الجمعة 20 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

الشركات العالمية أهدرت 900 مليار دولارعلى برامج فاشلة للتحوُّل الرقمي

Time
الاثنين 04 نوفمبر 2019
View
5
السياسة
عندما أصبح واضحًا أن "توماس كوك" التي كانت يومًا أعرق شركة سفر في العالم، لن تستطيع مواصلة تشغيل أعمالها بفعل أعباء الديون المتفاقمة، واضطرارها لإعلان إفلاسها في سبتمبر الماضي، أرجع المحللون هذا السقوط المدوي إلى الفشل في التحول الرقمي. وكانت أعمال حجوزات السفر والسياحة عبر الإنترنت تشكل خطرًا وجوديًا للشركات التقليدية مثل "توماس كوك"، ولسبب ما، فشلت الشركة في مواجهة هذا التحدي، ومع تراكم الديون -التي كانت سببًا في تقويض التطور- أصبح من الصعب على "توماس كوك" التحول إلى الربحية. وفقًا لمسح أجرته "غارتنر" للأبحاث العام الماضي، اتفق 67% من قادة الأعمال على أنه ما لم تصبح شركاتهم رقمية بشكل أكبر وأكثر تبنيًا للنماذج المعتمدة على الإنترنت مثل "أمازون" بحلول عام 2020، فلن تكون قادرة على المنافسة. "توماس كوك" ليست الضحية الأولى وربما ليست أيضًا الأخيرة للتحول الرقمي، والحقيقة أنه رغم الأهمية القصوى لهذا التحول كي تتمكن الشركات من المضي قدمًا في عصر الجوالات الذكية والاعتماد المتزايد على شبكة المعلومات الدولية، هناك إخفاق كبير من الشركات في الانتقال بسلاسة.

مليارات أدراج الرياح
تعرّف "سيلزفورس" للبرمجيات القائمة على الأنظمة السحابية التحول الرقمي بأنه، هو استخدام التقنيات الرقمية لإنشاء عمليات تجارية وثقافة وتجربة جديدة للعملاء (أو تجديد العمليات القائمة بالفعل) لتلبية متطلبات الأعمال والسوق المتغيرة. وتضيف الشركة في تقرير لها: يتجاوز الأمر الأدوار التقليدية للمبيعات والتسويق وخدمة العملاء، يبدأ التحول الرقمي وينتهي بكيفية تفكيرك وتفاعلك مع العملاء، ومع الانتقال من الورق إلى جداول البيانات والتطبيقات الذكية، هناك فرصة لإعادة تشكيل منظورنا للأعمال مع وجود التقنيات الرقمية.
خلال العام الماضي وحده، ضخت الشركات العالمية 1.3 تريليون دولار في مبادرات للتحول الرقمي، لكن 70% من هذا المبلغ (900 مليار دولار تقريبًا) ضاعت في برامج فاشلة لشركات مثل "جنرال إلكتريك" و"فورد" و"بروكتر آند جامبل".
من بين الشركات التي لم تفشل بشكل مباشر، شهدت 16% من الشركات تحسنًا في الأداء وفي قدرتها على الحفاظ على التغييرات خلال المدى الطويل، حتى بالنسبة للصناعات الرقمية الأولى مثل الإعلام والاتصالات، 26% فقط من الشركات نجحت في التحول.
واستقر معظم الخبراء على أن ضعف الروابط بين الموظفين، والثقافة التنظيمية، والقيادة هي الأسباب الرئيسية في فشل التحول الرقمي، لكن في الحقيقة يُعتقد أن انهيار قدرة المؤسسة على التواصل بفعالية مع موظفيها هو ما يجعلهم مشكلة أمام التحول الرقمي.

طموحات الشركات
لا يمكن توقع تغيير الموظفين إذا لم يفهموا كيف ستؤثر الأدوات والقدرات الجديدة على تجربتهم، كما يجب دعم هذه التغييرات من خلال التدريب المستمر وبالمقاييس المختلفة والدعم الثقافي، وبشكل عام يجب ربط طموحات الشركات بالحقائق العملية.
ويقول تقرير لجامعة هارفارد إن المدراء يميلون دائمًا إلى التقليل من طموحات موظفيهم في التدريب، والأكثر من ذلك، أظهر تقليل لشركة "برايس وترهاوس كوبرز" أن 27% من المديرين التنفيذيين يعتقدون أن نقص العمالة الماهرة هو أكبر عقبة أمام الابتكار الرقمي.
ولا يمكن ببساطة استئجار طريق للتحول الرقمي، كما لا يمكن فرض الابتكار عنوة، بل ينبغي مساعدة الموظفين لاكتساب المهارات الجديدة المطلوبة، وأن يدعم المدراء التنفيذيون جهود التحول الرقمي والمبادرة بتحمل المسؤوليات الرئيسية للتغيير.
آخر الأخبار