الصناعيون الكويتيون والبيروقراطيون

أحمد عبدالعالي بوعباس

خلال مسيرتي المهنية شهدت الكثير من قطاعات العمل والأعمال في الكويت، لكن أكثر من شد اهتمامي قطاع الصناعة المظلوم.
قد يظن البعض أنني أبالغ في هذا الوصف، لكن سأكتب لكم عن الأسباب التي جعلتني أصف هذا القطاع الرائد بهذا الوصف.
في جميع دول العالم، من يسعى الى أن يكون في مصافها يعد القطاع الصناعي هو الأول دائما في الإهتمام والرعاية، والتشجيع، وللأسف نحن، رغم ثرواتنا وإمكاناتنا لم يصل القطاع الصناعي حتى اليوم الى ربع ما يستحقه ويحتاجه من دعم وحماية.
على سبيل المثال وصف أحد أبرز الرؤساء التنفيذيين في هذا القطاع، والذي شهدت شخصيا مسيرة نجاحه، ان كمية العراقيل التي يواجهها مع البيروقراطية الحكومية، وحجم التقاعس في تلك الجهات في تعاملها وتطبيق الإجراءات البسيطة تجاه مشكلة يسعى الى حلها، من منطلق روح المسؤولية، وعلى اساس خوفه على الأمانة التي في رقبته ووقاية من حدوث كوارث مستقبلية تهدد أمن وسلامة مصنعه، والمصانع الأخرى. تلك المشكلة تتلخص في وجود عدد من شاحنات الديزل التي بها المواد القابلة للإشتعال الى جانب تلك المصانع، التي يعد الكثير منها أموالا عامة نظرا الى استثمار الدولة برؤوس أموالها.
وقد صدم هذا الشخص بكمية اللامبالاة، والتسويف، والإهمال الجهات المختصة تجاه بلاغات شركته المتكررة تجاه تلك اصحاب الشاحنات، وهؤلاء لعلمهم التام بسلوك الجهات المسؤولة عن معاقبتهم لا يبالون، ولا يحترمون نهائيا أي مطالبة لهم بممارسة نشاطهم في الأماكن المخصصة، ولا يهمهم لا أمن ولا سلامة المكان. وكالعادة لا يوجد تحرك إلا بعد حدوث الكارثة وخسارة الأرواح والأموال، العامة والخاصة، وإنهاء قصص نجاح نهاية مأسوية بلا حسيب أو رقيب. وهذه مجرد واحدة من القصص البسيطة التي لا حصر توضح كيفية تعامل بعض الجهات المختصة مع القطاع الصناعي. في الدول التي تسعى كي تكون في المقدمة يتم تقديم وتمييز القطاع الصناعي، وأنا لست بصدد تقديم نماذج وأمثلة من دول أخرى، لكني أقترح، كأقل واجب، تخصيص قنوات اتصال وتواصل ساخنة ومباشرة مخصصة فقط لقيادات هذا القطاع وبين أعلى قيادات الدولة لتجاوز بحور الإجراءات، والقضاء على البيروقراطية والإهمال الذي يواجه ويعرقل نمو وتطور هذا القطاع، الذي يعتبر طوق نجاة لمستقبل اقتصاد دولة الكويت، خصوصا بعد دخولنا عصر أفول دور النفط كمورد اقتصادي أساسي.

كاتب كويتي