علاوي: غير معقول استمرار إيران في التدخل بالشؤون العراقيةبغداد- وكالات: أرجأ البرلمان العراقي إلى الأسبوع المقبل، التصويت على المرشحين الثمانية الباقين لشغل مناصب في حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي. وكان مقرراً عقد جلسة التصويت اليوم، لكن قرار تأجيلها أسبوعاً اتخذ ليل أول من أمس، حسبما أفاد بيان أصدره مكتب المجلس أمس. في المقابل، أرجع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أسباب تأخير استكمال التشكيلة الحكومية، إلى ما سمّاه "ماكينة المحاصصة والفاسدين". ورغم أن أعضاء البرلمان منحوا، الشهر الماضي، الثقة لعادل عبدالمهدي رئيساً للحكومة، إلا أنهم لم يصادقوا على 14 وزيراً من الوزراء الـ22 الذين طرحهم، ولاتزال ثماني حقائب شاغرة من بينها وزارتا الدفاع والداخلية. وفي السياق، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في تغريدة على "تويتر" أمس، إن أسباب تأخير استكمال التشكيلة الحكومية تعود إلى ما وصفه بـ"ماكينة المحاصصة والفاسدين"، موضحاً أن "اتحاد الرافضين لمقولة (المجرَّب لا يُجرَّب)، لإعادة الوجوه الكالحة والفاسدة، هو سبب تأخير استكمال كابينة عبدالمهدي الوزارية". وتابع، مخاطباً الشعب: "لست سبباً في تأخير إتمام تشكيل الحكومة، بل سبب في تأخير مخططات عناصر تلك الماكينة"، داعياً أفراد الشعب إلى "ألا يستمعوا إليهم".وأكد الصدر أنه لا يرضى توزير أشخاص لمناصب وزارتي الداخلية والدفاع من غير المستقلين، وذلك حفاظاً على استقلال العراق، وحفاظاً على أن يكون القرار الأمني قراراً داخلياً وليس عبر الحدود، مطالباً عبدالمهدي بالإسراع في إتمام مجموعته الوزارية، من دون وزيري الدفاع والداخلية، مُقترحاً أن يتم فتح باب الترشيح لتولي هذين المنصبين على من سمّاهم "القادة العظماء الذين حرروا المدن من (داعش)، ومن دون تدخل أي كتلة أو حزب أو جهة مطلقاً". من جهته، دعا نائب رئيس الوزراء الأسبق ورئيس "جبهة الحوار" صالح المطلك، رئيس الوزراء إلى "عدم الرضوخ إلى ضغوط الكتل، والإعلان عن أسماء مرشحيه لتولي المناصب الوزارية المتبقية". وقال: "للأسف، بات الفاسدون يتحكمون بالقرارات السيادية، وأصبحت كلمتهم مسموعة"، محذراً من "فشل الحكومة القادمة، إذا استمرت على النهج الحالي".
إلى ذلك، طالب قيس الخزعلي، زعيم فصيل "عصائب أهل الحق" المدعوم من إيران، بدور رسمي لـ"الحشد الشعبي" في تأمين الحدود مع سورية، وذلك في خطوة قد تؤدي، في حال إقرارها، إلى تفاقم المخاوف الأميركية من نفوذ إيران المتنامي على ممر استراتيجي في أراضٍ تمتد من طهران إلى بيروت. وقال الخزعلي، في مقابلة مع "رويترز" أمس: "يمكن أن نعتبر أن تأمين الحدود العراقية مع سورية من أهم واجبات الحشد الشعبي في الفترة الحالية". وأضاف: "تهديد (داعش) للعراق لم ينتهِ، مادامت سورية غير مستقرة، والحشد الشعبي أثبت بالتجربة أنه الجهة العسكرية التي تجيد التعامل مع (داعش)، وبالتالي فإن وجوده على الحدود العراقية مع سورية يُشعر العراقيين بالاطمئنان أكثر، وهذه تعدُّ أولوية الآن قياساً إلى المسائل الأخرى". وطالب الخزعلي بانسحاب القوات الأميركية من العراق، قائلاً: "وجود قوات عسكرية مقاتلة، مثل المارينز، غير مقبول، ويمسّ السيادة العراقية. والدستور العراقي يمنع ذلك بشكل واضح وصريح، ولا يجيز للحكومة العراقية الموافقة على ذلك، إلا بإقرار البرلمان؛ والبرلمان لم يعطِ موافقة على وجود قوات عسكرية مقاتلة، أو قواعد عسكرية". بدوره، رأى رئيس الحكومة العراقية السابق ورئيس "ائتلاف الوطنية" النيابي إياد علاوي أن استمرار التدخل الإيراني في شؤون الدول الداخلية "لن يسمح للحكومة العراقية بأن تتوسّط لدى الولايات المتحدة من أجل إيقاف العقوبات الأميركية ضدها". وعن إعلان الحكومة العراقية عدم التزامها العقوبات المفروضة على إيران، قال علاوي: "لا يستطيعون عدم الالتزام، وإذا لم يلتزموا فإنهم سيخسرون علاقتهم بالولايات المتحدة. يجب أن يكون هناك موقف متوازن ليأخذ العراق دوره في ممارسة الوساطة الحقيقية والبناءة، بحيث تكف إيران عن التدخل في الشؤون العراقية، وتتوقف العقوبات على إيران. لكن من غير المعقول أن تستمر إيران في التدخل". وشدد علاوي على أن "للعراق دوراً يمكن أن يلعبه، باعتباره جسراً بين العمق العربي والعمق الإسلامي، وبالتالي مع أميركا وأوروبا، وهذا من التحدّيات الكبرى التي ستواجه الحكومة الجديدة". وتوقع أن يستمر شغور بعض الوزارات في حكومة عبدالمهدي لمدة من الزمن. وأبدى علاوي تخوّفه من عودة "داعش" إلى الساحة العراقية، قائلاً: "لم ننتصر على (داعش)، انتصرنا في صفحة من صفحات المعارك ضده، هي الصفحة العسكرية، لكن لايزال موجوداً في ثنايا المجتمع العراقي بسبب سياسات التهميش والإقصاء والتعامل السلبي مع أطراف، وبفعل السياسة الطائفية التي فرّقت الشعب، ولهذا دعوت إلى استثمار الانتصار العسكري على وإنهاء إمساك (داعش) بالأرض العراقية، لنحقق وحدة الشعب العراقي ونحصّنه ضد الطرف"، معرباً عن اعتقاده بأن "الجيل الثاني من (داعش) سيعود إلى تكتيكات (القاعدة) نفسها، بالضرب والاختفاء من دون الإمساك بالأرض".