الشمري لـ"السياسة": زرعنا 3000 سدرة في "بر عريفجان" خلال خمسة أعوام
ناشط زراعي يسعى لتحويل الصحراء إلى جنة خضراء وغرس 10 آلاف شجرة إضافية
عبدالناصر الاسلمي
دعا الناشط الزراعي وصاحب مبادرة محمية السدرة عبيد الشمري إلى إنشاء أنواع مختلفة من المحميات الزراعية، وذلك من منطلق الحرص على مبادرات التخضير في البلاد، مشيرا إلى مبادرته لزراعة آلاف الغرس من شجرة السدرة في بر عريفجان، بمساعدة المتطوعين والمهتمين بالتخضير.
وقال الشمري، في لقاء مع "السياسة"، إنه بعد أن استكمل ورفاقه زراعة ثلاثة آلاف شجرة سدرة في الصحراء، مؤكداً أنَّ التوسع في زراعة أشجار السدر بالكويت، إضافة إلى كونه يأتي في سياق الحرص على سياسة التخضير؛ له فوائد اقتصادية، لما يحققه من مردود يعود بالنفع على البلاد، موضحا أن المبادرة انطلقت في بر عريفجان بزراعة 450 سدرة قبل 5 سنين، وأنه توسع بالزراعة شيئاً فشيئاً، حتى كبرت المحمية الصحراوية باحتوائها اليوم على أكثرمن 3 آلاف شجرة سدرة، بمشاركة مجتمعية جسَّدت الروح الوطنية والعمل الجماعي.
وأعرب عن الأمل في مساهمة كل أفراد المجتمع والمؤسسات الخاصة والعامة في مثل هذه المبادرات التطوعية الزراعية لتعم الفائدة على الجميع، مبيناً أن المبادرة تهدف إلى زراعة 10 آلاف سدرة في المرحلة المقبلة حيث يمكن من خلالها إنتاج عسل سدر كويتي وثمار النبق، وإليكم تفاصيل الحوار:
- ضرورة التعاون لإنشاء محميات زراعية متنوعة من منطلق الحرص على مبادرات التخضير في البلاد
- مبادرة مشروع المحمية بدأت بـ450 سدرة فأثمرت مشاركة مجتمعية كبيرة جسّدت الروح الوطنية والعمل الجماعي
حدثنا عن عملك في المحمية؟
أشكركم بداية على هذا اللقاء، ونشكر جريدة "السياسة" على اهتمامها بالمواضيع الزراعية والبيئية، ونحن في الحقيقة سعينا لتنفيذ اول محمية خاصة في اشجار السدر للوصول الى 6000 سدرة، حيث كانت انطلاقتنا في 2018 عبر غرس 450 سدرة، بعدها في 2022 انطلقنا الى 600 سدرة، وبلغنا العدد 1000 سدرة في سنة 2022، وفي نفس السنة نفذنا حملة زراعة 2000 سدرة، وبعدها استكملنا المشروع فوصلنا في حملة الزراعة الاخيرة وكانت في شهر فبراير الماضي إلى نحو 3000 سدرة، ولله الحمد، واليوم نتكلم عن غرس 6000 سدرة.
من أين بدأت الفكرة وكيف استلهمتها؟
أنا هاو ومحب للزراعة منذ الصغر، وطموحي ان يكون عندنا شيء ملموس في الزراعة، وهذا نتيجة لتشجيع والدي لي في الطفولة، فقد كان يمتلك مزرعة، كما أني كنت مهتما بالزراعة خلال مرحلة الدراسة، لذا نمت عندي محبة الزراعة، وفكرت بأن أفعل شيئا مميزا، فكان الاهتمام بكل ما يفيد الزراعة، وأردت فعل شيء كبير، وكانت الفكرة بداية في منطقة عريفجان وفي محافظة الاحمدي.
هل واجهت صعوبة ما في عملك الزراعي؟
الصعوبات لا بد أن تواجه كل مشروع، وكانت هناك بعض العراقيل، والحمد لله تجاوزناها بفضله سبحانه وتعالى، ثم بفضل الاخوان الذين استشرناهم وساعدوني، فليس سهلا أن تحفر وتجهز مكاناً لزراعة 450 سدرة، ولا سيما أنها منطقة صحراوية، وتحتاج لأمور كثيرة، وعلى رأسها عملية الري وسقي الاشجار، ولا بد من القول إن البداية كانت صعبة جدا، لكن بالصبر والإصرار نصنع ما نريد.
كيف تجاوزتم تلك المرحلة وماذا عن الدعم؟
تعلمنا من الاخطاء السابقة في مراحل الغرس الأولى، وتلافيناها لاحقا، أما بالنسبة للدعم فللأمانة هناك تقصير من بعض الجهات الحكومية في الدعم والاهتمام بالناشطين البيئيين والزراعيين او محبي الزراعة، وكذلك بعض الجهات البيئية، ويجب الاعتراف بأن هناك تقصيرا كبيرا، وبالنسبة للاهتمام من بعض الجهات الحكومية التي لها علاقة بالزراعة أو غيرها التي يمكن أن يكون لها علاقة بمثل هذه المبادرة، فقد حاولنا التواصل معهم، لكن عندما تطلب الدعم يقولون ان هناك ترشيدا في الاستهلاك، وأن هناك امورا إدارية مالية تمنعهم كضوابط وشروط الهيئات الحكومية بصورة عامة.
