* الهندال: بعض مقدمي الخدمة يبالغون في الفواتير بخدمات غير ضرورية ويخوفون المرضى لإيهامهم بالمرض * متقاعدون: زيادة خدمات الوثيقة لتغطية أمراض أخرى تخفف من ازدحام المستشفيات* هدر فلوس على الفاضي... رسوم فتح الملف باهظة والأدوية مبالغ فيهاأكد مسؤول في وزارة الصحة "استفادة أكثر من 10 في المئة من المجتمع الكويتي بإجمالي 137 ألف متقاعد من وثيقة التأمين الصحية بطاقة (عافية 2)"، مشيرا الى توزيع نحو 51 الف بطاقة خلال 8 أيام.ووجه المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور أحمد الشطي امس التهئنة لكل هؤلاء على تجديد المظلة التأمينية الصحية لهم "عافية 2"، لافتا إلى أن "مشروع "عافية" الذي بدأ قبل حوالي سنتين ونصف السنة يعتبر "نموذجا للتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في حين تنظر وزارة الصحة لهذا الموضوع على أنه نموذج للتقييم من خلاله يتبلور فيه أكثر من اتجاه وأكثر من عنوان".وأضاف الشطي في لقاء مع "كونا" أن العنوان الأول يمثل ثقافة التأمين لأنه أول مظلة تأمينية حكومية ثم أول نموذج حيوي لخلق شبكة من المزودين والمستفيدين وإخضاعهم من جانب آخر للتقييم بغية الارتقاء وتوفير الغطاء التأميني للرعاية الصحية.وأوضح أن وزارة الصحة تتطلع من خلال "عافية 2" لأن يكون هذا النظام التأميني إضافة إلى الجودة في تقديم الخدمات وتقليل عدد المراجعين من قوائم الانتظار والسرعة في العمليات.وذكر أن العلاقة بين وزارة الصحة وشركة التأمين التي فازت بالتأمين بعقد "عافية" هي علاقة تعاقدية تخضع من جانب الوزارة للموافقة والتدقيق من وزارة المالية وديوان المحاسبة ولجنة المناقصات المركزية.وتابع أن هذه العلاقة التعاقدية تخضع من جانب وزارة الصحة إلى ضوابط وأولويات فنية يتم تحديدها بناء على تجربة (عافية 1) "فلا عجب أن تضاف حوالي 13 ميزة إضافية على المستفيدين من خدمات عافية". وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة إلى ارتفاع نسبة الوعي والإقبال من الجمهور على "عافية 2" بعد إضافة بعض الاختصاصات والاستثناءات إلى بطاقة التأمين، مبينا ان المتقاعدين الذين يتمتعون بخدمة "عافية" كان هناك لديهم تشكك في بداية تطبيق النظام وعدم وضوح الرؤية أما الآن فهناك تسابق عليها إذ في أول ثمانية أيام لتوزيع البطاقة فاق العدد 50 ألف مواطن وهذه علامة مشجعة.وأشاد بالتعاون الوثيق بين المؤسسة العامة للتأمينات والهيئة العامة للمعلومات المدنية ووزارة الصحة من خلال لوح ذكي يتم التعرف على المتقاعد من خلال بطاقته المدنية وأخذ البصمة وذلك للتسهيل الإلكتروني الذي يصب في مصلحة المستفيدين من الخدمة.من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات بمجموعة الخليج للتأمين علي الهندال إن سلبيات التعامل مع البطاقة من جهة شركة التأمين والأفراد والحكومة مثلها مثل أي وثيقة سواء عافية أو غيرها من بطاقات التأمين الصحي أو نظام التأمين الصحي فيها طبعا سلبيات وفيها إيجابيات.وأضاف الهندال أن "السلبيات يمكن تسميتها بالتحديات لأن التحدي يمكن ايجاد حل مناسب له ومواجهته"، مبينا أن من تحديات شركة التأمين "سوء الاستغلال من بعض مقدمي الخدمة الطبية ومحاولة المبالغة في الفواتير والمبالغة في تقديم خدمات غير ضرورية للمؤمن عليهم".وذكر أنه في بعض الأحيان "يتم استغلال المؤمن عليه بطريقة تخويفية على صحته وحالته المرضية بالتالي يحاول شد وجذب هذا المؤمن عليه بصفة أنه مريض ويتعاطف معه وهذا يخلق مشكلات لشركة التأمين في محاولة منها لإيصال الصورة للمؤمن عليه".وبين أن "من ثاني التحديات عدم الوعي الكافي لدى المؤمن عليهم إذ تعد أحيانا سلبية فمن الممكن أن يطلب أشياء ليست له ولا يستحقها وقد يصل الأمر بأن ينتقد أمور شركة التأمين التي لا يكون لها ذنب فيها"، مشيرا الى أن سلبياتها على العميل والفرد تتمثل في عدم وضوح التغطية أحيانا إذ لا تكون هناك شفافية بتوضيح التغطيات التأمينية وحقوقه الكاملة والتي تسبب عدم معرفة الشخص بحقوقه وبالتالي عبر قنوات الاتصال يتم تقديم الشكوى. وقال الهندال: "حاولنا في بطاقة عافية أن نتدارك تلك الشكاوى ونعالجها فأصدرنا الكتيبات التعريفية والنشرات الإعلانية لخلق نوع من الوعي بالتعاون مع وزارة الصحة والحرص على ضمان أخذ المواطن المتقاعد حقه كاملا ومعرفة ما له وما عليه".وحول تجاوب المواطنين، ذكر أنه كبير جدا "فالإقبال هائل، ففي أول ثمانية أيام من توزيع بطاقة عافية تم توزيع أكثر من 51 ألف بطاقة من أصل 140 ألفا تقريبا ونحن نراه رقما "ممتازا وكبيرا" والإقبال جدا كبير وكثير خصوصا مع التعديلات الاخيرة في التغطيات التأمينية الذي شملها (عافية 2)".واشاد عدد من المواطنين المتقاعدين بوزارة الصحة وعلى رأسها الوزير الشيخ الدكتور باسل الصباح ووكيل الوزارة الدكتور مصطفى رضا ووكيل الشؤون القانونية في الوزارة محمد السبيعي ومدير مشروع عافية الدكتور عدنان الرشيد على جهودهم في إدخال خدمات جديدة في (عافية 2).
