الشُوَيْعرُ المُطَبِّلُ

د. خالد عايد الجنفاوي

الشويعر المُطَبِّل في هذه المقالة هو الرجل الضعيف و الرَّدِيء في شعره، خصوصا من لا يعتبره من يجيدون كتابة الشعر منهم، لا سيما ذلك الشخص طَلْق اللّسَان الى حَدٍّ ما. بالذات من يتزلّف الى أصحاب المال والنفوذ طمعًا في أموالهم وتأييدهم، ومن يستطيعون إِجزال الدفع له بهدف تضخيمهم، نفسيًّا، واجتماعيًّا، وأحيانًا سياسيًّا، عبر فبركة صور شعرية خيالية وركيكة المعاني عن سماتهم الشخصية المتخيّلة. والشويعر المتملّق مثلٌ سيئ للشعر في تاريخه العظيم وأنواعه وأشكاله وبحوره، ويتّبعه الذين يأخذون بتخيلاته المبالغة، وبتطبيله المفرط، ويصفّقون له في مدحه المدفوع الثمن.
ومن بعض الصفات البارزة للشويعر المطبّل، وفقًا لما لاحظته شخصيًّا، ما يلي:
-شديد الجهل: يتّصف الشويعر المطبّل بجهله الملاحظ، وتخريبه الأحمق للذوق العام في المجتمع، بسبب كونه جاهلاً بأساليب شعر المدح التقليدي، وستراه يخبط خبط عشواء في مقاطع الشعر وبحوره، وكثير من شعره الضعيف يشابه خواطر نرجسية مرسلة، وهي ليست من الشعر الحقيقي بشيء، ويغلب على هذا النفر المرتزق الفشل الدراسي، وتدني مستوى الفهم.
-ذليل النفس: لا يوجد شويعر مطبّل لا يذلّ نفسه من أجل المال، لكن ربما ستجده ذليلاً أيضًا في جوانب أخرى من حياته الضحلة والمزيّفة.
-يقدّس أصحاب المال والنفوذ: بالنسبة للشويعر المطبِّل، يمتلك أصحاب المال والنفوذ حق تقرير مصير حياته، فإذا رضوا عنه اِبتهج، وإذا ابتسموا في وجهه طار من الفرح، وإذا أشاروا إليه بأيديهم أو برؤوسهم تخيّل في عقله المستعبد، والعصابّي، ومتقلّب المزاج أنه حقّق ما لا يستطيع الآخرون تحقيقه.
-أب فاشل: لا يمكن لإنسان متملّق، ومطبّل، ومنافق أن يحوز على قبول أو احترام أبنائه أو بناته بسبب أنه لا يمثل قدوة حسنة لهم.
-شحيح النفس: يغلب على الشويعر المطبّل البخل، وربما ستجده لا يتصدّق على الفقراء والمساكين لأنه يعتقد في عقله المُتَمَعِّج أنهم ينافسونه في رزقه!
- أفَّاك: يميل الشويعر الى كثرة الكذب في مدحه، ولهذا السبب بالذات، فستجد أن أغلب من يشيد به أو يستأجره أشخاص نرجسيون وكاذبون ومنافقون وجهلة ومتسلِّقون ووُصُولِيُّون.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi