الخميس 15 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   المحلية

الشطي لـ " السياسة": الكويت معبر للمخدرات... والهيرويين الأكثر تداولاً

Time
الأربعاء 08 يناير 2020
View
5
السياسة
الإدمان مرض الأطفال ولا يوجد من هو أكبر من المخدرات

لا قوائم انتظار... وغير صحيح أننا نمتنع عن استقبال المرضى

تغيير السلوك جرس إنذار يسبق الإدمان والأسرة خط الدفاع الأول

دراسة مسببات الإدمان ضرورة
لا تقع في نطاق مسؤوليتنا

التدهور الدراسي والسلوكيات ونوعية الأصدقاء مؤشرات خطيرة

عندما يشعر المدمن بالخسارة يدرك نتيجة ما وصل إليه

متوسط عمر الاستجابة للعلاج ما بين 25 و35 عاماً

إقرار ديوان الخدمة مسمى "مرشد إدمان"... قريباً

المدمن كفيف معطَّل الحواس والمتعافي طفل بريء

نستقبل المرضى من جميع الجنسيات من سن الـ 18 عاماً



حوار ـ مروة البحراوي:


كشف رئيس وحدة الخدمة النفسية الاكلينيكية في مركز علاج الادمان، ومسؤول منزل "منتصف الطريق"، اختصاصي أول علاج نفسي الدكتور يعقوب الشطي، عن طرح مناقصة لبناء مركز جديد لعلاج المراهقين والنساء من الإدمان إلى جانب المركز الحالي في منطقة الصباح الطبية التخصصية، منوها بأن التنسيق مع ديوان الخدمة المدنية لاستحداث مسمى "مرشد إدمان" بدأ قبل عامين، وهو حاليا في المراحل الأخيرة وقريبا سيتم اقراره، وهو ينطبق على المتعافين الذين يساعدون المدمنين على التعافي.
وفي حوار مع "السياسة"، نفى الشطي ما يثار حول امتناع المركز عن استقبال المرضى، مؤكدا عدم وجود قوائم انتظار بالمركز، موضحا في الوقت ذاته أن المركز حاله حال أي مستشفى آخر يوجد لديه مواعيد للدخول والخروج، والفترة المحددة من بداية استقبال المريض في العيادات الخارجية وحتى احتجازه للعلاج تستغرق اسبوع على أقصى تقدير، وهو ما لا يقبله بعض المرضى ممن يلحون للدخول في نفس اليوم، ونحن نقدر حاجتهم لذلك لكننا احيانا لا نستطيع نظرا لطبيعة العمل.
ونبه إلى أن الموقع الستراتيجي للكويت بالقرب من دول معروفة بتداول المخدرات، جعلها معبرا و "ترانزيت" لنقل المخدرات، وهذا سهل من عملية التداول داخل البلاد، مشيرا إلى أن طبيعة ونوعية المخدر تختلف من بلد لآخر، وأن الهيرويين والشابو يعتبران الأكثر تداولا في الكويت، بخلاف الكوكايين الذي يكثر تداوله في أميركا والحشيش في مصر على سبيل المثال.
ونوه إلى اجتياز ما يزيد عن 320 متعاطيا العام الماضي المراحل الأولى من العلاج، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المركز يستقبل المرضى من جميع الجنسيات للمرحلة العمرية من سن الـ 18 عاما فما فوق، لافتا الى أن مراحل العلاج تمتد من 6 شهور إلى العام ونصف العام، وتحدث عن قضايا أخرى عديدة. وفي ما يلي نص الحوار:



نود في البداية التعرف على الطاقة الاستيعابية للمركز وهل تكفي لتغطية الكويت، لاسيما مع ما يثار حول تكدس المركز بالمرضى وامتناعكم عن استقبال حالات جديدة؟
المركز يضم ما بين 360 إلى 400 سرير، وهذا العدد كاف لتغطية المرضى في جميع المناطق، وغير صحيح اننا نمتنع عن استقبال المرضى، ولا توجد لدينا قوائم انتظار للمرضى، فالمركز حاله حال أي مستشفى آخر يوجد لديه مواعيد للدخول والخروج، والفترة المحددة من بداية استقبال المريض في العيادات الخارجية وحتى احتجازه للعلاج داخل المركز يستغرق أسبوعا كحد أقصى، غير أن بعض المرضى يصرون على الدخول في نفس اليوم، وان كنا نقدر حاجتهم الى ذلك، الا انه احيانا لا يتسق مع آلية العمل.

