الشهادة العلمية والقيادة

بوضوح

لا شك أن الشهادة العلمية قيمة ضرورية مضافة، ومؤشر على ثقافة المجتمع وتطوره تعليمياً، وكلما زاد عدد الحاصلين على الشهادات المتخصصة، سواء أكانت علمية أم طبية، فإن ذلك يضيف للدولة مخرجات لدعم المجتمع، ومن جميع النواحي.
لكن لا بد من التأكيد أن ليس كل من حصل على شهادة عليا قد يصلح أن يكون وزيراً، أو لقيادة مؤسسة أو هيئة حكومية، الا إذا ما كان قد مارس العمل الإداري والميداني لفترات طويلة، تؤهله الى اتخاذ القرار وفق المعطيات والحاجة لاتخاذه القرار المناسب.
مع احترامي لكل من يحمل شهادة عليا، ولكي يصلح لقيادة مسؤولية كبيرة، لا سيما ان عندنا الكثير من التجارب، وفي هذا لا نقلل من قيمة أحد، لكن هذا الواقع الذي شهدناه خلال السنوات الماضية، خصوصا في فشل إدارة بعض الوزارات، أو المؤسسات العامة.
نحن نحتاج إلى نموذج من قيادة عندها القدرة على وضع الخطط والستراتيجيات، تشاركها فرق عمل متخصصة، تكون قادرة على تنفيذ الرؤية العامة للدولة، لأن ما يحصل هو أن أغلب مؤسسات الدولة تعثرت وتأخرت في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة العمل، نتيجة الاختيارات غير الموفقة.
لا وقت للانتظار، ولسنا بحاجة إلى التجارب، والتراجع، فقد مللنا.
القيادة ملكة وقدرة على تغيير مسارات التحديث والتغيير، والشواهد كثيرة عن دول نجحت في ذلك، والتاريخ مليء بهذه النماذج التي غيرت شكل تلك الدول.
نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها بقيادة صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده حفظهما الله ورعاهما.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار.

لواء م. فيصل الجزاف