الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الشعب قال كلمته...والوفاق الثنائي لا بديل عنه

Time
الأربعاء 14 يونيو 2023
View
9
السياسة
د. أحمد بن سالم باتميرا

عبر انتخابات هادئة ونزيهة أبقت 38 نائبا من مجلس الأمة السابق، واستبدلت 12 مقعدا بنسبة تغيير بلغت 24 في المئة، في انتخابات مجلس الأمة الاخيرة، قال الشعب الكويتي كلمته في طريق الإصلاح والتغيير، حيث جسّد الوجه الحضاري للكويت في جو انتخابي فريد، وعرس برلماني لا تشاهده الا في الكويت. حضور شبابي، وتدفق نسائي ورجالي، رغم سخونة الطقس، في جو انتخابي تميز بتفاوت نسبة المشاركين بين دائرة وأخرى، وسط غياب أرقام رسمية عن الحجم الفعلي للمشاركة، رغم أن التوقعات تشير إلى 51 في المئة، لأن المقاطعة كانت مرفوضة بتاتا لمن أراد أن يرى الكويت مزدهرة. جاءت نتائج الانتخابات محسومة، بحثا عن الاستقرار، وتجسيدا للحسّ الوطني الذي وصل إليه الناخبون في اختيار من يرونه مناسبا لهذه المرحلة من العمل الوطني البرلماني. وتحضيرا لاستقبال المشهد السياسي المقبل ورؤية حكومة فاعلة مع المجلس القديم المبطل ما عدا 12، ووسط تمنيات الشعب الكويتي بمرحلة استقرار وعمل وطني متجانس بين الحكومة والبرلمان (السلطتين التنفيذية والتشريعية).
فقد اتفق البرلمانيون في أول لقاء تنسيقي جمع 47 نائبا، في ديوانية النائب محمد هايف استعدادا للمرحلة المقبلة، على بنود عدة مهمة، وهي مرحلة تؤسس لعمل وطني، فعلى الرئيس أن يصحح المسار الذي طالبت به الحكومة الكويتية قبل الانتخابات، وهو يعني أننا مقبلون على رؤية مختلفة عما ألفته الكويت في السنوات الماضية.
لقاء يمهد للاستقرار، وتبقى العبرة دائما بالخواتيم، لكننا متفائلون باللقاء، وتشكيل حكومة يمكنها الوفاق والاتفاق مع مجلس الأمة، لأن الكويت محتاجة سريعا إلى البدء بإقرار تشريعات لتنويع مصادر الدخل، والتحرك للأمام في جميع المجالات أسوة بالدول الاخرى في المنطقة.
لذا نأمل أن يكون "نواب 2023" على قلب رجل واحد من أجل الإصلاح والتطوير والنماء، وليس المشاغبة والمناكفة والتصارع الذي أثر على الكويت. ننتظر أن تشكل الحكومة الجديدة، وننتظر عقد الجلسة الافتتاحية للبرلمان الكويتي يوم 20 من الشهر الجاري، فتوجهات الحكومة بعيدا عن المُحاصصة، والالتزام بالحيادية في انتخابات المجلس، وتحقيق إصلاحات سياسية غير مسبوقة تتضمن تعديل قوانين، وإصدار قرارات تنظيمية كفيلة في مجملها بتعزيز مساعي تصحيح المسار الذي تنادي به الحكومة الكويتية، وعودة مجلس الأمة إلى ممارسة دوره الحقيقي الرقابي والتشريعي. الشعب الكويتي ملّ من تكرار الانتخابات، والكثير من الناخبين عزفوا عن التصويت، لأنهم ملوا من تكرار الحل والإبطال، والشعب قال كلمته في صناديق الاقتراع، والوفاق الثنائي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية مهم جدا. واليوم يتطلع الشعب الكويتي للنهضة الجديدة، واذا لم تتفق السلطتان على العمل يدا واحدة، فان مشروع التأزيم سيستمر، لأن أسباب هذا الصراع لا تزال موجودة، وحل المجلس وارد بنسبة كبيرة، ولن نخرج من هذه الحلقة المفرغة إلا باجتثاث أسباب الصراع من جذورها بالحزم والاتفاق والتعاون الثنائي وفق الدستور...والله من وراء القصد.

كاتب ومحلل سياسي عماني

[email protected]
آخر الأخبار