ورأى المستفيدون من المشروع أن الخدمات الجديدة المقدمة "تشكل نقلة نوعية في الخدمات التي تقدم للمواطنين المتقاعدين عبر وثيقة (عافية)، متمنين أن تتم زيادة الخدمات في الوثيقة لتشمل تغطية أمراض أخرى.وقال المواطن المتقاعد نشمي الرشيدي إن بطاقة عافية استفاد منها المواطنون المتقاعدون بشكل عام وهي ميزة ونقلة نوعية في الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين المتقاعدين.وأضاف الرشيدي أنه "من ناحية سلبية فتح الملف قد يكون بمبلغ عال والفحص كذلك وصرف الأدوية يكون بشكل مبالغ فيه من بمعنى العلاجات تصرف أكثر من اللازم كسياسية لبطاقة عافية".وأكد أن "بطاقة عافية ساهمت بشكل كبير من التخفيف وقلة الازدحام في الكثير من المراكز الحكومية الصحية".من جانبه، قال المواطن المتقاعد عبدالحميد الصالح إن "بطاقة عافية بذلت جهدا مشكورا ووضعت المتقاعد في خيارات عديدة للعلاج في المستشفى الحكومي والخاص"، مشيرا الى أن بطاقة عافية حققت راحة للمتقاعدين للوصول للعيادات المتخصصة التي تجد فيها الخدمة الجيدة والعالية المستوى.وذكر أنه من ناحية سلبية "هناك قضية الأدوية فأحيانا أطباء في مستشفيات خاصة يصرفون الأدوية بكميات كبيرة، أضف إلى ذلك أن الازدحام بالمستشفيات الخاصة يكون على الصيدلية أكثر من العيادات".وشدد على ضرورة أن تكون هناك دراسة علمية تسجل فيها المواقف ونسبة إعطاء الأدوية والعلاجات ومقارنتها بالأسعار الموضوعة.بدورها بينت المواطنة المتقاعدة شيخة دشتي أن بطاقة عافية "أبعدتنا كليا عن الازدحامات والاختناقات التي تحصل في المستشفيات الحكومية والمستوصفات"، مضيفة ان "استخدامها ومميزاتها إيجابية والأسعار الموضوعة متفاوتة الى حد ما".من جانبها رأت المواطنة المتقاعدة دلال الخليفة أن بطاقة عافية "من وجهة نظري سلبية... هدر فلوس على الفاضي وأسعارها مبالغ فيها جدا وهدر للمال العام".
46 مركزا للتوزيع وتغطية خدمات جديدةبدأ توزيع البطاقات الخاصة بالتأمين "عافية 2" قبل نحو 9 أيام من خلال 46 مركزا صحيا تابعا للوزارة موزعة على كل محافظات الكويت ومن أبرز الخدمات التأمينية الجديدة التي ستقدم للمواطنين المتقاعدين المشمولين بالبطاقة خشونة المفاصل وتبديل المفاصل بمفاصل صناعية وهشاشة العظام والكسور الناتجة عنها.ومن تلك الاختصاصات أيضا سلس البول وتضخم البروستاتا وجراحات استئصال الأورام الحميدة والخبيثة والقسطرة العلاجية للشرايين التاجية شاملة الدعامات بحد أقصى 3 دعامات سنويا.وتتضمن الاختصاصات كذلك دعامات الكلى وزراعة الأسنان وتركيب التيجان والجسور للأسنان باستثناء تكلفة الأجزاء المزروعة والمواد المستخدمة، كما تشمل التغطية أجور الطبيب الزائر بحسب الأسعار المتفق عليها مع مقدم الخدمة المعتمد وتغطية الأجزاء المزروعة بعمليات الانزلاق الغضروفي.وكان وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح قد أعلن عن بدء التطبيق الفعلي لـ "عافية 2" في 16 يوليو المقبل.يذكر أن قيمة القسط السنوي الذي تدفعه الوزارة عن المتقاعد الذي تسلم بطاقة عافية هو 1140 دينارا (حوالي 7. 3 ألف دولار) مقابل قيام الشركة بتغطيته بجميع الخدمات الصحية الواردة بوثيقة التأمين.