الصويان يرحب بالصيادين الكويتيين لكن بشروطه

حسن علي كرم

في ايام الغوص كان هناك مسؤول عن سفن الغوص يُعين من الامير، ويسمى امير الغوص، وكان اخر من تولى المسمى هو المرحوم راشد بن احمد الرومي، وهو احد رجالات الكويت الموقرين.
يذكرني موضوع امير الغوص في المنصب المستحدث في صيد السمك، وهو ما يسمى رئيس اتحاد الصيادين، وهو منصب ملتبس لا ادري من اتى به، هل هو وفقاً لقانون جمعيات النفع العام ام وجد نفسه رئيساً لمجموع من الاصدقاء، او من ممتهني صيد السمك في بحر الكويت ضمن حدودها الاقليمية.
اخونا بالله الذي يمسك بيده زمام بحر الكويت رغم تآكله وترصده من كل جانب باعتباره رئيس ما يسمى اتحاد الصيادين، احسب انه اشتط غضباً، واظنه كاد يهيل علينا كل غضبه، عندما قلنا وبنوايا بريئة ووطنية، ومن اجل وطن لنا جميعاً نبنيه سوياً مواطنين محبين ومخلصين لوطن، احببناه ولثمنا رماله ليس ريئاً انما عشقاً، فنحن لا شيء بلا كويت، ولقد مررنا بمحن وتجارب كافية كي نتمسك بنواجدنا ومخالبنا بهذا الوطن العزيز رغم كل آلامنا وآمالنا.
ورغم ما حاق به من مطامع وشهوات لئيمة والانقضاض على ترابه، اقول وكلي امل ان يسمع جميع الكويتيين بكل مكوناتهم وسحناتهم وتوجهاتهم، كما قال الشاعر قديما لا شيء يعدل الوطن، جربنا الاحتلال وجربنا الفرار والملاجئ، فكم كانت مؤلمة وقاسية تلك الساعات المرة على القلب والعقل والروح، لا عادت ثانية.
اخونا ظاهر الصويان، حفظه الله، زعيم الصيادين وحامي حمى البحار والشواطئ والجزر ورجاله الصناديد من صيادي السمك على انواعه داخل وخارج الحدود المسموح بها للصيد، غاضب علينا لمجرد قولنا لماذا لا يسمح للمواطنين بالصيد بدلاً من الولولة على الصيادين الاجانب، الذين رحلوا او تم رحيلهم، او لم يعد العيش قد طاب لهم، في ظل المتغيرات المعيشية.
اخونا لم يعترض على نزول الكويتيين للبحر والصيد، لكن بشروطه، ولا ادري تلك الشروط اهي من عندياته ام وفقاً لقانون الصيد، وانا ازعم لا قانون يمنع المواطن من الصيد هواة او مهنيين، طالما ان في النهاية المنفعة للمواطن، فنحن الان وقد انتصف فصل الصيف، والاسماك الموسمية لا يُعلى عليها، وكل الكويتيين معروف حبهم للميد والزبيدي والصبور، وغير ذلك من اسماك بحر الكويت التي تصطاد بايد كويتية وتباع باسواق السمك في العاصمة او اطرافها.
فمن نصدق ان يمنع الصيد امام الكويتيين بفرمان قراقوشي لا اصل له، فالشروط التي افضى بها اخونا العزيز ظاهر الصويان ان يلتزم الصياد بشروط الاتحاد، وان يصيد بادوات الصيد الخاصة بالاتحاد، هذا يعني ببساطة تسخير الصيادين لمصلحة اطراف معينة، اي يعملون لديهم بالسخرة، والكويتيون لم يكونوا، ولن يكونوا عبيداً لكائن من كان، فلا أمير للصيد وليس هناك بحر للاحرار وبحر للعبيد.
اقرب الظن تمسككم بالصيادين الوافدين الا لمصلحة خاصة لا علاقة لها بخدمة المواطن، والشيء بالشيء يذكر، قبل بضعة ايام عرض احد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً لمجموعة صيادين وافدين يمارسون الصيد غير القانوني في المياه الكويتية بالقرب من جسر جابر، فمن خلف هؤلاء الصيادين الذين يمارسون الصيد غير القانوني حتى يتجرأوا على الصيد متحدين خفر السواحل ومخالفة القانون، فيما انت تفرض شروطاً ما انزل الله بها من سلطان على صيادين كويتيين؟
كان اخواننا العوازم يمارسون الصيد بـ"الحظور" من دون قانون، ثم يحملون صيدهم للسوق للبيع، فهل بحرنا الان بات حكماً للاجانب يعيثون فيه عبثاً وفساداً، فقط لان وراءهم نافذون، فلا طاب العيش في ظل المذلة والهوان!
اخيراً اقول واعيد القول وقد اقترب فصل الصيف من نهايته، قرار منع الصيد وخلو اسواق السمك من تلك الاسماك الموسمية، ومن ثم حرمان المواطن من اسماكه الخاصة، لا يعود الا لغياب الحكومة وغياب هيئة الزراعة التي ترفع نغمة "الهوا هوايا"، وامتهان هيبة المواطن، فإلى متى يا حكومتنا الرائعة السكوت، وعلام التغاضي ولصالح من، ومن المستفيد من كل ذلك؟
هل تريدونا ان نتغدى على اسماك فاسدة مستوردة من دول قلما توافرت بها الرقابة الصحية؟
ارحموا مواطنيكم يا اتحاد الصيادين ويا هيئة الزراعة، ويا حكومة اخر من يعلم!

صحافي كويتي

[email protected]