مراحل العلاج
وما مراحل العلاج وما المدة التي يستغرقها المريض للتعافي؟
علاج الإدمان يعتمد على عدة مراحل، حيث تهتم المرحلة الأولى بإزالة السموم من الجسم، ويخصص لها 50 سريرا، أما المراحل الأخرى فهي "قبل تأهيلية وتأهيلية" ويخصص لها ما يزيد عن 100 سرير، وفيها نهيئ المريض ونزيد من دوافعه وقابليته للعلاج، واعطائه تعريفا مبسطا عن "اضطراب استخدام المواد النفسية" وهو التعريف العلمي للإدمان، وفي هذه المرحلة نساعد المريض على فهم طبيعة هذا الاضطراب، وطمأنته بأن هناك علاجا لهذا الاضطراب، لمواجهة التصور السائد للمريض في مرحلة التعاطي النشط، بأن الوقوع في شرك الإدمان لا يمكن الخروج منه وهو ما ينتج عنه احساس بالعجز والألم.
والمرحلة الأولى من العلاج تستغرق 21 يوما، حيث يخصص الاسبوع الاول لإزالة السموم من الجسم والاسبوعان التاليان لمرحلة ما قبل التأهيل، وبعدها يوجد رافدان لاستمرار العلاج، الأول استمرار العلاج داخل وحدة تسمى الـ ccu وهي للمرضى الذين يفضلون استكمال العلاج في المنزل، كما هو الحال في العيادات الخارجية بالتخصصات الطبية الأخرى، وفيها يأتي المريض للمتابعة يوما أو يومين بالأسبوع، يتلقى فيها العلاج والمحاضرات التوعوية والأدوية ثم يعود إلى منزله، اما الرافد الثاني والأهم في ما يسمى مراحل التأهيل المتقدم وتضم ما يزيد عن ثلاثة أجنحة، وفيها يتم تدريب المريض على الالتزام واتباع أسلوب ونمط صحي للحياة، تحت اشراف متقدم من المدمنين المتعافين واشراف نفسي مباشر للأطباء والمعالجين، وهذه المرحلة تستغرق ما بين 3 إلى 4 شهور، وفيها يتعرض المريض إلى علاج نفسي مكثف على مفاهيم الذات والتقييم والتقدير الذاتي وأعراض الإدمان، وأساليب الضبط الذاتي والانفعالي ومن ثم ضبط السلوك والتعبير عن النفس ومهارات كتابة "الدايلي لوج".
ودائما نفترض ان هناك علاقة بين ثالوث (المشاعر، الأفكار والسلوك)، ويعتمد عملنا على تغيير أفكار المريض باعتباره بوابة لتغيير السلوك، لذا نساعد المريض على تغيير وتطوير افكاره ونظرته السلبية تجاه نفسه وقدرته على العلاج، لتحسين مشاعره وسلوكه.
أفهم من كلامك أن علاج الإدمان نفسي بحت؟ وأن العامل النفسي يعتبر الدافع الرئيسي للإدمان؟
صحيح أن العلاج النفسي رئيسي وأساسي في الإدمان، لكن العلاج الطبي مهم وضروري في المراحل الأولى من العلاج، ويتمثل في مرحلة إزالة السموم.
وفي ما يتعلق بالدافع النفسي للإدمان، لا يمكن الاعتماد على عامل واحد لتفسير عملية الادمان، ولهذا نسميه "اضطراب استخدام المواد النفسية" ونتجنب تسميته بالمرض؟!، فالإدمان يسمى اضطراب، لأنه يتدخل فيه الكثير من العوامل البيئية، الاجتماعية، النفسية والبيولوجية، واتحاد وتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض يجعل المريض معرضا للوقوع في مشكلة اضطراب استخدام المواد النفسية، ولا يمكن لعامل واحد من هذه العوامل ان يكون وحده مسؤولا عن الإدمان، بل تضافرها هو الذي يؤدي للإدمان، على سبيل المثال هناك أبحاث تتحدث عن وجود استعداد وراثي للإدمان، لكنها مجرد بحوث لا يمكن التعويل عليها، لأن مجرد وجود أب او أم مدمنة يساعد على توفير بيئة مؤهلة للإدمان، لذا فانه في هذه الحالة دائما ما تكون أقل وبالتالي من السهل على الابناء التعرض لمشكلة الإدمان، وبالرغم من ذلك هناك الكثير من الاسر المفككة وحالات الطلاق لا يعاني افرادها من هذه المشكلة، ولا يمكن ان نتجاهل كذلك أن توفر المخدر في البيئة المحيطة يعتبر أيضا أحد أهم عوامل ظهور الادمان، ففي الكويت مثلا لا يمثل الادمان على الكحول مشكلة او ظاهرة، لان القوانين تحرم تداول الكحول بخلاف المخدر.

