، وامنية من امنياتهم، فهم يخشون عقلك وتفكيرك، ويخشون توجهاتك الصائبة والطيبة الخلوقة، فبذلوا كل الجهود لتكون خارج اللعبة! رجاء احبابي، لا تكونوا الفريسة الاولى لاهل الضلال، ومن ثم يظفر اهل الدجل والباطل بفريستهم الكبرى، كما يظنون، وهو الوطن والاجيال القادمة! انتبهوا، لا تقاطعوا، فأنتم تصنعون الخير للبلاد، وبالمقاطعة تصنون وتعززون الشر، واهل الشر والفساد في البلاد!

اعلامي كويتي