الخميس 19 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

الصحة مخترقة...!

Time
الاثنين 07 مايو 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

خبر مؤلم جداً قد يكون مر مرور الكرام على البعض منا من دون أن ينتبه، وقد يكون انتبه له كل صاحب ضمير حيّ يهمه أمر هذه الأرض، وتهمه مصالحها العليا، ويتألم بسبب العبث بالمال العام.
الخبر هو: تم إلقاء القبض على موظف مصري الجنسية يعمل في الصحة في إدارة العلاج بالخارج، ويمنح كتب مرافقة مريض مقابل مبلغ مالي بتزوير تواقيع الدكاترة وأختامهم، فمنذ كم سنة يمارس هذا الوافد التزوير أو عدد من منحهم الإجازات المزورة؟ فلم يعلن الرقم.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تم إلقاء القبض على بنغلاديشي الجنسية بحوزته كيس كبير فيه أدوية مسروقة من صيدلية المستشفى التي يعمل فيها وبتفتيش سكنه، وجدت بحوزته كمية كبيرة من الأدوية غالية الثمن يبيعها في الجليب بسعر مخفض!
السؤال: هل يستطيع هذا البنغلاديشي أو ذاك المصري أن يفعلا ما فعلاه دون مساعدة من أحد؟
الصحة باختصار شديد مخترقة من كل جانب، فلا البنغلاديشي يستطيع سرقة كل هذه الأدوية من دون أن يشعر به أحد فالكمية المضبوطة تقول إنه يمارس السرقة منذ فترة طويلة، فأين الجرد وأين الرقابة وأين الصيادلة عن نقص الأدوية؟
من البديهي أن هناك من الجسد الطبي من المستشفى نفسه من يسهل له الحصول على الأدوية وبالتالي يقبض منه بعد التصريف، فالنزر البسيط من قيمة الأدوية المسروقة للبنغالي، أما الحصة الأكبر فهي لمن يسهل له عملية سرقة الأدوية كصيدلي يعرف ماهي الأدوية المطلوبة في السوق غالية الثمن، فهو لن يسرق دواء الكحة أو الـ"بنادول"، فهو يعرف ماذا يسرق، وهذا بالتأكيد ما يجهله العامل البنغلاديشي!
أما المصري "بتاع" العلاج في الخارج فهو أيضا لا يستطيع منح تلك الشهادات، حتى وإن كانت مزورة، من دون حماية مسؤول يشاركه الغنائم، ويقدم له الدعم، وهذا ما يُؤكد أن الوزارة مخترقة وينخرها الفساد من كل جانب، ولو حصل واستعملت الشدة مع الاثنين لوجدنا إجابات كثيرة لأسئلة معلقة، لكن واضح جداً أن البنغلاديشي سوف يتحمل مسؤولية سرقة الأدوية وحده، و"بتاع" العلاج في الخارج مثله، ويبقى الحرامي الكبير محمياً يبحث عن آخرين يصرفون بضاعته، ويشاركهم بالمدخول، فتلك العصافير الصغيرة لا تعتبر صيداً ثميناً ما لم يقبض على رؤوس الفساد الكبيرة التي اخترقت الوزارة منذ زمن طويل، فمن يصدق أن ليس هناك موظف كويتي يحل محل ذلك الموظف الوافد الذي زور الشهادات، ولو بحثنا عن سر إسناد مهمة إصدار الشهادات إليه لبطل العجب... أليست الوزارة مخترقة...زين؟
آخر الأخبار