الخميس 05 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

الصدر اعتزل... والعراق إلى المجهول

Time
الاثنين 29 أغسطس 2022
View
5
السياسة
بغداد، عواصم - وكالات: خطا العراق، أمس، خطوة جديدة نحو المجهول، وسط تحذيرات من فوضى عارمة وخروج الأمور عن السيطرة، بينما تشابكت مشاهد اقتحام المتظاهرين الغاضبين القصر الجمهوري وحصار المقرات الحكومية بغداد التي خضعت لحظر تجوال كامل، وتم إغلاق المنطقة الخضراء منعا لتدفق المتظاهرين إليها، وذلك في أعقاب إعلان زعيم التيار الصدر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المفاجئ اعتزال العمل السياسي، فيما أعلنت الشرطة العراقية ومسعفون، امس، مقتل شخصين وإصابة 19 في اشتباكات بالعاصمة العراقية (بغداد).
وفي قرار مفاجئ، أعلن الصدر اعتزاله نهائياً العمل السياسي، مؤكدا غلق المؤسسات الخاصة بتياره كافة، عدا المرقد والمتحف وهيئة التراث، مشيرا إلى أن جميع قيادات التيار الصدري باتوا في حل من واجباتهم، قائلا: "الكل في حل مني"، ملمحا إلى أن حياته قد تكون مهددة بسبب مشروعه الإصلاحي، مطالباً أنصاره بالدعاء له في حال مات أو قُتل.
وفي الحال، عمد صالح محمد العراقي، وزير الصدر إلى إغلاق حسابه على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي بشكل رسمي، لاسيما "تويتر" حيث يتابعه نحو 800 ألف مستخدم، بينما دعا مكتب الصدر أنصار التيار إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية باسم الصدر، معلناً منع الحديث في وسائل الإعلام ومنصات التواصل أو رفع الأعلام والشعارات والهتافات السياسية باسم التيار الصدري.
بالتزامن، توافد العشرات من أنصار الصدر إلى المنطقة الخضراء، وسط أنباء عن احتمال توجههم إلى مكان اعتصام أنصار الإطار التنسيقي، أشد خصوم الصدر، فيما أعلنت اللجنة التنفيذية لاعتصامات التيار الصدري انتهاء سيطرتها على تظاهرات الشارع، ما يفتح المشهد العراقي على الاحتمالات كافة.
وجاء إعلان الصدر اعتزال العمل السياسي بعد ساعات على إصدار المرجع كاظم الحائري، بيانا أعلن فيه اعتزاله وانتقد فيه التيار الصدري، فيما قال الصدر في بيانه إنه يعتزل العمل السياسي نهائيا بعد أن "أردت أن أقوّم الاعوجاج الذي كان السبب فيه القوى السياسية الشيعية".
وقال الصدر إن اعتزال الحائري "لم يكن بمحض إرادته"، مضيفا: "إنني لم أدّعِ يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى (القيادة)، إنما أنا آمر بالمعروف وناه عن المنكر... وما أردت إلا أن أقربهم (القوى السياسية الشيعية) إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته".
واكتظت شوارع المنطقة الخضراء بأتباع الصدر رغم الانتشار الكبير للقوات العراقية، حيث انتشر المتظاهرون في الحديقة المطلة لمبنى الحكومة العراقية وفي الشوارع الرئاسية المؤدية إلى مبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وقصر الضيافة.
أما في مدينة الصدر، فأعلنت المساجد النفير العام تضامناً مع الزعيم الصدري، وسط توقعات بأن تشهد مناطق أخرى أيضاً خلال الساعات المقبلة خروج عدد من التظاهرات، ونزول كثيف لأنصار الصدر في المحافظات الجنوبية، كواسط والبصرة وميسان وغيرها، حيث يحظى بتأييد واسع، في حين رجح بعض المراقبين أن تشهد البلاد نوعاً من العصيان المدني أيضاً.
وهتف المتظاهرون بشعارات لدعم مواقف الصدر فيما حمل آخرون صورا للصدر وأعلام العراق، كما ردد آخرون شعارات "ثورة الشعب وليس التيار الصدري" و"الشعب يريد إسقاط النظام".
وقال شهود عيان إن العشرات من المتظاهرين أسقطوا الحواجز الاسمنتية لفسح المجال لدخول أعداد إضافية من المتظاهرين، مشيرين إلى أن قوات حفظ النظام قامت باستخدام خراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين عن الابنية الحكومية.
ولفتوا إلى أن وحدات من قوات حفظ النظام قامت بإغلاق الطرق المؤدية إلى الجسر المعلق داخل المنطقة الخضراء الحكومية، مؤكدين أن القوات العسكرية والأمنية عززت من انتشارها في جميع الطرق والشوارع.
آخر الأخبار