المخدرات في الكويت
ماذا عن تداول المواد المخدرة في الكويت؟
الكويت معبر للمواد المخدرة، فنحن قريبون من مناطق الاتجار بالمخدرات، ونعتبر "ترانزيت" لها، ومدى توافر مادة الإدمان يساعد على انتشارها، ففي الكويت مثلا نجد انتشار مادة الهيرويين والشبو وفي مصر الحشيش وفي اليمن القات والشبو أيضا، وآسيا وأميركا مثلا فيها الكوكايين، فتوافر المادة يساعد على انتشارها، وهذه العوامل تتضافر وتتفاعل مع بعضهما البعض وتشكل خطورة أكثر للوقوع في براثن الادمان.
هل يوجد لديكم دراسة حول مسببات الإدمان في الكويت؟
الأسباب لا تعنينا، لأنها ليست في إطار تخصصنا، وهناك اسباب محتملة نحتاج إلى توعية الشارع بشأنها، وهذا كله لا يقع ضمن مسؤولية مركز علاج الإدمان الذي يهدف الى التأهيل ومعالجة من الإدمان، وليست قياس أسباب الظاهرة والتي تختلف باختلاف البيئة، ولا ننكر أن معرفة الاسباب مهمة للوقاية من الإدمان، لكنها ليست في نطاق مسؤوليتنا.
كيف يتم قياس معدلات نجاح المركز في تأهيل المتعاطين؟
نسبة النجاح لا تقاس، ففي عام 2018 على سبيل المثال، كان هناك ما يقارب من 380 مريضا خضعوا للمرحلة الأولى من العلاج داخل المركز، من بينهم 320 مريضا استكملوا المرحلة، وقضوا ما لا يقل عن 6 اشهر في المركز وهذا لا يعني ان العلاج فعال، لان فعالية العلاج لها طرق علمية للقياس، لكنها تعتبر مؤشرا مهما على اننا نعمل على الطريق الصحيح، لان هذا يعني نجاحي في مساعدة 320 مريضا على الاستيقاظ باكرا، واداء انشطة معينة والعمل على مجموعة من الاهداف الصغيرة، وتوعية المدمن بأن المخدر حل سيئ للمشاكل التي يعاني منها، وأنه مكلف وله عواقب وخيمة صحيا واجتماعيا وقانونيا أيضا.
نلاحظ ان المتعاطي يلجأ للعلاج في مراحل متقدمة جدا من الإدمان، بعكس الأمراض الأخرى.. لماذا؟
المشكلة أن مريض الإدمان ليس لديه بعد نظر، ولا يقدر عواقب الأمور قبل وقوعها، ومريض الادمان دائما ما يحسب أنه شخص مختلف عن الاخرين وانه غير مدمن، ويتوهم أنه يستطيع مقاومة المخدر في اي وقت يريد، لكن هذا غير صحيح، فلا يوجد من هو اكبر من المخدر.
والأسرة تلعب دورا في ذلك، فالإدمان مرض أطفال وليس كبارا، وغالبا ما يبدأ من سن المراهقة، والاهالي غير منتبهين، فيبدأ الطفل بالتدهور دراسيا وسلوكيا واجتماعيا، والأهل يستوعبون ذلك بعد مرور 6 شهور إلى سنة، وفي البداية يعيشون حالة انكار ويرمون المسؤولية على أصدقاء السوء، فتغير مجموعة من السلوكيات يعد جرس انذار يسبق عملية الإدمان ومن المفترض أن دور الأسرة يكون اكثر فعالية، وعندما يلاحظ تدهورا في مستوى الطفل الدراسي وسلوكياته ونوعية اصدقائه وغيرها من المؤشرات الخطيرة يجب ان تتدخل الاسرة لحماية الطفل.

