الأولى
"الصحة"... يوم "إذلال" الصفوف الأمامية
الاثنين 30 أغسطس 2021
5
السياسة
* نقابة "الصحة": نقف مع الإداريين و"البدون" ونطالب برفع الظلم عنهم* استياء من إلزام العاملين بتوقيع إقرارات بالعمل أسبوعاً واحداً رغم دوامهم 3 شهوركتب ـ رائد يوسف وعبد الرحمن الشمري ومروة البحراوي:لم تعمل وزارة الصحة بمُقتضى الحديث الشريف "اعطوا الأجير حقه..."، وبينما كان يُفترض أن تكرم العاملين في الصفوف الأمامية من الكوادر الطبية والتمريضية والادارية بعد شهور طويلة من مكابدة العناء في مواجهة جائحة عالمية شرسة، تحوَّل مشهد إلزام المستحقين للمكافآت بالتوقيع على اقرارات بشأن عدد أيام الدوام، أمس، إلى "إذلال حقيقي"، بحسب الكثيرين، حيث أجبروا على الوقوف في طوابير لتوقيع الإقرارات، وسط مشاهد الازدحامات الشديدة والتدافع الناجم عن سوء التنظيم، كما استُقبل "حرمان الإداريين"، واستبعاد "البدون" ممن يعملون تحت بند "أجر مقابل عمل" من المكافآت، بموجاتٍ من الغضب والاستياء النيابي والشعبي. أوساط طبيّة وصفت مشاهد الازدحام الشديد لجمع التوقيعات بـ"المذلة"، فيما أعلن أطباء استياءهم من توقيع تعهُّدات على العاملين بالعمل لمدة أسبوع واحد فقط، في حين أن مده العمل الفعلية امتدت لثلاثة شهور متتالية دون اجازات! واستنكرت نقابة العاملين بوزارة الصحة الظلم الواقع على الموظفين الإداريين في صرف المكافآت.وقال رئيس النقابة حسين السبيل في تصريح صحافي:إن العديد من الموظفين الاداريين لم يتم انصافهم في المكافآت، على الرغم من وجودهم في الخطوط الامامية، حيث ظلموا في عدد الايام المسجلة لهم، فيما تفاجأ آخرون أسماءهم ضمن الكشوف.وأضاف: إن الموظفين الاداريين عانوا الامرين في هذه الجائحة، ولم يوفقوا في صرف المكافآت التي يستحقونها، ولم تصرف لهم بدلات العدوى والخطر، علما أنها تصرف للوافدين وكان الاولى أن نصرف للموظفين الاداريين الكويتيين.وأشار السبيل إلى وجود ظلم كبير وقع على الإداريين على بند "الأجر مقابل عمل"، حيث لم تصرف لهم أي مكافآت على الرغم من تواجدهم في الصفوف الأمامية، مطالباً وزارة الصحة بسرعة إعادة النظر في صرف المكافآت للإداريين. كما دعا إلى إلغاء الإقرارات والتعهدات، لاسيما أن الكشوف خضعت للتدقيق جيداً من أكثر من جهة.صرخات المظلومين من البدون والإداريين، الذين حُرموا من المكافآت ومشاهد إذلال المُستحقين سمع صداها في مجلس الأمة، حيث قال النائب د.عبدالكريم الكندري: إن المبالغ المستحقة للصفوف الأمامية مكرمة وليست محلاً لإذلال المواطنين، معتبراً ما يحصل من سوء تنظيم وإلزام مستحقي المكافآت بتوقيع التعهدات واستبعاد البدون منها نكراناً للجميل وطعنة في ظهر الذين كان لهم الفضل في مكافحة الجائحة. وأكد النائب يوسف الغريب أنَّ الطريقة، التي عالجت بها الجهات الحكومية ملف مكافأة الصفوف الأمامية جرد القانون من محتواه وفلسفته التي تهدف لمكافأة من تفانى في عمله أثناء الجائحة، مطالباً الجهات الحكومية بإعادة النظر في آلية تنظيمها وفي الإجراءات والمبالغ المصروفة للمستحقين.وقال الغريب: لا أحد يقبل استبعاد مُستحقين بحجة أنهم غير معينين أو يعملون بأجر مقابل عمل، وكذلك نرفض آلية التوقيع على الإقرارات التي اساءت للقانون، مؤكداً أنَّ مشاهد الزحام من قبل البعض للتوقيع على الإقرارات في عدد من الجهات مرفوض ويعطل مرافق حيوية ويعطي انطباعات غير صحيحة.ودعا الغريب مجلس الوزراء إلى استحداث آلية للصرف دون تعقيدات بيروقراطية أو تحميل المستحقين عناءً إضافياً. بدوره، أكد النائب أحمد الحمد أنَّ حرمان غير محددي الجنسية من التكريم ومن حقهم في مكافآت الصفوف الأمامية لا يُمكن تبريره بأي صورة، مؤكداً أن المبرر الواهي الذي قدَّمته الوزارة بحصر المكافآت والتكريم على الموظفين واستثناء المتعاقدين ليس مقبولاً بالمرة ويجب ألا يمر، مُشدداً على أن ما حدث ويحدث من تمييز بحقهم ينعكس بشكل سلبي كبير على المستوى الوطني والاجتماعي والسياسي والإنساني.