الخميس 19 يونيو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الضحى ...أقسم الله به لتثبيت قلب النبي بعد انقطاع الوحي

Time
الاثنين 19 أبريل 2021
View
50
السياسة
أشياء أقسم بها الله في القرآن

كتب ـ محمود خليل:

"نزل القرآن الكريم بلغة العرب ومن عاداتهم القسم إذا أرادوا تأكيد أمر، وقد جرى القران الكريم على هذا النحو، فاستخدم صيغا متعددة للقسم، منها ماهو ملموس وما هو معنوي، فما الأشياء التي استخدمها الله تعالى في القسم وما دلالاتها ؟"

سورة الضحى
سورة مكية، آياتها 11، وترتيبها في المصحف 93، في الجزء الثلاثين، نزلت بعد سورة الفجر، بدأت بأسلوب قسم، "وَالضُّحَى"، وقيل إنّ المقصود بالضحى النهار، وقيل بل الساعة التي سجد فيها سَّحرة مصر بعد إيمانهم برسالة موسى، وقيل إنّ الضحى نور الجنة، أو نور قلوب المؤمنين.
كان سبب نزولها أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أُصيب بالهمّ والغمّ في بداية دعوته، لانقطاع الوحي، مدة خمس عشرة ليلةً، وقيل انقطع الوحي اثني عشر يوماً، وقيل خمسة وعشرين يوماً، وقيل أربعين يوماً، لحكمةٍ يعَلِمها الله،عزّ وجلّ، فبدأ كفّار قريش، بالاستهزاء من الرسول، وتعييره بعدم نزول الوحي عليه، بقولهم: "ودّعك ربّكَ وقَلاك"، أي انقطع عنك، فأتته امرأة فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل "والضحى"، قيل: أن المرأة هي العوراء بنت حرب زوج أبي لهب، وهي حمالة الحطب.
وقيل إنّ السيدة خديجة هي من قالت له: "أَبْطَأَ جِبْرِيلُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ"، ألماً وحسرةً وليس سخريةً منه، مثلما قالَ المُشْرِكُونَ: قدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى"، وقيل إنّ سبب انقطاع الوحي عن الرسول موت جروٍ تحت الفراش في حُجرته، وبعد تطهير الحُجرة نزل الوحي على الرسول، وقال له جبريل: "إنَّا لا ندخُلُ بيتًا فيهِ صورةٌ ولا كَلبٌ".
اشتملت السورة على ثناءً من الله، عز وجل، على نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، ومواساةً له، تثبيتاً لقلبه، ممّا يدل على صحة الرسالة التي بُعث بها، وصدق نبوته، لذا يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ شَخْصِيـَّةِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَمَا حَبَاهُ الَّلهُ بـِهِ مِنَ الفَضْلِ وَالإِنْعَامِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لِيَشْكُرَ الَّلهَ عَلَى تِلْكَ النِّعَمِ الجَلِيلَةِ، وليقول له إنه سبحانه وتعالى لم ينسه، وسوف يعطيه حتى يرضى، مذكرا إياه إنه سبحانه آواه، هداه، أغناه، وقربه منه، وأنّه لن يقطع عليه الخير والفضل، بل يمنّ عليه بتيسير الأمور.
تعد صلاة الضحى، من النّوافل التي حرص رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، على المداومة عليها، وهى إحدى الوصايا النبوية الثلاث، التي حثنا عليها، مشددا على ضرورة اغتنامها للفوز بثوابها العظيم، تكريما واعترافا بعظمة القسم الرباني بالضحى، واعتراف بفضل الله تعالى عليه.
يروي عنه صلّى الله عليه وسلّم في صحيح مسلم انه قال : "يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى"، كما سميت بصَلاة الإشرَاق، بسبب وقت صلاتها .
يبدأ وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس إلى قبيل زوالها ما لم يدخل وقت النهي، ووقت استحبابها يكون عند علو الشمس واشتداد حرِّها، وقيل إنها صلاة الأوابين، ومما جاء عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ"، أى إلى أن تحمى الرمضاء، وهي الرمل الساخنة من شدة الحر.
يقول أَبُو هُرَيْرَةَ: "أَوْصَانِي النَّبِيُّ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى"،واختلف الفقهاء بأكثرها، فقيل ثماني ركعات.
آخر الأخبار