الثلاثاء 03 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

الصدر يعتزل وأنصاره يقتحمون القصر ويحاصرون الحكومة

Time
الاثنين 29 أغسطس 2022
View
5
السياسة
* الحائري: طاعة الوليّ قائد الثورة خامنئي الأجدر والأكفأ على قيادة الأمّة وإدارة الصراع مع الظلم
* مقتدى: لم أدّعِ يوماً العصمة أو الاجتهاد ولا حتى "القيادة" إنما أنا آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر


بغداد، عواصم - وكالات: اقتحم متظاهرون غاضبون القصر الجمهوري وحاصروا مقر الحكومة في العاصمة العراقية بغداد التي خضعت لحظر تجوال كامل أمس، وتم إغلاق المنطقة الخضراء منعا لتدفق المتظاهرين إليها، وذلك في أعقاب إعلان زعيم التيار الصدر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المفاجئ اعتزال العمل السياسي.
وفي قرار مفاجئ، أعلن الصدر اعتزاله نهائياً للعمل السياسي، مؤكدا عبر "تويتر" أنه قرر الاعتزال بشكل نهائي وغلق المؤسسات الخاصة بتياره كافة، عدا المرقد والمتحف وهيئة التراث، مشيرا إلى أن جميع قيادات التيار الصدري باتوا في حل من واجباتهم، قائلا "الكل في حل مني"، ملمحا إلى أن حياته قد تكون مهددة بسبب مشروعه الإصلاحي، مطالباً أنصاره بالدعاء له في حال مات أو قُتل.
وفي الحال، عمد صالح محمد العراقي، وزير الصدر إلى إغلاق حسابه على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي بشكل رسمي، لاسيما "تويتر" حيث يتابعه نحو 800 ألف مستخدم، بينما دعا مكتب الصدر في بيان أنصار التيار إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية باسم الصدر، معلناً منع الحديث في وسائل الإعلام ومنصات التواصل أو رفع الأعلام والشعارات والهتافات السياسية باسم التيار الصدري.
بالتزامن، توافد العشرات من أنصار الصدر إلى المنطقة الخضراء، وسط أنباء عن احتمال توجههم إلى مكان اعتصام أنصار الإطار التنسيقي، أشد خصوم الصدر، فيما أعلنت اللجنة التنفيذية لاعتصامات التيار الصدري انتهاء سيطرتها على تظاهرات الشارع، ما يفتح المشهد العراقي على الاحتمالات كافة.
وجاء إعلان الصدر اعتزال العمل السياسي بعد ساعات على إصدار المرجع كاظم الحائري، بيانا انتقد فيه التيار الصدري.
وقال الصدر في بيان نشره عبر حسابه في تويتر إنه يعتزل العمل السياسي نهائيا بعد أن "أردت أن أقوم الاعوجاج الذي كان السبب فيه القوى السياسية الشيعية".
وقال الصدر إن اعتزال الحائري "لم يكن بمحض إرادته"، مضيفا: "إنني لم أدعِ يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى (القيادة)، إنما أنا آمر بالمعروف وناه عن المنكر... وما أردت إلا أن أقربهم (القوى السياسية الشيعية) إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته". وأعلن الحائري في بيانه عدم الاستمرار كمرجع ديني و"إسقاط جميع الوكالات والاُذونات الصادرة من قبلنا أو من قبل مكاتبنا، وعدم استلام أيّة حقوق شرعيّة من قبل وكلائنا وممثّلينا نيابة عنّا اعتباراً من تاريخ إعلاننا هذا"، وفقا للبيان.
وبرر الحائري قراره بـ "المرض والتقدم في العمر" وطالب بـ "إطاعة الوليّ قائد الثورة الإسلاميّة عليّ الخامنئي"، على اعتبار أنه "الأجدر والأكفأ على قيادة الاُمّة وإدارة الصراع مع قوى الظلم".
وأضاف البيان: "على أبناء الشهيدين الصدرين أن يعرفوا أنّ حبّ الشهيدين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتباع الحقيقيّ لأهدافهما التي ضحّيا بنفسيهما من أجلها، ولا يكفي مجرّد الادعاء أو الانتساب، ومن يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين الصدرين أو يتصدّى للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعيّة فهو -في الحقيقة- ليس صدريّاً مهما ادعى أو انتسب".
كما أصدر الحائري وهو مرجع ديني تتلمذ على يد، محمد الصدر، (والد مقتدى)، توصيات للشعب العراقي أبرزها "الحفاظ على الوحدة والانسجام فيما بينهم وعدم التفرقة"، إضافة إلى "تحرير العراق من أي احتلال أجنبي ومن أي تواجد لأية قوة أمنية أو عسكرية".
وتابع: "على العلماء وطلبة الحوزة الدينيّة والنخب الثقافية والكتّاب الواعين والمخلصين العمل على توعية أبناء الشعب، حتّى يميّزوا بين العدوّ والصديق ويدركوا حقيقة مصالحهم ولكي لا يتمّ استغفالهم والاستخفاف بهم ونزع الطاعة منهم".
وحاول أنصار التيار الصدري الغاضبون التوجه نحو مقر البرلمان والقصر الجمهوري، وحاصروا مبنى الحكومة والمباني الحكومية في ظل إجراءات أمنية مشددة، إلا أن القوات الأمنية أغلقت جميع بوابات المنطقة الخضراء، منعا من دخول مزيد من المحتجين.
من جهتها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة فرض حظر تجوال كامل في العاصمة بغداد، قائلة في بيان مقتضب: "يبدأ حظر التجوال في الساعة الثالثة والنصف من مساء اليوم (أمس)"، كما أغلقت السلطات المنطقة الخضراء الحكومية بالكامل، لمنع تدفق المتظاهرين من مناطق شرق العاصمة والمحافظات إليها.
وبالتزامن، وصلت قوات من مكافحة الشغب، فيما أكد عدد من المحتجين المجتمعين داخل المنطقة الخضراء أن خطوات تصعيدية ستنفذ في الساعات القادمة.
أما في مدينة الصدر، فأعلنت المساجد النفير العام تضامناً مع الزعيم الصدري، وسط توقعات بأن تشهد مناطق أخرى أيضاً خلال الساعات المقبلة خروج عدد من التظاهرات، ونزول كثيف لأنصار الصدر في المحافظات الجنوبية، كواسط والبصرة وميسان وغيرها، حيث يحظى بتأييد واسع، في حين رجح بعض المراقبين أن تشهد البلاد نوعاً من العصيان المدني أيضاً.
وهتف المتظاهرون بشعارات لدعم مواقف الصدر فيما حمل آخرون صورا للصدر وأعلام العراق، كما ردد أخرون شعارات "ثورة الشعب وليس التيار الصدري" و"الشعب يريد إسقاط النظام".


محتجون يقتحمون القصر الجمهوري
آخر الأخبار