عواقب نفسية
هذا يعني أن الاستجابة لعلاج الادمان يختلف باختلاف المرحلة العمرية للمتعاطي؟
طبعا، فالمتعاطي عندما يكون شابا وصغيرا لا يستطيع ان يقدر حجم الخطورة التي يتعرض لها مستقبلا، فالفئات العمرية الاقل من 20 وحتى 25 سنة لا تستطيع تقدير حجم الخسائر التي تمر بها، من فقدان وظيفة وأسرة وغيرها من الخسائر التي يمر بها الانسان في هذه المرحلة، والأهل في الغالب يكونون ولا يزالون يدعمونه، فيظل يستنفد الفرص الواحدة تلو الاخرى، وفي نهاية المطاف يبدأ المدمن في الإحساس بالخسارة عندما يفقد الجميع ،الأسرة والوظيفة والأهل وغيرها، ويبدأ يقدر نتيجة السلوك الذي وضع نفسه فيه، وهنا يتخذ طريقا من اثنين إما يشعر بانه خسر كل شيء ولم يعد يوجد ما يبكي عليه فيستمر في الانحدار أكثر فأكثر، او يكسر هذه الحالة ويبدأ في مواجهة المشكلة ومحاولة الخروج منها شيئا فشيئا.
ومتى نعتبر أن المتعافي أصبح مؤهلا للعمل الإرشادي؟
الأطباء والممرضون يقومون بالخطوة الأساسية في بداية العلاج، من تقديم الأدوية والعلاجات المناسبة لإزالة السموم من الجسم، وفي المرحلة التأهيلية المتقدمة يتم اشراك المتعافين لمساعدة المتعاطي على التعافي، والتطوع للعمل الإرشادي يعتمد على مدى اجتياز المتعافي لبرنامج الـ 12 خطوة، وهو برنامج تطوعي يقوم على أسس نفسية، ومرشد التعافي شخص جرب الخطوات على نفسه ويجلس مع المدمن وجها لوجه، لتعليمه وتدريبه على كيفية تطبيق البرنامج، والتجربة الذاتية للمريض المتعافي هي الأساس في اقناعه وتشجيعه على المواصلة.
وعلى سبيل المثال، فإنه قبل أيام طلب أحد المرضى عدم استكمال العلاج التأهيلي وعندما طلبت منه التروي في اتخاذ القرار لم يقتنع، لكن عندما جلس مع بعض المتعافين تمكنوا من اثنائه عن القرار وعودته الى استكمال العلاج مرة اخرى. وبالتالي فإنهم يقومون بتقديم الدعم النفسي على اكمل وجه، ويتمكنون من توصيل الفكرة بطريقة بسيطة، وهم لا يتقاضون أجورا على العمل وانما ينقلون تجربتهم الذاتية تحت مراقبتنا واشرافنا.
من المعروف ان طبيعة المرأة تختلف عن الرجل، فهل يظهر هذا الفارق في الاستجابة الى التعافي؟
من خلال الملاحظة الاكلينيكية، يمكننا القول إن النساء لديهن طلاقة لفظية أكثر من الرجال، إلى جانب أن تعليمهن غالبا ما يكون متقدما، ونسبة التسرب عند الشباب أكثر من الإناث، وعندما يقع الشاب في شرك الإدمان غالبا ما يخرج من التعليم في المرحلة المتوسطة والثانوية، لكن النساء يقطعن شوطا أكبر في التعليم، لذا تكون قدرتهن على التعبير اكبر وهذا يساهم في العلاج والتعافي، وفي المقابل يكون العمل معهن أصعب والتحدي أكبر، لأنه من الصعب اقناعهن والتأثير عليهن، لكن بمجرد أن ننجح في اقناعهن نستطيع تحقيق نتائج أكبر في العلاج والتعافي.
ما هو العمر الذي تستقبلون فيه المرضى؟ وما الفئة العمرية الأكثر تواجدا بالمركز؟
نستقبل المرضى من سن 18 عاما فما فوق، وما قبل ذلك نعتبرهم من الأطفال ويتم ارسالهم إلى دار المنارة وهو مركز مخصص لعلاج الاضطرابات النفسية بشكل عام، أما لدينا فنادرا ما نستقبل حالات اقل من 18 عاما، وفي الوقت الحالي طرحنا مناقصة لبناء مركز جديد للمراهقين والنساء يتبع مركز الإدمان، وهو مخصص للمراهقين والشباب اقل من 25 عاما، لأنه من غير المستحب وضعهم مع بالغين اعمارهم تتراوح ما بين 30 الى 60 عاما، والفئة الأكثر تواجدا بالمركز تتراوح ما بين 25 الى 35 عاما.

