الخرطوم، عواصم- وكالات: لليوم الثاني على التوالي، التزمت أمس، نسبة كبيرة من عمال وموظفي المؤسسات الحكومية والخاصة في السودان، بالإضراب العام، الذي دعت اليه قوى إعلان الحرية والتغيير المعارضة، لمدة يومين، مستهدفة زيادة الضغط على المجلس العسكري الانتقالي لتسليم السلطة إلى المدنيين.وحسب مصادر متعددة، شهدت شوارع رئيسية بالعاصمة الخرطوم، شللاً شبه تام، نتيجة إغلاق المحلات التجارية، والتوقف عن العمل في عدد من القطاعات العامة والخاصة، منها قطاع الطيران والتعليم والصحة والقانون، والمياه والكهرباء، والنفط والغاز، والمصانع، وسكك الحديد، والنقل البحري، والنقل العام، والقطاعات المهنية.وانتظر مئات المسافرين خارج محطة الحافلات الرئيسة التي تنقل الركاب بين العاصمة الخرطوم ومناطق البلاد الأخرى، جراء إضراب موظفي المحطة، وعلقت شركات الطيران السودانية "بدر" و"تاركو" و"نوفا" رحلاتها لليوم الثاني على التوالي، ولم يصدر عدد من الصحف، بسبب إضراب فنيي المطابع، كما شارك في الاضراب، العاملون في الميناء الرئيسي على البحر الأحمر، والعاملون في القطاع الصحي، ووكلاء النيابة والمحامون، كما تم اغلاق بنك السودان المركزي بكافة فروعه، وتظاهر مجموعة من موظفي البنك وبعض المصارف التجارية أمام مقر أحد فروعه في العاصمة الخرطوم تضامنا مع زملاء لهم يقولون إن قوات أمنية أجبرتهم على كسر الإضراب الذي ينفذونه. وقال مصدر معارض إنه إن لم يحقق الإضراب أهدافه، فستلجأ قوى الحرية والتغيير إلى خطوات تصعيدية أخرى قد تصل إلى العصيان المدني، في الوقت الذي أبدت فيه استعدادها لخوض مفاوضات جديدة تستند إلى ما تحقق سابقاً.وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير إن الإضراب والعصيان المدني "عمل مقاوم سلمي لا مفر من استخدامه، لتقويم مسار الثورة واستكماله".
من جانبه، قال المتحدث باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين الكباشي، إن المناقشات مستمرة على مستوى منخفض في محاولة للتوصل إلى اتفاق، ولن يكون هناك أي تراجع عما تم الاتفاق عليه بالفعل.وأضاف كباشي، إن "المسافة قريبة للتوصل لاتفاق"، مشيرا إلى قيام "لجنة سياسية بين الطرفين بتقريب وجهات النظر".في سياق آخر، قال نائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان إنه تلقى ست رسائل من رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان حميدتي، تطلب منه الخروج من السودان، مضيفا أنه رفض كل هذه الرسائل أو الأوامر، ولم يصدر أي تعليق من الجهات التي أشار إليها عرمان في رسالته.على صعيد آخر، جدد الاتحاد الأفريقي رفضه للانقلاب العسكري، مشددا على الحاجة العاجلة لحل سريع للأزمة الراهنة واحترام إرادة الشعب السوداني.