الشيخ طلال الفهد سليل الفهود القادة

سطام أحمد الجارالله

الشيخ طلال الفهد ليس غريبا عن المجال الرياضي، وانتخابه رئيسا للمجلس الاولمبي الاسيوي هو نوع من التكريم للرياضة الكويتية التي عانت في السنوات الاخيرة الكثير من المشكلات، لكن كانت هناك قناعة انها ستعود بخير لما يتمتع به الرجل من حكمة وروح رياضية، وقدرة على مواجهة الصعاب في سبيل المجد للكويت والرياضة المحلية والاسيوية.
فمن تابع اداء الشيخ طلال في مناصب عدة تولاها سابقاً أبرزها رئاسة اللجنة الأولمبية الكويتية واتحاد كرة القدم، يدرك ان السنوات العجاف للرياضة الكويتية قد انتهت، وبدأت السنوات السمان، فهذا الرجل هو قائد وليس موظفاً، وهو يدرك المشكلات التي تعانيها الرياضة الاسيوية، وكذلك الكويتية، وله القدرة على تطويعها وجعلها فرصا للنهوض اكثر بالاتحاد الاولمبي الاسيوي، ولهذا كان برنامجه واضحا، وانه سيركز على الحوكمة الجيدة، والاستدامة المالية، وبرامج تطوير للرياضات والرياضيين، ووعده بتجديد الاتفاق الديبلوماسي مع السلطات الكويتية، فضلاً عن برامج التعليم وألعاب آسيوية بجودة مرتفعة.
صحيح ان الوعكة الصحية التي مر بها الشيخ طلال الفهد كانت بنظر البعض عائقا عن استكمال مسيرته، لكنها في الحقيقة كانت نوعا من الاستراحة، اذ رغم الالم كان هذا الرجل على اطلاع تام بأحوال الرياضة الكويتية، والاسيوية، وكانت له بعض المحطات التي اضاءت، رغم المواجع، الامل بنظر من يعرفون التأثير الكبير للشيخ طلال الفهد على الرياضة المحلية والاقليمية، وكذلك دورها في تدعيم اركان الرياضات كافة التي يرى فيها انها رسالة كويتية للعالم على ما يمكن ان يقدمه ابطال الكويت في المحافل الدولية.
صدق الشيخ طلال الفهد بقوله عقب فوزه: "أنا قادم من بيت ومدرسة رياضية تعود إلى ستين سنة. والدي كان أحد مؤسسي المجلس الأولمبي الآسيوي. شقيقي كان قائدا ورئيس المجلس بدعمكم. سأتبعهم. أعدكم بأنه بعد ساعة من الآن سأوحّد آسيا مجدداً، ولا شيء سيهدّد الألعاب أو موظفي المجلس. أعدكم بأنكم لن تروا هذا المشهد مجدداً، ولن تقفلوا الباب أمام أي شخص من آسيا. أبوابنا ستكون مفتوحة دوماً"، فالقائد يعمل على جمع الشمل، وتوحيد الرؤى، وجعل الازمات فرصا في طريق تطوير المؤسسة التي يتولاها، فكيف اذا كان هذا الشخص من مدرسة رياضية عريقة عمرها 60 عاما؟
مبروك للكويت تولي الشيخ طلال الفهد رئاسة المجلس الاولمبي الاسيوي، فهذا الشبل من ذاك الفهد، وللفهود ايقاعها ونمط قيادتها، ولا شك ان الفهد سيعمل على جعل الاتحاد كله فهودا في المواجهات امام الاتحادات الاقليمية والدولية.

[email protected]