الشُّعْلة وزيرُ البلديةِ والمواصلات المُشْتَعِل… تِلكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ

في العمق

في اجتماعنا شبه الأسبوعي، بمنزلي، مع مجموعةٍ من الإعلاميين والإصلاحيين والكفاءات الشبابية بالبلد، كان حوارنا الأخير عن وزيرٍ لهُ مِن اسمه وافر الحظِ والنصيب، إنه فهد الشُّعْلة.
ومن خلال تواصلنا المستمر مع المسؤولين والقيادات في كُلٍّ من وزارتي البلدية والمواصلات التي يقود دفتيهما هذا الوزير (المُشْتعِل) تطهيرا وإصلاحاً، استطعنا أن نَحْصر في الأشهرِ الثلاثةِ الأخيرة فقط عشرة إصلاحات جَوْهَرية وقفزات تَطْوِيريَّة في كُلٍّ من الوزارتيْن.
أولاً: أَوْقَف فوراً التعيينات "الباراشوتية" التي كان معمولاً بها في البلدية، وأنشِئ آلية جديدة لتسكين الوظائف الاشرافية من خِلال لجنة مُخْتصَّة لهذا الغرض.
ثانياً: إطلاقه حملة ضخمة لتنظيف البلد بمشاركة باقي الوزارات، وتطبيقه آلية الثواب والعقاب على موظفي البلدية، فيُثاب الموظف المجتهد بالحملة، ويُعاقب المتكاسل فيها.
ثالثاً: تدشين بلدية الكويت لتطبيق "e-Baladia" للإبلاغ عن المخالفات والشكاوى، ليكون التطبيق من ضمن باقة "سهل" الحكومية. ولا أبالغ أن البلدية بهذا التطبيق الجديد قد ضمّت جميع فئات الشعب والمواطنين للعمل في البلدية، وأصبح كل مواطن خفير، فأي مخالفة يراها المواطن ما عليه سوى أن يُوثِّق حسابه الشخصي بتطبيق "هويتي" ثم يربطه مع تطبيق البلدية ثم يختار نوع الشكوى، ويرفق صورة لها على التطبيق.
رابعاً: انطلاق حملة كبرى من البلدية على أصحاب الشاليهات الذين استولوا على الممرات المؤدية إلى الشريط الساحلي وشواطئ البحر، وفرض هيبة القانون على جميع المتنفذين منهم بلا استثناء.
خامساً: تشكيل وزير البلدية لجنة لمتابعة وتقييم أعمال عقود النظافة بعد تأخر بعض شركات النظافة رواتب العمال، وأكل حقوقهم.
وهذهِ النقطة بالذات، نتمنى من الوزير الشُّعْلة إيقاع أشد العقوبات على الشركات المخالفة، فأكل اموال الناس بالباطل، وقهر الفقراء من أعظم الآثام التي تستوجب التعجيل في نصرة المظلوم، وكف أذاهم عن الضُعفاء.
تلك خمسةٌ في البلدية، وفي وزارةِ المواصلات خمسة أخرى.
سادساً: فقد خفضت وزارة المواصلات بنسبة كبيرة أسعار الانترنت، وألزمت الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (سترا) جميع شركات مزودي الخدمة برفع سرعات الانترنت إلى"400 mbps"، وهذهِ بحد ذاتها تطوّر نوعي للبلد. سابعاً: تحويل ميناء مبارك ميناء ذكيا على غرار تيان جيان، وعن دور الوزير الشعلة، وطاقم مكتبه في تطوير مدينة "الحرير"، والأعمال المتعلقة بميناء مبارك، فهذا يحتاج تفصيلا ومقالة منفصلة، نُرجئه لمقالات مقبلة، كي لا نبخس حقهم في هذهِ العُجالة.
ثامناً: "سحابة المعلومات"، وهي تقنية رقمية هائلة السرعة تحلل مليارات البيانات، ما يُمكِّنُها من تحسين تجربة المستخدم، وتقليص التكاليف، وتحسين جميع التعاملات الرقمية وتقدمها كبرى شركات الانترنت بتقديمها كشركة "أمازون" و"مايكروسوفت"، وقد بدأت الوزارة اخيرا بالعمل على اطلاق سحابة معلومات سيادية للكويت، وانطلاقها سيكون قريبا بإذن الله، ما سيُمكّن الحكومة من إدارة وتخزين بياناتها محلياً، عبر شركة "هواوي"، وقد قطعت شوطاً كبيراً، ولديها فهم متكامل لاحتياجات البلد.
تاسعاً: بأوامر مباشرة من الوزير فهد الشعلة استرجعت الوزارة 15 مليونا و382 ألف دينار من البنوك بعد مرور 14 عاما مِن تأخر تحصيلها، ولا غرابة في هذا التحصيل المفاجئ، ففرض هيبة القانون هي سمة من سمات هذا الوزير الإصلاحي.
عاشراً: حصلت الهيئة العامة للاتصالات على عقد ترخيص يتعلق بكوابل الاتصالات الدولية لتنظيم احتياجات السوق المحلية، والشركات العاملة المرخص لها من الهيئة، ما سيُسهم في زيادة حجم البيانات واتصال الشبكات المحلية بشبكات الانترنت العالمية، وتحقيق سرعات ضوئية للمواطنين.
معاشر السادة القُراء
"الكتلة الشبابية الإصلاحية" التي يرأسها كاتب هذهِ السطور، تشُدُّ على يدِ هذا الوزير الإصلاحي، وفي الوقت نفسه نُوَجه له نداءً عاجلاً أن ينقض على مواطن الفساد والفاسدين في البلدية، ويجْتث منها كُل مُخَلّفات "الحوت النافق" الذي زرعهم في محافظات البلدية، خصوصا في محافظة حولي، حيث نما إلى علمنا وجود موظفين فاسدين مُتْعتُهم اليومية هي تعطيل مصالح المواطنين، ولديهم تعسُّف باستخدام صلاحياتهم الوظيفية ضد كل من ليس من فئتهم.
ونتمنى من الوزير الشُّعْلة أن يُتَوِّج تاريخه الإصلاحي بتطهير البلدية من هذهِ النوعيات التي تسيئ إلى سمعة هذهِ الوزارة المحورِيّة في البلد.
كاتب كويتي

مُحمد يوسف المليفي