السبت 21 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

الشق عود

Time
الثلاثاء 07 سبتمبر 2021
View
5
السياسة
طلال السعيد

كانت القاعدة تقول: "لا تبوق ولا تخاف"، لكن اصبحت القاعدة عندنا معكوسة، فأصبحت "بوق ولا تخاف"، مع الاسف الشديد، لان اكثر من جهة حكومية ينخرها الفساد وتتفق في ما بينها على السرقة بواسطة موظفين فاسدين، والسؤال المهم: كيف يتفق كل هؤلاء على الحرمنة ما لم يكن هناك تنظيم عصابي يشكل اكثر من جهة حكومية، وخصوصا تلك التي تتعلق بجلب العمالة من الخارج؟
مثال ذلك مواطنة غير موجودة في الكويت تعيش في الخارج منذ فترة طويلة، ورغم ذلك تقدمت الى هيئة القوى العاملة مدعية امتلاكها خمسة فنادق، وبمساعدة موظفين فاسدين في الهيئة، ومعها مجموعة من الوافدين الذين هم اس الخراب، استطاعت الغائبة- الحاضرة استخراج 330 تأشيرة دخول الى البلاد دخل منهم 80 عاملا، والبقية على الطريق، الا ان مباحث الاقامة تصدت لهم، واستطاعت كشف التلاعب، فقد حولت الرشوة محل للادوات الصحية الى خمسة فنادق وهمية صرفت لهم 330 تأشيرة!
لا اعتقد ان هذه هي النهاية فما لم يكتشف اكثر بكثير مما تم اكتشافه، وللعلم لا تزال مباحث الاقامة الحصن الحصين، والخوف من ان يدخلها الفساد، كما دخل دوائر حكومية اخرى، لكن من فضل الله فان الوافدين فيها قلة قليلة، وحتى اليوم أياديهم مغلولة، أما الهيئة العامة للقوى العاملة فهي بؤرة الفساد، وكلما تغيرت تبعيتها زاد فسادها، إلا من رحم ربي من موظفيها!
هذا الخبر نبعثه هدية الى سمو رئيس مجلس الوزراء بمناسبة عقد مؤتمر الكويت الذي شرق به وغرب، ولم يشخص المرض، ولم يترك "كبار" المسؤولين يتحدثون عن خططهم ليحملهم المسؤولية، وفضل ان يواجه نيابة عنهم، ولا طبنا ولا غدا الشر.
ولعلم سمو الرئيس ان تحويل محل ادوات صحية الى خمسة فنادق على الورق هو اسهل عمليات التزوير، فهل غير مؤتمر الكويت شيئا، ولا اتصور ان هناك جدية في مواجهة الفساد، فالواقع يقول: ان الشق عود... زين.

[email protected]
آخر الأخبار