طلال السعيديُقال والعهدة على الراوي إن الصندوق الاسود القابع في السجن المركزي فتح نفسه بنفسه بعد أن شعر باليأس، وأن الجميع تخلى عنه بعد أن كان الكارت الرابح، وعلى طريقة عليَّ وعلى أعدائي فقد غرق مركبه، وهو لا يريد أن يغرق وحده، خصوصا وان المعلومات التي داخل ذلك الصندوق تودي بالرؤوس الكبار التي لم يكن يوما من الايام من ضمنها، لذلك فمعلوماته يتصور انها توديهم بداهية، فهو لم يكن يوما من الايام رأسا، فقد حاول ان يعطي نفسه أهمية ويصبح رأسا كبيرا، الاّ انه لم ينجح فقد بقي كما كان أداة بيد الرؤوس الكبيرة التي ما لبثت ان ضحت به، فلن يكون أفضل من غيره. أما هذا الصندوق الاسود، فبعد ان اقترب قليلا أصبحت أحلامه كبيرة، لكن كل احلامه بالحكم والجاه ذهبت أدراج الرياح، لأنه باختصار شديد لم يكن نظيف اليد وفي الوقت نفسه لا يتمتع بالذكاء والدهاء الذي يمكنه من ان يكون رأسا كبيرا! الصندوق الاسود الذي فتح نفسه بنفسه سبق وأرسل رسائل شفوية للرؤوس الكبار التي كان يعمل معها، متصورا نفسه انه شريك، متناسيا انه أداة والأداة تنتهي بمجرد انتهاء مهمتها، وغالبا ما تكون نهاية الادوات نهايات حزينة، سواء في السجن المركزي أو الهروب من حكم محكمة خارج البلاد.
المهم أن الرسائل الشفوية لم تجد نفعا، ولم تنجح بإبعاده عن "المركزي"، خصوصا ان الاميركان دخلوا طرفا في بعض التحقيقات، مما يجعل لفلفة التهم صعبة جدًا. لم يعد أمام هذا الصندوق الاسود إلاّ أن يفتح على مصراعيه ومن عاش رجبا رأى عجبا، فما سوف نسمعه في الايام المقبلة سيكون اضعاف اضعاف ما سمعناه في الايام السابقة، ونحن دائما نقول: ان الكويت تستحق الافضل، ولعل الايام المقبلة تشهد ضربات موجعة للفساد والمفسدين...زين.
[email protected]