الدولية
الشغور الرئاسي يفتح الأبواب لتسوية خارجية... والسعودية تدعم "الطائف" في مواجهة الانقلابيين
السبت 22 أكتوبر 2022
5
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان:فيما تشير كل التوقعات إلى أن جلسة الانتخاب الرئاسية الرابعة، غداً، سيكون مصيرها مثل مصير الجلسات السابقة، وفي حين يكتنف الغموض مرحلة ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون آخر الشهر، حيث إن باب المفاجآت سيكون مفتوحاً على مصراعيه، بعد تهديدات رئيس "التيار العوني" النائب جبران باسيل بـ"الفوضى الدستورية"، فإن الجميع في لبنان، باتوا وفقاً لمعلومات "السياسة"، على قناعة، أنه لا يمكن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا من خلال تسوية خارجية، تكون حصيلة مشاورات عربية ودولية، لن يكون السعوديون والفرنسيون ومسؤولو الفاتيكان، بعيدين عنها، سعياً من أجل انتخاب رئيس جديد للبنان في الأشهر القليلة المقبلة، سيما وأن الشغور في موقع الرئاسة الأولى مرشح أن يبقى حتى آخر العام . وقد كان لافتاً إسراع دوائر الكرسي الرسولي إلى إرسال سفير جديد إلى بيروت، ليباشر عن قرب مشاوراته مع الأطراف اللبنانية، في موازاة الحراك السعودي الفرنسي اللافت الذي يتولاه السفيران وليد البخاري وآن غريو، بالتنسيق الدائم مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا. وفي سياق تأكيد دعم بلاده لاتفاق الطائف، تلقت شخصيات سياسية وديبلوماسية وروحية وأكاديمية وإعلامية عدة، من بينها "السياسة"، دعوة من سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، وليد بخاري في الساعات الأخيرة، وذلك لحضور المؤتمر الذي يُعقد في الذكرى 33 لإبرام اتفاق الطائف، في 5 من الشهر المقبل، رداً على محاولات قوى داخلية وخارجية، العمل على تغيير النظام اللبناني، بالانقلاب على هذا الاتفاق. وفيما لا يبدي "حزب الله" وحلفاؤه ارتياحهم للمشاورات السعودية الفرنسية الأميركية بشأن الملف الرئاسي، إلا أنه بات من المسلم به، كما تؤكد أوساط نيابية رفيعة لـ"السياسة"، أن "الحزب وحلفاءه لم يعد بمقدورهم إيصال مرشحهم إلى قصر بعبدا، ما يفتح الأبواب أمام حتمية وصول شخصية توافقية إلى مركز الرئاسة الأولى، وبالتالي استبعاد كل من معوض وباسيل وفرنجية، في مقابل حديث عن أن واشنطن وباريس تحديداً، وإذا استمر تبادل الفيتوات المتبادلة بين المكونات اللبنانية بشان المرشحين المدنيين، لا تمانعان في انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية".وقد لفت العماد عون، الى "أن ما نواجهه اليوم على مختلف المستويات يضعنا أمام تحديات كبيرة، غير أن إيمانَنا بقدسية المهمة التي نقوم بها من أجل وطننا، وثقةَ شعبنا بنا كما المجتمع الدولي، هي الحافز لنا للاستمرار".وفي المواقف الدولية من الملف اللبناني، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ "ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان خبر جيّد".وشدّد ، أنّه على "القيادات اللبنانية العمل لتسوية الموضوع الدستوري ضمن المهل القانونية". وقد التقى البطريرك بشارة الراعي، السفيرة الفرنسية آن غريو التي عرضت لأجواء زيارة وزيرة خارجية فرنسا الأخيرة إلى لبنان ولوضع القطاع التربوي فيه. والتقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا . وتباحث المجتمعون في التطورات السياسية والاقتصادية الاخيرة في البلاد. كما حملها جعجع رسالة الى المجتمع الدولي يناشده من خلالها مواكبة لبنان والعمل على ضمان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، "لمنع البلد من الانزلاق نحو فراغ لا يريده احد، ولا يمكن ان يتحمله اللبنانيون".وكان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، لفت في بيان، إلى أن "ما تحقق على صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية هو نتيجة قرار لبناني يعكس وحدة الموقف الوطني، وحصيلة مفاوضات شاقة وصعبة قادها الفريق اللبناني المفاوض مع الوسيط الأميركي".وأضاف، "لبنان لم يقدم خلال المفاوضات أي تنازلات ولا خضع لأي مساومات أو مقايضات أو "صفقات" أو إرادات دول خارجية".على صعيد آخر، علم أن دمشق قررت تعيين أيمن سوسان، وهو موظف في وزارة الخارجية السورية، سفيراً لدى لبنان، خلفًا لعلي عبدالكريم علي الذي شغل هذا المنصب، منذ انطلاق تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين عام 2009.