الأربعاء 02 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

الشيخ سعود!

Time
الأحد 16 يوليو 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد


الله يرحم الشيخ سعود الناصر الصباح، أحد أبرز ابطال تحرير الكويت، حين كان سفيرا في الولايات المتحدة، بعاصمة القرار العالمي، خلال الاحتلال، وبعد التحرير، أصبح وزيرا في اول حكومة بعد التحرير.
لم يكن وزيرا عاديا يمر مرور الكرام، بل كان بطلا شجاعا حريصا على الكويت وأهلها، لا يخاف بالحق لومة لائم، فهو صاحب الاعلان المشهور، حين اعلن في مجلس الامة، وعلى رؤوس الاشهاد، ومن دون خوف ولا تردد، وبأعلى الصوت ان الكويت مختطفة من الاحزاب المتأسلمة، ومن تنظيم الاخوان المسلمين بالذات.
وطالب بتحريرها ليعلق الجرس، وينذر ولاة الامر، بل وينذر الكويت كلها من الخطر المقبل، ويحذر من "الربيع العربي" سيئ الذكر قبل وقوعه بسنوات.
ويقدم الدليل والبرهان الدامغ على صحة كلامه، بحيث لم يستطع احد من قياداتهم الرد عليه، الا انهم استغلوا نفوذهم في الشارع الكويتي في ذلك الوقت، واقاموا الدنيا ولم يقعدوها، من اجل اقصائه عن الوزارة!
فشلوا هم، ونجح المرحوم الشيخ سعود بتحذيره، وتخلصت الحكومة من سيطرتهم، واقصت وزراءهم، وحجمت نفوذهم، وخلال فترة قصيرة تمت استعادة الكويت من خاطفيها، فكان الشيخ سعود الناصر، رحمه الله، بطل تحرير الكويت مرتين مرة من الاحتلال العراقي واخرى من الاحزاب المتأسلمة.
هذه حقيقة تاريخية لا يستطيع احد انكارها، فالشواهد لا تزال موجودة، سواء في مضابط مجلس الامة، او في ارشيف كل الجرائد الكويتية، او بالفيديوهات المحفوظة، والتي لا يستطيع احد انكار صحتها!
حين نسرد هذا السرد التاريخي، ونورد هذه الحقائق الموثقة، لا نوردها للتسلية، لكن من اجل ان يعتبر المواطن والمسؤول، فالكويت حاليا تتعرض لاختطاف من نوع جديد، ابطاله الاشقاء المستشارون الوافدون وتابعوهم المنتشرون على كل خارطة الكويت، الذين اختطفوا القرار في الكويت، ليصبح قرارهم، ولصالح بقائهم، وسيطرتهم على حساب الشعب الكويتي.
فقد نجحوا في تسخير كل امكانات الدولة لخدمتهم، واقصوا الكويتي اقصاء تاما، وسيطروا على مفاصل الدولة بشكل مرعب.
نعم، فالكويت مختطفة، وهذا الشعور يشعر به كل كويتي، قلبه على وطنه، ويشعر بالغربة وهو في بلاده! فهل يملك احد من الوزراء الحاليين جرأة وشجاعة المرحوم سعود الناصر ليعلن بالصوت العالي ضرورة تحرير الكويت من خاطفيها، ويبدأ التحرك الحازم والسريع لاستعادة الكويت، قبل ان يستفحل الامر ويتحول الاختطاف امرا واقعا، لا يمكن الخلاص منه، اذا استمر السكوت الحالي؟
كلنا نشعر بالخطر المحدق بنا، ونخاف على وطننا، لكن لسنا اصحاب قرار، الا ان الواجب يفرض علينا تنبيه اصحاب القرار قبل "وقوع الفاس بالراس"، عسى ولعل ان ينقذنا الله سبحانه، فيظهر من بينهم سعود الناصر الجديد، ليصبح بطل مرحلة التحرير الثالثة... زين.
آخر الأخبار