الشطي: تخفيض حجم إنتاج "أوبك" يساهم في عودة التوازن لأسواق النفط

كتب - عبدالله عثمان:


قال المحلل النفطي محمد الشطي: إن معدل الطلب العالمي على النفط ارتفع خلال 2019 بمقدار 1 مليون برميل يوميا بينما شهدت الإمدادات من خارج الاوبك ارتفاعا بمقدار 1.9 مليون برميل يوميا وذلك وفق تقرير سكرتارية منظمة الاوبك لشهر ديسمبر 2019 وهو ما يعني انخفاض في انتاج الاوبك بمقدار 900 الف برميل يوميل يوميا لإحداث التوازن.
وأضاف ان اسعار النفط الكويتي ارتفعت ليصل متوسطها خلال عام 2019 قريبا من 65 دولارا للبرميل مع استمرار اتفاق اوبك بلس بخفض 1.2 مليون برميل يوميا بالاضافة الى التوترات الجيوسياسية في بعض مناطق الانتاج مثل فنزويلا وإيران وكذلك استهداف ناقلات في الخليج ومنشآت نفطية في المملكة العربية السعودية.
وأوضح الشطي أن اسعار النفط اتخذت اتجاهاً تصاعدياً وتقترب اسعار نفط خام برنت من 68 دولارا للبرميل واسعار نفط خام دبي عند 66 دولارا للبرميل، موضحا أن المتابع لتوجهات السوق يجد هناك دعم لاسعار النفط من خلال عدة عوامل يمكن حصرها في استمرار سحوبات من المخزون النفطي الخام الاميركي وهي يؤكد استمرار اتجاه السوق نحو التوازن مع تناقص المعروض في السوق واستمرار هيكلة الاسعار الباكورديشين وهو ما يعني قوة مستويات الاسعار حاليا مقابل المستقبل للنفط.
وأضاف الشطي ان هناك اجواء ايجابية افضل بين اميركا والصين حول تسهيل التجارة وإيقاف التصعيد وبالتالي جاءت انطباعات السوق ببدء تحسن في الاقتصاد العالمي وانتهاء الأسوأ وهو ما انعكس على تعزيز مستويات الطلب، مشيرا الى أن جاء ذلك أيضا في استمرار ارتفاع واردات الصين من النفط الخام وكذلك في ارتفاع مبيعات النفط من الولايات المتحده الاميركية، بالاضافة الى التصريحات الواردة من روسيا والتي تؤكد استمرار التعاون مع منظمة الاوبك بقصد توازن اسواق النفط.
ولفت إلى أن التصريحات الواردة من وزير النفط السعودي والكويتي تؤكد تدرج في عودة الانتاج من المنطقة المقسومة وبالتزام متوسط التخفيض المعلن عنه من اجل استمرار التعاون لتوازن السوق النفط، منوها بأن استمرار ارتفاع انتاج النفط الصخري ولكن بمعدلات اقل عما كانت في الأعوام السابقة وهو ما يعني تقييد للمعروض في اسواق النفط وتصورات افضل للسوق في عام 2020، وكذلك عودة اهتمام بيوت الاستثمار في شراء عقود النفط وتعزيز المراكز الماليه وهو بلا شك مؤشر اكيد في دعم اسواق النفط والاسعار.
وقال إن المؤشرات الاقتصادية من الصين وأميركا وأوروبا تشير الى التعافي وهو يساعد في جهود التوازن، مضيفا ان اوبك بلس تجتمع في بداية شهر مارس للتأكد من تطورات السوق ونجاح سياستها في تعميق الخفض بمقدار 500 الف برميل يوميا وتعهد السعودية بخفض اضافي مقداره 400 الف برميل يوميا، مع تزامن ذلك مع استمرار تأثر الانتاج في عدد من مناطق الانتاج وعلى الأخص ايران وفنزويلا وتعاف في اداء المصافي وهوامش ارباحها مع بدء تطبيق تشديد المواصفات على وقود السفن.
ولفت الشطي الى أن هذه الاجواء تدعم بقاء اسعار نفط خام برنت قوية عند المستويات الحالية وتدور بين 60 - 70 دولار للبرميل وهي بلاشك أن تأكدت خلال النصف الاول من 2020 فانها ستكون افضل خلال النصف الثاني من عام 2020، منوها بأن الأسهم الأميركية تعزز مكاسبها و"ناسداك" يغلق أعلى 9000 نقطة للمرة الأولى في تاريخه وهو ما سيعزز اسواق النفط والاقتصاد.