الجمعة 20 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الشيء من معدنه لا يستغرب

Time
الثلاثاء 02 مايو 2023
View
13
السياسة
الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

"إن السلام يمكن تحقيقه فقط من خلال التفاهم والمشاركة الفعالة، ومملكة البحرين تدرك أهمية تهيئة بيئة معززة للسلام من خلال تمكين الأفراد والمجتمعات من الشعور بالرضا حيال أنفسهم، ومن خلال التفاهم نستطيع تحطيم المفاهيم والافتراضات الخاطئة".
هذه الكلمات القوية أطلقها الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته التي ألقاها فى لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية مبعوثًا من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك على هامش مؤتمر "إعلان مملكة البحرين" في سبتمبر عام 2017، الذي يُعد بمثابة الوثيقة التأسيسية لـ"مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي".
هذه الكلمات لخصت توجه المملكة نحو عالم يعمه الأمن والسلام، وهذا ليس غريبًا عن المملكة العريقة التي تضم على أرضها الطيبة مختلف الأديان، من مسلمين ومسيحيين ويهود، وهندوس وسيخ، وبوذيين، فيها العديد من دور العبادة لهم جميعًا، وهذا شأن المجتمعات التي تضرب جذور حضارتها في أعماق التاريخ.
وقد أعقب هذا الإعلان التاريخي مبادرات هي ثمرة جهود الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثلًا عن الملك للأعمال الإنسانية، وشؤون الشباب، وبصفته رئيسًا لمجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الخيرية.
ونذكر من هذه المبادرات، على سبيل المثال، وليس الحصر، تدشين "كرسي جلالة الملك للحوار بين الأديان والتعايش السلمي" فى جامعة "لا سابينزا" الإيطالية العريقة في روما، وبرنامج "الإيمان بالقيادة" في المملكة المتحدة بالتعاون مع جامعتي "كامبريدج" و"اكسفورد"، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث لرصد ومكافحة معاداة السامية. كذلك تدشين "وسام الملك حمد للتعايش السلمي"، وهو الوسام الرفيع الذي يُمنح بشكل استثنائي لتكريم المنظمات والشخصيات العالمية الداعمة للسلام والقيم الإنسانية.
وفي نوفمبر 2022 نظمت المملكة العريقة "ملتقى البحرين للحوار" حيث اجتمعت فيه نخبة مميزة من المفكرين ورموز وممثلي الأديان حول العالم، وكان تفعيلًا لمنهج الملك حمد بن عيسى آل خليفة في حتمية التعايش والتقارب بين جميع الأديان والطوائف.
واستكمالًا للجهود العظيمة التي يبذلها "مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمى" فقد تم إطلاق "إعلان مملكة البحرين" فى القاهرة في أبريل الماضي لتكون جمهورية مصر العربية أول دولة عربية وأفريقية يتم إطلاق هذه الوثيقة التأسيسة منها، وذلك نظرًا للروابط القوية التي تتميز بها العلاقات بين مملكة البحرين وشقيقتها جمهورية مصر العربية، ولما تمثله مصر من ثقل تاريخي وحضاري، ونموذج للتعايش السلمي على أرضها منذ مئات السنين.
هذه الجهود العظيمة هي ترجمة حقيقية وواقعية لتاريخ مملكة البحرين المجيد، وكما تقول الحكمة الشهيرة: "الشيء من معدنه لا يُستغرب"، فإن ما تقوم به مملكة البحرين الشقيقة في التقريب بين الشعوب، وإرساء قواعد السلام العالمي، جعلها محط أنظار الجميع، واحد أهم مراكز صنع السلام في العالم في وقت عصيب تتفنن فيه بعض الدول، للأسف، في صناعة الحروب وإثارة الفتن، وتأجيج مشاعر الكراهية نحو الآخر.
ما تؤديه مملكة السلام (البحرين الشقيقة)، هو عودة للأصول الأولى للرسالات السماوية، وأهدافها السامية بعمارة الأرض، ولن يتحقق ذلك إلا بالتسامح والتعايش، ورقي المنهج ونشر الوعي السليم، وبخاصة بين الشباب. وفي الختام لا أجد كلمات تعبر عن حقيقة مشاعر الشكر والتقدير والاحترام للملك حمد بن عيسى آل خليفة، وممثله للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة، سدد على طريق الحق والصواب خطاهما، ولكل القيمين على إدارة "مركز الملك حمد العالمى للحوار بين الأديان والتعايش السلمى"، وللشعب البحريني الشقيق، ونسأل الله، جل وعلا، أن يملأ الأرض علينا بالخير والأمن والسلام والمسرات، وأن يجنبنا الشرور والفتن، وأن يوفق كل دعاة المحبة والسلام في نهجهم وأن يذلل عقباتهم، وأن يرزقهم النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة...اللهم آمين.

كاتبة كويتية
آخر الأخبار