هل هناك موانع لصرف الدعم للأشخاص؟
البعض يقول ان القوانين لا توفر المساعدة للاشخاص حتى يكونوا ضمن جهة تابعة للحكومة بصورة عامة، وبالقوانين توفير المساعدة للاشخاص اذا ما يكون تابعا للدولة بصورة عامة، واذا لم يكن عنده سند قوي يساعده فقد لا تتحلحل بعض الموانع.
هل طلبتم الدعم من غير الجهات الحكومية؟
طالبنا عددا من الجهات الخاصة وجمعيات النفع العام وبعض الجمعيات التعاونية بعد أخذ موافقة وزارة الشؤون، حيث تكلمنا معهم عن ذهاب نسبة %24 من الأرباح الى التخضير، ونتمنى الدعم طبعاً، فهناك كثير من النشطاء نفذوا محميات ودفعوا من مالهم الخاص، وكذلك نطالب بالدعم المعنوي واللوجستي، فنحن نحتاج معدات واشجارا وشبكات ري.. وتكلفتها عالية، وتكون عائقا للعمل الشخصي، خاصة في مجال الزراعة، فتكلفة ري 6000 سدرة عالية.
كيف تواجه تلك الصعوبات؟
أنشأت 11 خزانا لسقي 6000 سدرة، وهذا الأمر يحتاج لنقل الماء وشبات الري الذي يكون عبر الدعم، إذ إن الفرق الزراعية تهدف للتعاون واصلاح الاراضي، وهناك فرق تطوعيه اتجهت للتخضير والزراعة، وكل هذا يحتاج الى المتابعة، ونحن نرى استصلاح وتخضير الأراضي يسير وفق ما هو مطلوب ولو بشكل اقل سرعة، حيث نتمنى ان تعم هذه الانشطة التخضيرية المناطق البرية في جنوب الكويت وشمالها وفي اماكن مسموح الزراعة بها، لأن المستقبل يعني التعمير والتخضير، حيث نطمح في الوصول الى جميع محافظات الكويت ونجعلها منتزهات ومحميات طبيعية تكون متنفسا للناس في المستقبل، وتكون فيها مشاريع مستقبلية جميلة.
ماذا تستفيد من زراعة السدر؟
هناك من يقول ان زراعة السدر ليس لها فائدة، لكن السدرة شجرة مباركة مذكورة في القرآن اربع مرات، وفيها أكثر من 100 فائدة، منها زيت السدر، والحناء المستخلص من أوراقها، فضلا عن ذلك دخولها في صناعة الصابون والشامبو، وبعض المنتجات التجميلية، هذا غير ثمر الكنار الذي يمكن أن يشكل دخلا اقتصاديا للدولة، فضلا عن مزارع عسل السدر العسل، ويكون المكان جميلا للنحالين ويحدث تنافس بينهم، وسأكشف عن معلومة وهي أن افضل عسل حالياً في الكويت ومعروف عندنا ونتميز به هو عسل السدر الشجرة المباركة، كما أن لها 100 فائدة في العلاجات حتى الامراض السرطانية فالكنار او النبق الاسم العلمي لثمر السدر له فوائد كثيرة ومتعددة.
كم هي تكلفة زراعة وتنفيذ المحميات عامة والتي تضم آلاف الشجر؟
التكلفة العامة تفوق 30 ألف دينار، فأنت تحتاج لشبكات ري، فضلا عن المعدات والعمال وسقي الماء، لكن بعد سنوات بإذن الله سنرى البر محمية وطنية للسدر، ومحمية كبيرة على مستوى 50,000 م2 حيث نهدف للوصول الى هذا الرقم فضلا عن ذلك فإن التخضير يساهم في تخفيف درجات الحرارة العالية فالهمة والدعم سيجعلان من البلد مسطحات خضرا جميلة في كل مكان ليس في البر فقط بل حتى بين الشوراع وحول البيوت وبين الارصفة حتى نوصلها الى فوق السطوح وعلى الجسور.
هل تطالبون بسن قوانين لحماية التشجير والتخضير؟
نطالب بقانون يحفظ الاشجار وعدم قلعها، خاصة الاشجار المعمرة في عدد من الاماكن، وقانون يمنع قطع الاشجار وقانون يمنع احتطاب الاشجار، كما أننا نعاني من موضوع الرعي الجائر بسبب اهمال بعض اهل الحلال.
ماذا عن عملكم الحالي في التخضير؟
وصلنا الى المناطق الداخلية مثل منطقة المسايل وبدأنا بزراعة الدوار وبين الارصفة، وإن شاء الله في شهر10 القادم ستكون هناك حملات جديدة للتخضير.