"منتصف الطريق"
متى يتم تحويل المرضى من مركز الادمان في الصباح الى منزل "منتصف الطريق"؟ وما هي طبيعة هذا المنزل؟
بعد الانتهاء من المرحلة الأولى للعلاج والتي تستغرق ما بين 3 الى 4 شهور، والتي تضم العلاج النفسي وازالة السموم والتدريب والتعليم على الالتزام وتطبيق برنامج الـ 20 خطوة، وبعد اجتياز المرحلة الثالثة من البرنامج يتم تحويل المريض إلى منزل "منتصف الطريق" لاستكمال باقي خطوات البرنامج، وفي هذه المرحلة يستطيع المريض المبيت خارج المنزل "منتصف الطريق"، والمشاركة في الكثير من الرحلات والأنشطة الترفيهية لتأهيله على الاندماج في المجتمع، وفيه ندرب المريض على مفهوم التقدم غير المشروط، وبأن علاج الادمان لا يوجد فيه يأس، وطالما أن الإنسان على قيد الحياة ويتنفس فإنه قادر على الإقلاع عن الادمان.
ومنزل "منتصف الطريق" يتبع مركز علاج الإدمان في منطقة الصباح، ويتم العمل فيه وفق بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة ووزارة الأوقاف، حيث تقوم الثانية بالإشراف والإدارة والتمويل، بينما نختص نحن بالجانب العلاجي والتأهيلي.
ويضم المنزل ما يزيد عن 85 مريضا، وهو يوفر السكن والاقامة الكاملة للمريض، وبعد انتهاء الخطوات الـ 12 للبرنامج وبلوغ المتعافي المرحلة النهائية من العلاج بعنوان "تعديل الوضع"، يبدأ بعدها في حل المشاكل وتحسين علاقته بالأهل والاصدقاء ومن ثم الاندماج في المجتمع.
وهل يتوقف دور المركز عند هذه المرحلة، أم يمتد لمساعدة المتعافي على ايجاد فرص عمل؟
نحن لا نوفر فرص عمل، لكننا نساعد المتعافين على ايجاد فرص العمل، من خلال اعداد دورات تدريبية لمرشدي الإدمان، نقوم فيها بابتعاثهم إلى السعودية للتدريب والحصول على ديبلومة صغيرة للإرشاد، ونحن حاليا في تواصل مستمر مع ديوان الخدمة المدنية لإقرار مسمى مرشد إدمان، وبدأنا في المناداة بذلك قبل عامين وأعتقد أن الاستجابة لطلبنا في مراحلها الأخيرة حاليا، وعندما يجتاز المتعافي كافة مراحل العلاج نسميه "خريج"، وهنا يتم اعطاؤه شهادة لمن يهمه الامر تثبت تعافيه تماما من الادمان في حال احتاج الى تقديمها الى العمل.



المتعافي إنسان اجتماعي وحساس

ردا على سؤال: هل تعتبر صعوبة ايجاد فرص عمل للمتعافين سببا رئيسيا في اقبالهم على العمل الإرشادي؟ قال د. يعقوب الشطي: لا يمكن ان نعتبر ذلك سببا رئيسيا، فالشخص المدمن عندما يمر بمرحلة الادمان والعلاج ويخسر كل ما يملك ويعود مرة أخرى الى الحياة، يكون ذلك بمثابة ميلاد جديد له، ويكون مثل الطفل البريء تماما، فهو يكون محبا وممتنا وصادقا فيما يقول وهو ما يظهر في مفرداته، وعندما يقول "انا اصبحت أحب نفسي، انا ممتن لك، شكرا لأنك في حياتي"، فإنه يكون في قمة الصدق.
وعلى سبيل المثال، فأنا الاسبوع الماضي توفت والدتي، ووجدت المتعافين معي في المقبرة يساندوني ويقفون الى جانبي، لانهم يقدرون قيمة الاحباب والاصدقاء، وتكون لديهم روحانية جميلة لأنهم يعيدون اكتشاف الشعور بقيمة الحياة والأشياء، بينما نحن الشخصيات العادية ربما لا نقدر الكثير من هذه الاشياء، فالمتعافي يصبح شخصا جيدا جدا ويكون لديه صدق واحساس ومشاعر صافية، ونعتبر هذه الأمور من أقوى العلامات على التعافي، لان المدمن يفقد الاحساس بالواقع بسبب المخدر والمشاكل التي يمر بها ويكون أقرب إلى الكفيف معطل الحواس.



د.يعقوب الشطي متحدثا إلى الزميلة مروة البحراوي
آخر الأخبار