الخميس 03 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

الصمت الحكومي!

Time
الأربعاء 12 يوليو 2023
View
9
السياسة
طلال السعيد

ليس مهما ان يكون رئيس مجلس الوزراء متكلما، او رجل منابر يجيد الخاطبة الجماهيرية، او خطيبا مفوها، فغالبا ما تجد المنظرين يفشلون في الحياة العملية، فالخطب شيء والعمل شيء اخر مختلف!
اسماء خطباء مفوهين كلنا نعرفها، ونعجب بطرحها، ونصفق لها، وحين أوكل الامر اليها ام تصمد وفشلت فشلا ذريعا، فالعبرة باتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، فمن المهم ان يكون صاحب قرار يصوب المسيرة، وينجز لان الشعب الكويتي ينتظر الانجاز وينتظر تحقيق تطلعاته، ومعالجة المشكلات التي يمر بها، وتحقيق مطالبه التي لا تزال كما هي منذ اربع حكومات مضت، وحتى اليوم، بل ان بعضها يتفاقم مثل مشكلة الطرق، والقروض، وزيادة الرواتب، فقد شبعنا "حكي"، وخطب رنانة، وذبح وسلخ من وراء المايكروفونات من دون فائدة!
نقول ليس مهما ان يتكلم الرئيس بنفسه، لكن مهم جدا ان نسمع من الحكومة ماذا لديها، ونعرف توجهاتها، وطرق معالجتها للمشكلات المزمنة، وكذلك الطارئة.
لذلك فمن الواجب الاستعانة بمن يتكلم نيابة عن الحكومة كلها، وليس الرئيس فقط، ليوضح للناس سياسة الحكومة تجاه متطلباتهم ومستجدات الساحة السياسية، لكن حين تلزم الحكومة كلها الصمت فتلك هي الطامة الكبرى!
"الصمت الحكومي" غير مبرر، وحين تترك الحكومة الساحة فاضية للاشاعات، والمواقع الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي، فيكثر الاخذ والرد، وتداول الاشاعات التي تضر حتى بأمن الدولة، في ظل غياب التصريح الرسمي الذي يحسم الجدل، ويوجه الناس التوجيه السليم الذي ترى الحكومة ان فيه صالح البلاد والعباد.
لكن حين نُترك تتقاذفنا امواج الاشاعات، ويعبث بنا اصحاب المواقع المشبوهة، والشعارات الفارغة التي يرددها البعض من دون فهم، ورغم ان اصحاب تلك الشعارات لا يفهمون معناها، الا انك تجد من يصفق لهم ويتبعهم، بل ويعوم على عومهم، ونحن جميعنا نعرف انهم لن يغيروا في الامر شيئا، وليست هناك معارضة بمعنى المعارضة التي تعرفها دول العالم، والتي تمتلك مشروع حكم حقيقيا، هذا طبعا خلاف الاحزاب التي تنادي بـ"الاسلام هو الحل"!
خلو الساحة من الرأي الحكومي يجعل كل هؤلاء ابطالا في نظر البسطاء من الناس، مع العلم ان الحكومة تسيطر على اجهزة الاعلام كلها، وتستطيع ان تغير وجهات النظر اذا استخدمت ادواتها بالشكل الصحيح، لكن الاسف وقت يضيع واموال تهدر على سهرات مع فنانين، هذا هو اعلامنا الحكومي والطاقات الاعلامية المؤثرة معطلة لا يُلتفت لها!
ليس مهما ابدا ان نسمع تصريحات وخطبا رنانة لرئيس الحكومة، لكن مهم جدا ان نسمع وجهة نظر الحكومة وتسمع منا ونناقشها، واما تقتنع برأي السواد الاعظم، واما نقتنع برأيها، اما والصمت الحكومي على حاله فلا طبنا ولا غدا الشر...زين.
آخر الأخبار