الجمعة 04 يوليو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الشعور بالاستحقاق تَرَفٌ ومُيوعة
play icon
كل الآراء

الشعور بالاستحقاق تَرَفٌ ومُيوعة

Time
الثلاثاء 02 يناير 2024
View
438
hani

حوارات

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير مصطلح "الشعور بالاستحقاق" الى سلوك سلبي محدّد يكشف الانسان عن طريقه أنه يستحق معاملة خاصّة، وأنّه يستحق من الآخرين أن يتعاملوا معه وكأنهم يدينون له بشيء ما، وهو شعور نرجسي ينبع من أسباب تربوية وسلوكية خاصة، ويتصف بعلامات معيّنة تدلّ عليه، ونذكر منها ما يلي:
-أسباب الشعور بالاستحقاق: يتولّد هذا الشعور عند أحدهم منذ الصغر، لا سيما عندما يعيش الطفل حياة مرفّهة للغاية، تحت وصاية أولياء أمر يمارسون مع أطفالهم التدليع الزائد عن الحد، فينشأ صغير السن وكأنّ العالم، وكل ما فيه، يدين له بشيء ما، وأنه يستحقّ من كل الناس أن يتعاملوا معه معاملة خاصّة.
وبسبب انتقال هذه الصفة الاتكالية السلبية الى الفرد من أحد والديه، أو كلاهما، ولعدم تعوّده منذ الصغر على تحمّل مسؤولياته الشخصية عن أقواله وتصرّفاته السمجة، ولشعور بعض النفر المضطرب أنهم متميّزون، عرقيًّا، أو قبليًّا، أو مذهبيًّا، أو طبقيًّا عن أعضاء المجتمع الآخرين.
وبسبب ترسّخ الوهم بالعظمة عند أحدهم، وربما بسبب سعي البعض الى التعويض عن عقد نقصهم، أو شعورهم التاريخي بالدونيّة، وربما بسبب شيوع المحسوبية والمحاباة في المجتمع، ولضعف العدالة الاجتماعية وغياب المساواة، وضعف الحسّ الشخصي بالمسؤولية الوطنية تجاه المواطنين الاخرين المتساوين في الحقوق، والواجبات الوطنية.
-علامات الشعور بالاستحقاق: تظهر على من يشعر بالاستحقاق إشارات التبرّم في العالم الخارجي، سواء في تضجّره السريع من الوقوف في الدور، أو في عنجهيته في التعامل مع من يخدمون الزبائن في المطاعم أو في المقاهي، وتظهر على هذا النفر أيضًا علامات سلوكية سلبية مثل التسيّب الوظيفي، وفوضوية وزيف الحياة الشخصية، وبلادة عقولهم لعدم تعوّدهم على التفكير بأنفسهم، وترفهم وميوعتهم الملحوظة، وافتتانهم بمظاهر الرفاهية الخادعة.
وربما يظهر لدى بعضهم سفاهة الطبع بسبب عدم تعوّدهم على معارضة من حولهم لكلامهم الأحمق، أو لتصرّفاتهم الساذجة، وإذا كانوا رجالاً، ربما تطغي على بعضهم نعومة النساء، وإذا كانوا نساءً فتطغى عليهن النرجسية، وهم منفصلون عن واقعهم الحياتي بسبب ترسّخ أوهام الكبرياء في عقولهم الصغيرة جِدًّا… جِدًّا.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار