الخميس 11 سبتمبر 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

الصين أعلنت الاستنفار العام لمواجهة جائحة "كورونا" وعزلت 43 مليون نسمة عن العالم

Time
السبت 25 يناير 2020
السياسة
الفيروس انتشر في 30 مقاطعة ولا إمكانية للتوصل إلى لقاح قبل الصيف المقبل

عواصم- وكالات: لا تزال جائحة فيروس"كورونا" تقلق دول العالم، بعد ارتفاع عدد المصابين بها في تلك الدول، في وقت استنفرت الصين قواتها المسلحة للمساعدة في حصر المصابين وتقديم المساعدة اللازمة لهم، وعزل المزيد من المدن، اذ حتى مساء امس، وصل عدد المعزولين عن العالم الخارجي، وبقية ارجاء البلاد نحو 43 مليون نسمة، فيما شلت مدن عدة، واوقفت حركة المواصلات العامة، وقرع الرئيس الصيني جرس الانذار باعلانه امس ان المرض ينتشر بكثافة في انحاء البلاد، وعلى الاثر قررت السلطات حظر حركة الحافلات من وإلى العاصمة بكين اعتبارا من اليوم، في إطار جهود مضنية تهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا القاتل، ومن الممكن أن يؤثر هذا الإجراء على ملايين المسافرين من وإلى بكين على مدار عطلة رأس السنة القمرية التي تستمر لمدة أسبوع، بينما يبدو التوصل الى لقاح للفيروس غير متاح حاليا، اذ في دافوس حيث عقد المنتدى الاقتصادي العالمي الذي اختتم امس أعلن التحالف من أجل ابتكارات تحسباً من الأوبئة يوم الخميس أن التجارب الطبية المتعلّقة بإعداد أول لقاح يمكن أن تحصل بدءاً من الصيف.
ونشرت الحكومية احصائية جديدة للمتوفين وبلغ عددهم 41 شخصا حتى صباح امس، وتأكد إصابة 1287 شخصا في 30 مقاطعة صينية، وتم الإبلاغ عن عدد كبير من الإصابات في ووهان، حيث يُعتقد أن السلالة الجديدة انتقلت من الحيوانات البرية التي تباع في سوق المأكولات البحرية.
كما اعلنت اغلاق الطرق الرئيسية في ووهان بدءًا من الغد، وبثت قناة "سي جي تي إن" الإخبارية التلفزيونية إنه لن يتم السماح سوى بتسيير المركبات الحكومة والحافلات الخاصة قي اقليم ووهان، وتلك التي تحمل تراخيص خاصة بالسير على الطرقات في"المقاطعات الرئيسية" في ووهان، وتجدر الإشارة الى أن هناك حظرا على السفر بالفعل في المدينة التي يقطنها 11 مليون شخص، وكذلك في عدد من المدن الأخرى عبر الصين فيما تضرر نحو 43 مليون شخص.
كما أصدر مجلس الدولة الصيني إرشادات جديدة خاصة بالسفر من أجل الحد من انتشار الفيروس تشمل وضع أجهزة لقياس درجة حرارة الجسم في نقاط العبور الرئيسية.
كما دعا أيضا إلى تعزيز إجراءات الصحة العامة على متن القطارات والطائرات، حيث يسافر الملايين خلال عطلة نهاية الأسبوع للاحتفال ببداية العام القمري الجديد.
وطالب المجلس الذي يمثل أعلى سلطة إدارة في البلاد، باتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية، مثل عمليات التعقيم وتحسين التهوية في المنشآت العامة.
وخصصت السلطات الصينية 14 ألفا من أطقم الملابس الوقائية والقفازات لمدينة ووهان فقط، وهي مدينة تقع وسط الصين وقد شهدت ظهور أول حالة إصابة بالفيروس الجديد الشهر الماضي.
وكانت نائب رئيس مجلس الدولة الصيني سون تشون لان، شددت اول من أمس على اتخاد إجراءات صارمة بشأن الوقاية من الالتهاب الرئوي الناتج عن الفيروس والسيطرة عليه، لضمان تحقيق النصر في المعركة ضد هذا المرض المعدي.
وطالبت باتخاذ تدابير متكاملة والتوزيع العلمي للأطقم الطبية لتعزيز إجراءات العلاج، مضيفة أنه يتعين تكثيف العمل على تطوير دواء فعال ودراسة الفيروس.
ودعت أيضا إلى بذل جهود أكبر لضمان إمدادات الدواء والمواد المطهرة ومعدات الوقاية والعلاج، مطالبة بتحقيق الشفافية في التقارير الخاصة بالمرض وإشراف فعال على المستوى المحلي.
وبدأت الصين اول من أمس العمل في إقامة مستشفى جديد بمدينة ووهان لتقديم العلاج للمصابين، ومن المقرر استكمال العمل في المنشأة الجديدة بسعة ألف سرير، في غضون ستة أيام، لتكون جاهزة بحلول الأول من فبراير المقبل وستستقبل المرضى بعد يومين.
وفي وقت عدلت أستراليا إرشادات السفر، موضحة أنه لا يجب على المواطنين السفر إلى مقاطعة هوبي في الصين، حيث تقع مدينة ووهان، اكتشفت السلطات الأسترالية ثلاث حالات إصابة جديدة مؤكدة بالسلالة الجديدة من الفيروس في مدينة سيدني، وذلك بعد ساعات قليلة من الإعلان عن أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في البلاد، وكان الرجال الاربعة زاروا اخيرا مدينة ووهان الصينية، مركز تفشي الفيروس.
فيما نشرت وكالة "بلومبرغ" ان طائرة "بوينغ 767" سوف تقوم غدا (اليوم) بنقل 90 شخصا من مدينة ووهان الصينية، التي تشهد انتشارا واسعا للفيروس كورونا، وهم الديبلوماسيون الأميركيون العاملون في القنصلية بالمقاطقة.
بينما اعلنت فرنسا عزمها نقل رعاياها وذويهم من إقليم ووهان الصيني، ونشرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصينية أن القنصلية العامة الفرنسية تعتزم إنشاء خدمة حافلات لهذا الغرض، بالتعاون مع السلطات الصينية.
ونقلت الصحيفة عن بريد إلكتروني للقنصلية يطالب بمعاودة إرساله إلى مواطنين فرنسيين آخرين حتى يصل إلى جميع الرعايا الفرنسيين في ووهان، يشار إلى وجود جالية كبيرة من الفرنسيين في ووهان حيث تمتلك هناك مجموعة "بيجو ستروين" الفرنسية ومجموعة "رينو نيسان" مصنعين مشتركين مع شركة "دونغ فينغ" الصينية للسيارات.
في هونغ كونغ رفع درجة التأهب من "خطيرة" إلى "طوارئ"، قالت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام إنه تم رفع درجة التأهب لمواجهة فيروس "كورونا الجديد" في الجزيرة التي يصل عدد سكانها إلى نحو ثمانية ملايين نسمة حيث أعلنت السلطات وجود خمس حالات إصابة مؤكدة بالفيروس الجديد.
وتشمل الإجراءات التي اتخذت تأجيل بدء النصف الثاني من العام الدراسي حتى السابع عشر من فبراير المقبل، وإلغاء فعاليات عامة تشمل مباراة لكرة القدم ومهرجانا للاحتفال ببدء العام القمري (الصيني) الجديد، وماراثون هونغ كونغ المقرر الشهر المقبل.
وأكدت لام أن حكومتها تتواصل مع موردين من البر الرئيسي وأماكن أخرى من أجل زيادة توريد أقنعة الوجه والمواد المطهرة في إطار جهود الحد من انتشار الفيروس، فيما نصحت رعاياها بعدم السفر إلى إقليم هوبي الصيني، حيث تقع ووهان، وحظرت حركة الطيران والسكك الحديد إلى المدينة الصينية إلى أجل غير مسمى.
وفي نيودلهي أصدرت الحكومة الهندية تحذيرا لمواطنيها بعدم السفر إلى الصين، إلا في حالات الضرورة، بسبب انتشار الفيروس الخطير.
ونشرت تقارير إعلامية رسمية عن ان فيروس كورونا الجديد قد وصل إلى جميع المناطق في أنحاء الصين، باستثناء إقليم التبت، وذلك بعد تأكيد حالة إصابة بالفيروس في مقاطعة تشينغهاي.
وبحسب تلفزيون الصين المركزي، فإن القائمة، التي تضم 30 مقاطعة ومنطقة وبلدية، تمتد من بكين حتى مناطق صينية تتمتع بالحكم الذاتي، مثل شينغيانغ ومنغوليا الداخلية، كما أصيبت بالفيروس منطقتان إداريتان خاصتان في الصين، وهما ماكاو وهونغ كونغ.
فقط التبت النائية، وهي منطقة أخرى تتمتع بالحكم الذاتي في أقصى غرب الصين، تبدو غير مصابة بالفيروس.
جدير الاشارة الى ان الصينيين يستعدون لبدء احتفالات السنة القمرية الجديدة في خضم مخاوف من تفشي مرض الالتهاب الرئوي الجديد ما أفسد خطط السفر خلال فترة الاجازة، اذ كانت السلطات تتوقع إجراء ما يصل إلى ثلاثة مليارات رحلة خلال أربعين يوما مرتبطة بالعطلة، في ظل أن رأس السنة القمرية الجديدة، هي أكثر العطلات الصينية أهمية ومناسبة للأسر للتجمع.
في سياق الاجراءات الاحترازية أعلنت هيئة الوقاية التابعة الأوروبية، امس، أنها لا تستبعد ظهور حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد في القارة.
أضافت الهيئة أنه رغم أن هناك الكثير من الأمور غير المعلومة عن الفيروس، فلدى الدول الأوروبية الإمكانيات اللازمة لمنع تفشي المرض، واحتوائه بعد اكتشافه.
وكانت دول أخرى مثل اليابان وتايلند وفيتنام وسنغافورة وتايوان والولايات المتحدة، وباكستان والسعودية، وكوريا الجنوبية، وفرنسا وأخيرا استراليا أعلنت اكتشاف حالات إصابة بالفيروس، وفي الفلبين، تم تشخيص حالة طفل يبلغ من العمر خمس سنوات بأنه مصاب بفيروس كورونا، ولكن اكتشف في وقت لاحق إصابته بسلالة مختلفة تماما من الفيروس، وهو يتعافي حاليا، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس الماضي أنها قررت عدم إعلان"حالة طوارئ بشأن الصحة العامة مثيرة للقلق على المستوى الدولي".
وقالت المنظمة بعد اجتماع لجنة طوارئ إنه:"ما زال من المبكر للغاية إعلان حالة طوارئ بشأن الصحة العامة مثيرة للقلق على المستوى الدولي".
ويمكن أن يكون العدد الحقيقي للمرضى أعلى من ذلك بكثير، حيث أن العديد من المرضى في ووهان غير قادرين على تلقي العلاج بسبب اكتظاظ المستشفيات بالمرضي.
ويشير خبراء من "إمبريال كوليدج" لندن، وهي جامعة بحثية متخصصة في العلوم والطب والهندسة وإدارة الأعمال، إلى أن إجمالي عدد حالات الإصابة بأعراض فيروس كورونا الجديد قد وصل إلى 4 آلاف بحلول 18 يناير.
في السياق ذاته اعلن المدير الطبي الفخري لهيئة الصحة العامة في إنكلترا، البروفيسور بول كوسفورد ان" من المرجح بشدة اكتشاف إصابات بفيروس كورونا في بريطانيا، لدينا مجموعة كاملة من الخطط الجاهزة للتطبيق في هذه الحالة، ويجري تطبيقها حاليا".
وقال: "لا توجد حالات مصابة في بريطانيا حتى الآن لكننا سنواصل الفحص"، ذاكرا أن "خمسة أشخاص خضعوا للفحص في بريطانيا وكانت النتيجة سلبية، تسعة آخرين يخضعون للفحص وتعرف النتيجة في غضون 24 ساعة تقريبا".


مواطنون صينيون في مدينة هوبي يتسوقون تحسبا لانقطاع المواد الغذائية ( اب)


وشوارع المدينة شبه خالية من المارة ( اب)

آخر الأخبار