الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الصويان ملك البحار!

Time
الأحد 16 يوليو 2023
View
14
السياسة
حسن علي كرم

دخلنا النصف الثاني من شهر يوليو، وهو احد الاشهر التي يتزامن مجيئها، مع نضوج "الخلال" بالنسبة للنخيل وسمك الميد والزبيدي والروبيان، وفق وصف رئيس اتحاد الصيادين السيد ظاهر الصويان، لكنه عبر عن أسفه والمه في بيان اصدره كون سوق السمك يخلو من اسماك الموسم الميد والزبيدي والروبيان.
اقول ان يعبر رئيس اتحاد الصيادين عن حزنه والمه من خلو موائد المواطنين من اسماك الموسم الشهية والشعبية، فاسفه في نظري لا يفيد أمراً مع خلو الموائد للميد والزبيدي، خصوصاً انها، وهو العالم بهذا قبلنا، ان هذه الاسماك موسمية ولا يلذ اكلها الا مع نظرك الى ثمار النخيل.
وكونه يبرر غياب الميد لنقص الصيادين، ارجو الا يكون مبرراً كافياً كي يقنع المواطنين، او تقييد حق المواطنين للنزول الى البحر والصيد بديلاً عن العمالة التي يتألم الصويان لمغادرتها.
لا يخفى على رئيس الاتحاد، ان العمالة الوافدة وجودها في البلاد موقت، وكونه اعتمد عليهم بديلاً من تكويت المهنة، فهذا لا يدل، واقول، اسفاً، الا على حرب على الكويتيين، لمهنة اصيلة من مهن اهل الديرة.
الصيادون الوافدون الذين يتألم رئيس الاتحاد لمغادرتهم البلاد، كانوا فوضويين ويخترقون القوانين، وكانوا يتحدون الشرطة البحرية بعدم التقيد بالحدود المسموح الصيد بها.
لعلي اظن ان رئيس الاتحاد يشكو نقص العمالة، وتحت لسانه كلام اخر، فخلو سوق السمك من الاسماك المحلية، بمثابة عمل متعمد بهدف رضوخ الاجهزة الامنية لاوامرهم، ومصالحهم الخاصة، واظن كون سلبية الحكومة ازاء استهتار الاتحاد هو بمثابة رضوخ حقيقي لاتحاد تجاوز القوانين، ودخل في معركة مع اهل الديرة.
ان الادعاء بنقص الصيادين لا يبرر إطلاقاً خلو الاسواق من الاسماك المحلية، ولا ينبغي للاجهزة المسؤولة ان تقف متفرجة ازاء تصرفات غير مسؤولة من الصيادين.
ان قلة الاسماك المحلية افضى الى ارتفاع اسعار الاسماك المستوردة، وهي في الغالب غير صالحة للاكل بسبب التعفن وسوء التخزين، ويبدو ان هناك مؤامرة واتفاقا بين مافيا تجار الاسماك على المستهلك الكويتي!
من هنا نسأل: لماذا تقف الحكومة ساكتة وكأن الامر لا يعنيها، او ان المسألة خارج سلطتها،انه امر غريب وغامض هذا الموقف من الحكومة.
اين هيئة الزراعة ووزارة التجارة، والرقابة على الاغذية، وكيف لحفنة لا تقدر الوضع تتحكم في قوت الشعب؟
لماذا لا يسمح لهواة صيد السمك من الكويتيين (حداقة او هواة) الصيد وعرض صيدهم للبيع في السوق، ولماذا يسمح للاسماك المستوردة العفنة ومنتهية الصلاحية ان تعرض وتباع، وتفرض على المواطنين، ما هذا الاتحاد وهيمنته وقوته حتى يتحكم في سوق السمك؟
في الاخير اقول للسيد الصويان واذكره "ما يحك ظهرك الا ظفرك"، وعند الظروف الصعبة ما يفيدك الا اهل ديرتك، والغزو الغاشم اكبر دليل.
اقول واكرر: اسمحوا لابناء الديرة ينزلون البحر، ويمارسون الصيد وبيع صيدهم في السوق، لا للاحتكار ولا لمافيا الاسماك، ولا لاستغلال الظرف ورفع اسعار الاسماك المستوردة.

صحافي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار