الجمعة 04 أكتوبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

الصفحات الأولى

Time
الخميس 20 أبريل 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

منذ ثلاثة ايام، وانا استعرض الصفحات الاولى في كل صحف الكويت تقريبا، وقد جرت العادة ان يكون الخبر المهم على الصفحة الاولى ليكون جاذبا للقراء، لكن لم اجد خبرا مهما يفرح الشعب الكويتي، او يدخل البهجة والسرور الى حياتهم، او يكسر حالة الكآبة التي يعيشها الناس، ويحاولون ان يتعايشوا معها.
على العكس انك تجد التذمر والضجر في كل ديوان تدخله، خصوصا مع تبادل الزيارات في الشهر الفضيل، وكأن هذا او ذاك ينتظر زيارتك، ليس للترحيب بك، لكن لتبادل الشكوى، فالضيف والمضيف همهما واحد!
كانت الحكومات السابقة هي التي تصنع الحراك الاجتماعي، وتتحكم بالمشهد السياسي، وتجعل الناس يتحدثون بما تريد سماعه، وتعرف ردة الفعل الشعبية على ما هو آت.
هذا ما كان يعتمده الشيخ سعد، رحمه الله، في كل خطوة يخطوها، فلم يكن يتخذ القرار، قبل ان يعرف ردة الفعل الشعبية، او بمعنى اخر يشارك السواد الاعظم من الشعب الكويتي معه في اتخاذ القرار.
على سبيل المثال تخرج اكثر من اشاعة في شهر رمضان عن قرارات مهمة سوف تتخذ، ويترك الناس يتحدثون بها، ثم يتخذ القرار الذي تتفق عليه الاغلبية، هذا ما كان يجري في السابق، فرحم الله الشيخ سعد، ورحم الزمن الجميل!
حاليا الناس لا تعرف الاتجاه، ولا تعرف اين نقف، او الى اين سنتوجه، او ما الغاية التي تسعى حكومتنا الى الوصول اليها؟ لم نعد، ومع الاسف، شركاء بالقرار، فقد اقتصر الامر على دائرة ضيقة جدا، صورت لاصحاب القرار انها تعرف ماذا يريد الشعب الكويتي، وهي ابعد ما تكون عن هموم الناس، وليس لها اتصال بالدوائر الشعبية، ولا ليس لها ديوان واضح العنوان تلتقي الناس فيه وتسمع منهم، او تعرف توجهاتهم، والمشكلة ليست فيهم، بل المشكلة بمن يصدق انهم يعرفون توجهات الشارع الكويتي!
في يوم من الايام صرح رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، آنذاك، وقال اننا نسير على نهج حكومات الشيخ سعد، وقد كان يقصد بالضبط مشاركة الشارع الكويتي، والاستئناس برأيه قبل اتخاذ القرار، ورصد ردة الفعل بعد اتخاذ القرار.
لقد نجح بذلك، ما يؤكد ان الشارع الكويتي لا يغفل، ولا يمكن لرئيس مجلس وزراء تجاوزه، او الابتعاد عنه، فهو الشريك الرسمي المهم جدا عند اتخاذ القرار الحكومي.
فهل نرى في القريب العاجل انهاء هيمنة تلك الدائرة الضيقة على القرار الحكومي، والتصالح مع الشارع الكويتي، الذي كان حتى الامس القريب حكوميا اكثر من الحكومة نفسها... زين؟
آخر الأخبار