الجزائر، عواصم- وكالات: واصل الشعب الجزائري تظاهراته للأسبوع السادس على التوالي، أول من أمس، رافعا وتيرة المطالب، وعلى رأسها تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتطبيق المادة السابعة من الدستور.وردا على دعوة رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، بتفعيل المادة 102 من الدستور، خرج المتظاهرون، أول من أمس، للتأكيد على تفعيل المادة السابعة منه. وتنص تلك المادة على أن "الشعب مصدر كل سلطة، والسيادة الوطنية ملك للشعب وحده"، إذ طالب المتظاهرون برحيل كل الوجوه الحالية عن السلطة.واكتسبت تظاهرات أول من أمس أهمية خاصة بالنظر للسياق السياسي الذي جاءت فيه، حيث ركزت هتافتهم على ضرورة التخلص من كل المنظومة الحاكمة وليس بوتفليقة وحده، واتهموا النخبة الحاكمة بأنهم لصوص دمروا البلاد.وكان نائب وزير الدفاع رئيس الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، قال إن الجيش يحافظ على وحدة الشعب ويدافع عن السيادة الوطنية وسلامة التراب الوطني.وأضاف الفريق قايد صالح، في فيديو بثته صفحة وزارة الدفاع الجزائرية على "فيس بوك" أول من أمس، "إن الجيش والشعب يتشاركان في نفس الميزات والمواصفات، وأكن كل الاحترام لهذا الشعب الذي ضحى من أجل الحرية والاستقلال، والجيش يحافظ على وحدة الشعب ويدافع عن السيادة الوطنية وسلامة التراب الوطني".
من جانبها، نفت المديريةُ العامة للأمن الوطني في الجزائر نفياً قاطعاً الأخبار التي نقلتها وكالةُ "رويترز" عن استخدام الرصاص المطاطي من قبل الشرطة، كما نفت ما تم تداوله بخصوص تقديم مديرية الأمن الوطني حصيلة المتظاهرين في العاصمة أو محافظات أخرى.وفي ساحة البريد، ارتفعت لافتات تحمل شعارات جديدة ساخرة، بينها "102، هذا الرقم ليس في الخدمة يرجى الاتصال بالشعب"، و"نطالب تطبيق المادة 2019 تتمحوا قاع (اذهبوا كلكم باللغة الجزائرية المحكية)".وكان البعد البيئي حاضرا بقوة فضلا عن سلمية الاحتجاجات وتحضرها التي أبهرت العالم مجددا.فقد حرص عدد من الشباب على تنظيف الشوارع أثناء المسيرات وبعدها، في غالبية ولايات الجزائر، حيث انتشر متطوعون منظمين كخلايا نحل يحملون أكياسا بلاستيكية ويرتدون قفازات إلى جانب شعاراتهم الرافضة لبقاء الرئيس ومن حوله، مجسدين بذلك شعار "نظيفة" و"حضرية" إلى جانب شعار "السلمية"، ومؤكدين أن الضمير السياسي يجب أن يكون لصيقا ويسير جنبا إلى جنب مع الضمير البيئي.وردد المتظاهرون "بوتفليقة سترحل وليرحل قايد صالح معك" و"ليرحل حزب جبهة التحرير الوطني" الحاكم، كما ردد المحتجون، ككل يوم جمعة، أغنية "الحرية" لمغني الراب الجزائري سولكينغ أو النشيد الوطني.