انتصار العلي: نشر السلام في العالم العربي من خلال تمكين مليون امرأة نظم مكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى الكويت الدكتور طارق الشيخ أول من أمس، بالتعاون مع مؤسسة "انتصار" الكويتية المعنية بالنساء المتضررات من الحروب ندوة افتراضية "عن بعد" تناولت تأثير برامج الدعم النفسي في مساعدة المرأة العربية على التخلص من صدمات الحروب وآثارها.وذكر بيان صادر عن المكتب الأممي أن الندوة جاءت بمناسبة اليوم العالمي للاجئين تحت شعار "النساء والحرب والصحة العقلية والسعي إلى السلام"، وكانت مفتوحة أمام جميع المهتمين من مختلف فئات المجتمع والقطاعات الخاصة والمنظمات غير الحكومية وجهات التنظيم الخــيرية وعــنيت بـتقديم العلاج الدرامي وشرح دوره باعتباره أحد أكثر برامج الدعم النفسي تأثيرا في مساعدة المرأة العربية على الشفاء من صدمات الحروب واكتساب القوة.من جانبه، رحب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور طارق الشيخ في كلمته خلال الندوة بتبني "النهج الفريد والمبتكر" لمؤسسة "انتصار" في إطار بعثة الأمم المتحدة لإحلال السلام بالعالم العربي عبر دعم مختلف أساليب تحقيق السلام وحفظه، لاسيما مساعدة النساء المتضررات من الحرب في تحسين وضعهن المعيشي من خلال إطلاق مبادرة "مليون امرأة عربية".وقال الشيخ: إن هذه المبادرة التي تمتد لـ 20 عاما من شأنها التخفيف من صدمات الحرب لدى مليون امرأة عربية باستخدام العلاج النفسي بالدراما في حين تتناغم مثل هذه المبادرات بشكل مثالي مع تفويض الأمم المتحدة لحفظ السلام من حيث مساعدة البلدان على اجتياز المسار الشائك من الصراع إلى السلام.وذكر أن الأمم المتحدة تؤمن بأن حافظات السلام الإناث يحسن الأداء العام لعمليات حفظ السلام.
من جانبها، قالت رئيسة مؤسسة "انتصار" الشيخة انتصار سالم العلي في كلمة مماثلة: إن المؤسسة قطعت شوطا كبيرا في سبيل إعادة تأهيل عدد كبير من النساء المتضررات من الحروب وتم تخريج دفعتين من المتدربات أخيرا في الأردن إضافة إلى تخريج عدد كبير من الدفعات المتدربة في لبنان ما يصب في اتجاه الهدف الأكبر وهو إعادة تأهيل مليون امرأة عربية عانت جراء الحروب أسريا وجسديا ونفسيا.وأضافت الشيخة انتصار العلي أن المؤسسة تستهدف نشر السلام في العالم العربي وأن مئات الخريجات هن الآن مدربات للنساء المتضررات في الحروب ويحملن رسائل سلام للعالم العربي مؤكدة أنهن أصبحن صانعات سلام في المجتمعات العربية.وأوضحت بأن هذه الندوة المشتركة مع الأمم المتحدة ركزت على ما تعكسه النزاعات على الصحة العقلية للنساء العربيات وما تحمله من عواقب أكبر على العائلات والمجتمعات المحيطة بها.من ناحيته، أعرب رئيس مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى البلاد الدكتور سامر حدادين خلال مداخلته عن الشكر والتقدير للكويت بقيادة "قائد العمل الإنساني" سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على مساهماتها الإنسانية والخيرية.وقال إنه "إلى جانب مساهماتها بإغاثة ملايين اللاجئين والنازحين بالتعاون والتنسيق مع المفوضية في دول كثيرة منذ عام 2013 وحتى اليوم بقيمة تقدر بحوالي 430 مليون دولار فإن الكويت تعد عضوا بارزا وفاعلا في نادي كبار المانحين للمفوضية وهي ليست شريكا ستراتيجيا فحسب وإنما مثال دولي يحتذى".وذكر أن الكويت سباقة إلى حشد الدعم وإيجاد ستراتيجيات تنسيقية مبتكرة من خلال مؤتمرات واجتماعات كبار المانحين لسورية والعراق التي كانت من المنظمين والمضيفين لها بجانب استضافتها لمشاورات السلام اليمنية.بدوره، أشاد المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مناطق آسيا والمحيط الهادئ محمد الناصري في كلمة مماثلة بجهود مؤسسة "انتصار" وما تقوم به من برامج ومبادرات لتمكين ودعم المرأة العربية، مستعرضا التجارب الناجحة التي قادتها المرأة في العديد من الدول لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد.من جهتها، أشارت كبيرة الباحثين في مؤسسة "انتصار" اختصاصية علم النفس السياسي الدكتورة لينا كريدي خلال مداخلتها الى أهمية تكثيف إجراء البحوث للحصول على نتائج مفيدة وعملية يمكن أن تساعد الممارسين والمتخصصين باستخدام العلاج بالدراما، مستعرضة المشاريع البحثية المستقبلية التي ستقوم بها مؤسسة انتصار.ولفتت إلى أن العلاج بالدراما يساعد في تحفيز المواقف والسلوك المتعاطف، مشيرة الى أن دراسة بحثية أجرتها أخيرا على المتضررات من الحروب واللاجئين في كل من الأردن ولبنان أظهرت أن 78 في المئة من المشاركين شهدوا زيادة في تقدير الذات كما شهد 68 في المئة من المشاركين انخفاضا في اضطراب ما بعد الصدمة و75. 93 في المئة من المشاركين شهدوا انخفاضا في الاكتئاب.